كيف أثرت «السوشيال ميديا» على أمهات اليوم؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد بضعة أيام يحيي العالم «اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد النساء»، في الخامس والعشرين من الشهر الجاري، ضمن قائمة من المناسبات الدولية المعنية بحقوق المرأة عموماً، وفيما يشكل العنف ضد المرأة عنواناً عريضاً لمعاناة الكثيرات حول العالم، لا سيما في البلدان النامية، فإنه يعد جانباً من حجم الإشكاليات، التي تواجه المرأة عموماً، ضمن قائمة من الضغوطات يتعرضن لها، وبشكل خاص مع الثورة التكنولوجية.

ثورة وسائل التواصل الاجتماعي فرضت على المرأة تحديات مختلفة، وعرضتها لضغوط مستحدثة ومغايرة عن تلك التي كانت تواجهها الأجيال السابقة.

في تقرير بحثي حديث، يلقي مؤسس شركة نيتف، المدير الإقليمي للاستراتيجيات في شركة «ليو برنيت» الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أحمد أبوزناد الضوء على جانب مغاير، ضمن جوانب معاناة المرأة العربية لا يلتفت الكثيرون إلى مدى خطورته على الأسرة بشكل عام.

ويبرز أبوزناد جانباً من الضغوط النفسية، التي تتعرض لها المرأة عبر وسائل التواصل، والتي تدفعها إلى الشعور الدائم بالتقصير إزاء أبنائها، وهو نمط جديد من التحديات، التي لم تعرفها أمهات الأجيال السابقة.

مواقع التواصل

وبشيء من التفصيل، يلفت لدى استعراض تقريره لـ«البيان» إلى أن «مواقع التواصل الاجتماعي أسهمت في انتشار ظاهرة جديدة، وهي ظاهرة (الأمهات المؤثرات أو الانفلونسر)، اللاتي يسعين إلى تقديم صورة مثالية، من خلال مشاركتهن لتفاصيل يومياتهن عبر السوشيال ميديا، حتى وإن لم تكن تلك الصور أو اللحظات صادقة، أو تكون مفبركة. تلك الصور المثالية تشعر معها أخريات بالتقصير إزاء أبنائهن، والاعتقاد بأن ثمة أمهات يولين اهتماماً ورعاية أكبر بأولادهن».

ويتابع: «يتسبب ذلك بتفاقم الضغوطات التي تتعرض لها الأمهات»، مشيراً إلى أن انتشار ظاهرة الأمهات المؤثرات على مواقع التواصل الاجتماعي لا يسهم بالحل، بل يزيد الوضع تعقيداً.

ويشير أبوزناد في السياق نفسه إلى أن «الأمومة ليست مجالاً للتنافس.. هي تجربة شخصية وحميمية.. ولكل امرأة طريقتها الخاصة بها في أن تكون أماً مثالية»، موضحاً أنه يمكن لوسائل التواصل أن تلعب دوراً في استلهام الأمهات من أخريات والحصول على معلومات تربوية.

وبموازاة ذلك، يلفت إلى أنه بالتطبيق على 28 ألف امرأة عربية فإن 87% أبلغن عن شعورهن بضغوطات اجتماعية «من أجل سعيهن للكمال والمثالية كما تلك التي يرونها عبر السوشيال ميديا».

أثر التكنولوجيا

هذا يعتبر غيضاً من فيض لتأثر المرأة العربية بثورة تكنولوجيا المعلومات، والتي فرضت تحديات غير نمطية تفاعلت معها بعض النساء إيجاباً بالاستفادة مما توفره من إيجابيات هائلة، بينما سقطت الكثيرات في فخاخها السلبية.

ومن وجهة النظر الاجتماعية تشير أستاذة علم الاجتماع بالقاهرة د.سامية خضر، في تصريحات لـ«البيان» إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي تترك آثاراً مختلفة على الأسرة عموماً، تتأثر بها المرأة بشكل خاص، ما بين الآثار الإيجابية المرتبطة بسهولة الحصول على المعلومات وتبادل الخبرات، والآثار السلبية، ومن بينها زيادة الفجوة والعزلة بين أفراد الأسرة «فقد أضحى مألوفاً مشهد جلوس كل فرد من أفراد الأسرة منشغلاً بهاتفه الخاص».

وتلفت إلى خطورة المعلومات الخاطئة التي قد يتعرض لها أفراد الأسرة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومن بينهم الأم، مشددة على ضرورة الحرص على الحوار بين أفراد الأسرة والمحافظة على السياق الأسري القديم باعتباره عنصراً أساسياً في تماسك المجتمع، واقتصار الوسائل التكنولوجية على وظيفتها الأساسية وأبعادها الإيجابية، والتي تتسق مع سلوكيات وأعراف وعادات وتقاليد الأسرة العربية.

Email