«صواريخ بولندا» تجنب التصعيد رسالة لها ما بعدها

ت + ت - الحجم الطبيعي

حملت ردات الفعل الأوروبية والأمريكية إزاء أزمة «صواريخ بولندا» الأخيرة رسائل عدة عكست الحرص على تجنب التصعيد أو الدخول في نزاع مباشر مع روسيا وتوسعة رقعة الحرب، بينما في الوقت ذاته أثيرت علامات استفهام واسعة حول موقف أوكرانيا، والتصريحات الفورية الصادرة عن الرئيس فولوديمير زيلينسكي، التي ترجمت مساعي لاستثمار الأزمة «لحشد المزيد من الدول ضد روسيا».

على النقيض من الموقف الأوكراني بعدما سارعت كييف بإعلان أن الصاروخ الذي سقط في بولندا على الحدود مع أوكرانيا وأسفر عن مقتل شخصين، هو صاروخ روسي، جاءت ردود الفعل الحذرة الصادرة عن الولايات المتحدة وبولندا وحلف الناتو، بترجيح إطلاق صاروخ إس 300 من الدفاعات الأوكرانية، وأنه «لا مؤشر على هجوم متعمد».

من جانبها، فإن روسيا التي نفت شن ضربات على أهداف قريبة من الحدود البولندية الأوكرانية، ودعت وارسو في الوقت نفسه إلى «وقف المزايدات، وعدم المشاركة في استفزازات كييف»، رحبت بـ «ضبط النفس الأمريكي»، في مؤشر إيجابي من الجانبين يعكس الحرص على عدم التصعيد أو تحول الصراع لمواجهة مباشرة بين موسكو و«الناتو».

الموقف الأوكراني

يُحلل الخبير في الشؤون الأوروبية من بروكسيل، محمد رجائي بركات، في تصريحات لـ «البيان» ردود الأفعال حول أزمة الصاروخ الأخيرة. ويرى أن الرئيس الأوكراني يريد «الزج بالناتو في مواجهة مباشرة مع روسيا».

ويلفت إلى أن كييف تريد الحصول من «الناتو» على أسلحة أكثر، و«أن يدخل الحلف بشكل مباشر في الحرب مع روسيا».

وعلى الجانب الآخر، يرى بركات أن الدول الداعمة لأوكرانيا وبما فيها الولايات المتحدة «بدأت تشعر بالمشاكل الناجمة عن الدعم المطلق لكييف، لا سيما مشاكل الطاقة وارتفاع أسعار المواد الغذائية حول العالم، وبشكل خاص دول الاتحاد الأوروبي».

خطوط حمراء

من جانبه، يشير الأستاذ الزائر بكلية الاستشراق في المدرسة العليا للاقتصاد بموسكو، رامي القليوبي، في تصريحات لـ «البيان» إلى أنه «إذا نظرنا للموقف الروسي من ضبط النفس الأمريكي فهو يرجع إلى إدراك الكرملين أن واشنطن لو أرادت التصعيد بسبب هذه الصواريخ، لكانت صعّدَت الموضوع واتهمت روسيا، وهو ما لم يحدث واتسم الموقف الأمريكي بضبط النفس»

ويوضح «حتى بولندا التي تعد من أشد خصوم روسيا في الكتلة الغربية دعت لاجتماع الناتو بموجب المادة الرابعة الخاصة بالتشاور وليس المادة الخامسة الخاصة بالدفاع الجماعي».

Email