حرب أوكرانيا.. «صاروخ بولندا» مرّ بسلام

ت + ت - الحجم الطبيعي

سريعاً هبط منسوب القلق وتم نزع فتيل تصعيد خطير ووقف توسيع للمواجهة الروسية الغربية انطلاقاً من الساحة الأوكرانية، إذ استبعدت دول غربية عدة، وعلى رأسها الولايات المتحدة، «فرضية» أن يكون صاروخ روسي المصدر، سقط في بلدة بولندية على حدود أوكرانيا، بل إن هناك من اعترفوا علانية بأن سبب الانفجارات في بولندا مضادات جوية أوكرانية.

بعد ساعات من حدوث الانفجارات، سارعت بولندا إلى اتهام روسيا، وتحدثت واشنطن عن عملية «تحقق» بدا من خلالها أن واشنطن تعاطت بحذر مع الحدث، الأمر الذي دفع موسكو للإشادة بسياسة «ضبط النفس» التي أبدتها واشنطن. وقالت روسيا إن أقرب الضربات الروسية في أوكرانيا تبعد عن الحدود البولندية مسافة لا تقل عن 35 كيلومتراً.

وبدا الغربيون حذرين بشأن التكهن بمصدر الصاروخ الذي سقط في ظل انعقاد قمة مجموعة العشرين في بالي الإندونيسية، حيث كانوا يعملون على إقناع دول الجنوب بإدانة الحرب في أوكرانيا.

حذر غربي

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن: «سأكون حريصاً على معرفة ما حدث بالضبط.. سنحدد بعد ذلك بشكل جماعي التدابير التي يجب اتخاذها»، وقال إنه «من غير المرجح» أن يكون الصاروخ «أطلق من روسيا». وقال مصدر في حلف الناتو إن بايدن أبلغ مجموعة السبع والشركاء في حلف الناتو أن الانفجار في بولندا نجم عن صاروخ أطلقه الدفاع الجوي الأوكراني. وقال ثلاثة مسؤولين أمريكيين إن التقييمات الأولية تشير إلى أن القوات الأوكرانية أطلقت النار على صاروخ روسي.

وقالت وزيرة الدفاع البلجيكية لوديفين ديدوندر إن انفجار بولندا هو «نتيجة أنظمة دفاع أوكرانية مضادة للطائرات تستخدم لاعتراض الصواريخ الروسية». وأضافت في بيان أن «التحقيقات مستمرة، ولا يوجد حالياً ما يشير إلى أنه هجوم متعمد».

وحذّر المستشار الألماني أولاف شولتس من أي «استنتاجات متسرعة»، وقال خلال مؤتمر صحافي في قمة مجموعة العشرين: «في مثل هذه القضية الخطيرة، يجب أن نتوخى الحذر من أي استنتاجات متسرعة بشأن مجريات الأحداث قبل إجراء تحقيق دقيق».

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه يحترم تصريحات موسكو بأنه لم يتم إطلاق صواريخ روسية على الأراضي البولندية، مضيفاً أنه يعتقد أن موسكو «ليس لها يد في هذا». وقال أردوغان في مؤتمر صحافي خلال قمة العشرين: «روسيا قالت إنها ليس لها يد في هذا، وقال بايدن إن الصواريخ ليست روسية الصنع، وهو ما يظهر أنه لا علاقة لروسيا بالأمر».

دعوة للتفاوض

وترفض دول عدة إدانة موسكو بشأن حرب أوكرانيا، وتفضل دعوة الطرفين إلى التفاوض. وعلى الرغم من انقساماتهم، اتفق الأعضاء العشرون في هذا النادي الذي تم إنشاؤه في الأصل لإدارة القضايا الاقتصادية، على مسودة بيان تتجنب تضارب المواقف.

وكانت بولندا نفسها أعلنت أمس أنه «لا مؤشر على الإطلاق» على أن الصاروخ كان هجوماً متعمداً، وأنه من المحتمل أن تكون أوكرانيا قد أطلقت قذيفة من الحقبة السوفييتية. وقال الرئيس البولندي أندريه دودا: «من المعلومات التي لدينا نحن وحلفاؤنا، أنه كان صاروخاً من طراز إس-300 السوفييتي الصنع، وهو صاروخ قديم، ولا يوجد دليل على إطلاقه من الجانب الروسي»، وقال: «هناك احتمال كبير أن يكون الصاروخ قد استخدم من جانب قوات الدفاع الأوكرانية».

ووافقه الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، في اجتماع للحلف العسكري في بروكسل، على هذا التقييم، وقال للصحافيين: «ليس لدينا ما يشير إلى أن هذا كان نتيجة هجوم متعمد».

يبدو أن واقعة الصاروخ في بولندا قد مرت بسلام، وأن أصوات الحذر والتأني تغلبت على أصحاب الرؤوس الحامية، وإلا لكانت الأمور أخذت منحنى آخر، فالرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف قال في تعليقه على ما جرى إن الهجوم الصاروخي المزعوم على الأراضي البولندية يظهر أن الغرب يقترب من حرب عالمية أخرى. وكتب ميدفيديف على «تويتر»: واقعة الضربة الصاروخية «تثبت شيئاً واحداً فقط: شن حرب بكل السبل على روسيا، والغرب يقترب من حرب عالمية».

 
Email