طرح مبادرات مهمة لتوسيع التعاون الدولي في مجال التعليم قبل المدرسي

رئيس أوزبكستان: 200 مليون طفل حول العالم محرومون من التعليم المبكر

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد شوكت ميرضيايف رئيس جمهورية أوزبكستان اليوم الثلاثاء أن نحو 200 مليون طفل حول العالم محرومون من التعليم المبكر (التعليم ما قبل المدرسي)، مؤكدا على أن هناك عدداً من التحديات في توفير تعليم مؤهل لمرحلة ما قبل المدرسة للأطفال الصغار في جميع أنحاء العالم ما يحد من وصولهم إلى التعليم الابتدائي.

وقال ميرضيايف الذي كان يتحدث في افتتاح المؤتمر الدولي الثاني لرعاية الطفولة المبكرة والتعليم المقام حاليا في طشقند: "لا يخفى على أحد أن جائحة كوفيد 19  كان لها تأثير سلبي هائل على قطاع التعليم على مدى السنوات القليلة المقبلة"، داعيا إلى تعميق التعاون الوثيق بين جميع البلدان والشعوب والتوحد لمواجهة تلك التحديات.

وعبر ميرضيايف عن اعتقاده بأن المؤتمر سيساعدنا على إيجاد مناهج وحلول جديدة لقضية تعليم الأطفال، والتي تعتبر اتجاهًا مهمًا لأهداف التنمية المستدامة.

وأوضح ميرضيايف أنه واستنادا إلى مبدأ أن "كرامة الإنسان وحقوقه ومصالحه هي أعلى قيمة"، فقد جعلنا خلق ظروف معيشية كريمة لشعبنا أولوية في سياسة أوزبكستان الجديدة. وفي هذا الصدد، نولي أهمية كبيرة، قبل كل شيء، لرعاية الشباب والأطفال ودعمهم العملي، وتربيتهم جيلًا سليمًا بدنيًا وناضجًا روحياً، مؤكدا على أنه من خلال تنمية الطفولة المبكرة وتوفير بيئة تعليمية لائقة، فإننا نبني أساسًا متينًا للتعبير الكامل للأطفال عن أنفسهم في المستقبل".

وكشف الرئيس الأوزباكستاني عن وجود حوالي 3 ملايين طفل في سن ما قبل المدرسة في بلاده، معتبرا أنهم أثمن كنوزنا، وصانعو حياتنا الحرة والمزدهرة ومستقبلنا المشرق، مشيرا إلى أنه في الماضي القريب، انخفض معدل الالتحاق بمرحلة ما قبل المدرسة إلى 27%، موضحا أن جميع مؤسسات ما قبل المدرسة في أوزبكستان تقريبًا تفتقد إلى التقنيات الحديثة والأدلة، وكانت مرافقها قيد التجديد.

وقال: "منذ الأيام الأولى للإصلاحات، قررنا إجراء تحديث جذري لقطاع التعليم الحالي، ولا سيما التعليم قبل المدرسي، لهذا الغرض، ولأول مرة في تاريخ بلدنا، أنشأنا وزارة التعليم قبل المدرسي. نحن نركز بشكل كبير على الارتقاء برياض الأطفال إلى مستوى جديد وفقًا لمتطلبات الوقت والتطبيق الواسع للأساليب والتقنيات المتقدمة وتقوية القاعدة التعليمية والمادية. لقد خلقنا ظروفًا مواتية لدخول القطاع الخاص في التنمية الشاملة للصناعة".

وأضاف: "في السنوات الأخيرة، زاد عدد رياض الأطفال في بلدنا ستة أضعاف. تم إنشاء الآلاف من رياض الأطفال العائلية في المناطق النائية. كما زاد عدد المعلمين ثلاثة أضعاف ووصل إلى 160 ألفًا. علاوة على ذلك، تم اتخاذ خطوات عملية لتحسين مؤهلات أكثر من 160 ألف عامل تربوي، هذا بدوره، وفر فرصة لزيادة عدد الأطفال الذين يتلقون التعليم والتدريب في رياض الأطفال من 600 ألف إلى 2 مليون، وارتفع معدل تغطية الأطفال إلى 70%.

وقال:" في سياق الإصلاحات الديمقراطية في أوزبكستان، نعطي الأولوية لرفع نظام التعليم إلى مستوى المتطلبات الحديثة. على وجه الخصوص، هناك أكثر من 10000 مدرسة ثانوية تعمل حاليًا في بلدنا. في السنوات الأخيرة، زاد عدد مؤسسات التعليم العالي بنحو 2.5 مرة ووصل إلى 186. 31 منها فروع لجامعات ومعاهد رائدة في العالم".

وأشار إلى أن نسبة القبول في الجامعات قد زادت بمقدار 3.5 مرة، وارتفعت نسبة الالتحاق بالتعليم العالي من 9% إلى 38%.

