إحباط مخطط لقلب نظام الحكم في ألمانيا

ت + ت - الحجم الطبيعي

ألقت السلطات الألمانية، أمس، القبض على 25 من أعضاء ومناصري جماعة يمينية متطرفة، قال ممثلو الادعاء إنهم كانوا يعدون لقلب نظام الحكم باستخدام العنف، مع الاشتباه في قيام بعض أفرادها بالتخطيط لهجوم مسلح على البرلمان.

وقالت ناطقة باسم الادعاء العام في كارلسروه، إن نحو 3 آلاف فرد من السلطات، شنوا الحملة في 11 ولاية ألمانية. ويواجه المتهمون تهمة الإعداد لإسقاط الدولة.

تجدر الإشارة إلى أن أعضاء مجموعة «مواطني الرايخ» لا يعترفون بالدولة الألمانية الحديثة، التي تأسست بعد انهيار النازية، ولا قوانينها، ويمتنعون عن دفع ضرائب ومخصصات اجتماعية، ويصرون على أن الإمبراطورية الألمانية لا تزال قائمة. ووفق البيانات، أسس المتهمون أواخر نوفمبر 2021، تنظيماً إرهابياً لمحاربة مؤسسات الدولة وممثليها. وقال الادعاء العام، إن المتهمين أسسوا ذراعاً عسكرياً بهدف هدم دولة القانون على مستوى البلديات والمقاطعات. ووفقاً للبيانات، فإن التنظيم على دراية بأنه سيسقط خلال ذلك قتلى لكنهم قبلوا هذا السيناريو، كخطوة انتقالية ضرورية للوصول إلى مساعيهم لتغيير النظام على كل المستويات.

دور عسكريين

وأشار الادعاء العام، إلى أن بعض أعضاء الذراع العسكرية المشتبه بهم، خدموا في الجيش الألماني. وبحسب البيانات، فإن الهيئة المركزية للتنظيم، يُطلق عليها «المجلس»، وتم تشكيلها على غرار مجلس الوزراء في الحكومة النظامية، أي تتضمن وزارات، مثل العدل والخارجية والصحة.

وذكر الادعاء العام، أن أعضاء المجلس يجتمعون بانتظام منذ نوفمبر 2021، من أجل التخطيط للاستيلاء المزمع على السلطة في ألمانيا، وإنشاء هياكل دولة خاصة بهم. وقال ناطق باسم وكالة الاستخبارات العسكرية الألمانية، إن من بين المشتبه بهم جندي نشط في القوات الخاصة للجيش، وعدد من جنود الاحتياط.

وأضاف: «شاركت الاستخبارات العسكرية في التحقيقات التي أجراها مكتب المدعي العام، وتشاركت النتائج التي توصلت إليها مع مكتب حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية)، والمكتب الاتحادي للشرطة الجنائية».

وقال المدعون، إن المجموعة استلهمت أفكارها من نظريتي مؤامرة الدولة العميقة (كيو أنون)، وحركة «مواطنو الرايخ»، اللتين لا تعترفان بشرعية ألمانيا الحديثة. وتصر المجموعة على أن (الرايخ) الألماني «الإمبراطورية الألمانية»، لا تزال قائمة، على الرغم من هزيمة النازيين في الحرب العالمية الثانية.

وقال مكتب الادعاء العام، إن المؤامرة كانت تهدف لتنصيب عضو سابق في عائلة ملكية ألمانية، يُعرف باسم هاينريخ الثالث عشر بي.آر، زعيماً للدولة المستقبلية، ومشتبهاً به آخر يُدعى روديغر في.بي، قائداً للذراع العسكرية للدولة.

نفي روسي

وأضاف المكتب أن هاينريخ، الذي يستخدم لقب الأمير، وينتمي إلى الأسرة الملكية في رويس، التي حكمت أجزاء من ألمانيا الشرقية في الماضي، تواصل مع ممثلين روس، تعتبرهم المجموعة جهة الاتصال المركزية لتأسيس نظامها الجديد. وأشار المكتب إلى أنه لا يوجد دليل على أن الممثلين الروس ردوا بشكل إيجابي على طلب هاينريخ للتواصل معهم.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية، عن سفارة موسكو في ألمانيا، قولها إن المؤسسات الدبلوماسية والقنصلية الروسية، لا تقيم اتصالات مع ممثلي الجماعات الإرهابية، وغيرها من الجماعات غير الشرعية. كما نقلت وكالة إنترفاكس الروسية، عن الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، القول: «لا يوجد مجال للحديث عن تدخل روسي». وأضاف أن الحكومة الروسية علمت فقط بشأن المداهمات من وسائل الإعلام، ولذلك، ليس لديها مزيد من التعليقات.

وفي روما، أفاد بيان، بأن الشرطة الإيطالية اعتقلت ضابطاً سابقاً يبلغ من العمر 64 عاماً في الجيش الألماني، تربطه صلات بمحاولة الإطاحة بالدولة في ألمانيا بصورة عنيفة. وقالت الشرطة، إن الرجل اعتُقل في فندق في وسط مدينة بيروجيا، حيث جرى العثور على مواد ذات صلة بالنشاط الهدام للمنظمة. وورد في البيان، أن إجراءات تسليم المشتبه به بدأت.

Email