وأضاف:" من المعروف أن بلدنا، الواقع على مفترق طريق الحرير العظيم، يساهم في تطوير حضارة وثقافة العالم منذ العصور القديمة. مشاهير علماء بلادنا مثل الخوارزمي الذي أسس مفهوم الجبر والخوارزمية، البيروني، الذي أرسى أسس علم المعادن، ابن سينا، عالم الطب الشهير المعروف في العالم باسم ابن سينا، ميرزو أولوج ' بيك، عالم الفلك العظيم الذي حدد بدقة موقع وحركة ألف وثمانية عشر نجمًا، أحمد فرغاني، الذي ابتكر جهازًا فريدًا لقياس مستوى نهر النيل، قدم مساهمة كبيرة في تطوير النهضة الشرقية الأولى والثانية. في العصور الوسطى بأعمالهم القيمة والاكتشافات العلمية والإبداعية".

وقال " عند الحديث عن كل هذا، تجدر الإشارة إلى أنه في الماضي كان هناك أكثر من 300 مدرسة، والتي كانت جامعات في ذلك الوقت، تعمل في بخارى، وحوالي 120 مدرسة موجودة في سمرقند. منذ زمن سحيق، أولت بلادنا أهمية كبيرة للتربية جنبًا إلى جنب مع التعليم".

واستشهد ميرضيايف بمقولة للشاعر والمفكر الأوزبكي الكبير أليشر نافوي الذي روج لفكرة الإنسان المثالي الذي يتطور بانسجام في جميع الجوانب، ويمتلك معرفة وروحانية عالية. حيث قال: "التعليم مسألة حياة - أو موت، إما خلاص - أو تدمير، إما سعادة - أو كارثة".

وقال: "نحن الان نضع أطر النهضة الثالث في بلادنا كمهمة استراتيجية ونرتقي به إلى مستوى الفكرة الوطنية. نحن نعتبر التعليم قبل المدرسي والتعليم المدرسي ونظام التعليم الخاص العالي والثانوي، وكذلك المؤسسات العلمية والثقافية كأربع روابط متكاملة لعصر النهضة في المستقبل. نعتقد أن معلمات رياض الأطفال ومعلمي المدارس والأساتذة والمفكرين العلميين والمبدعين هم الركائز الأربع للنهضة الجديدة".

وأضاف:" في هذا الصدد، سنسعى جاهدين لتحقيق أهدافنا من خلال تجميع خبرتنا الوطنية وأفضل الإنجازات العالمية. من الواضح أنه حيثما يوجد تعليم وتدريب، سيكون هناك بلا شك العلم والثقافة والتنمية. لن يتجذر التطرف والراديكالية في مجتمع تعليمي عالٍ. سنواصل باستمرار العمل الذي بدأناه ونتخذ جميع التدابير اللازمة في المستقبل للوصول إلى 80% من الأطفال الصغار في التعليم قبل المدرسي في عام 2025. بالإضافة إلى ذلك، وكجزء من أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، نهدف إلى أن يكون الأطفال في سن السادسة مسجلين بالكامل في برنامج الإعداد للمدرسة بحلول عام 2025".

وعبر رئيس اوزباكستان عن ثقته بأن هذا المؤتمر سيخلق فرصًا جديدة لمزيد من التوسع في التعاون الدولي من أجل تحديد السياسات المتعلقة بمجال التعليم قبل المدرسي حتى عام 2030 في العالم، وبالتالي توفير تعليم جيد للأطفال الصغار.

وتقدم ميرضيايف في ختام حديثة بعدة مقترحات هامة كما يلي:
أولاً: في عالم اليوم، يعاني الأطفال في سن ما قبل المدرسة، وهم الأكثر ضعفاً، من التهديدات المتزايدة للعنف. لذلك، من الملح للغاية إيجاد حل فعال لمسألة جودة التعليم للأطفال الصغار على المستوى العالمي، من أجل تطوير حلول مشتركة ومقاربات منهجية لهذه القضايا. ولذلك، نقترح عقد هذا المؤتمر الدولي بانتظام.

ثانيًا: آمل أن تدعموا مبادرتنا لإنشاء مركز إقليمي لليونسكو في طشقند من أجل تنسيق جميع جهودنا في مجال التعليم بشكل منهجي بما يتماشى مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة. أقترح أيضًا تطوير برنامج شامل لإجراء مشاريع وأبحاث مشتركة مع المنظمة العالمية لتعليم الطفولة المبكرة، لإعداد أساليب جديدة للتعليم والمنهجية. علاوة على ذلك، طرح ميرضيايف مبادرة لإنشاء مجتمع دولي للمعلمين لمشاركة أفضل الممارسات العالمية، وطرق التدريس التفاعلية الحديثة، والمعرفة العملية الغنية والمهارات في هذا الاتجاه.

ثالثًا: من المهم إدراج موضوع تعليم الطفولة المبكرة كأحد الموضوعات الرئيسية على جدول الأعمال العام للقمة القادمة التي ستعقدها الأمم المتحدة في عام 2024 وتخصيص جلسة منفصلة لذلك.

واستناداً إلى نتائج هذا المؤتمر الدولي، سيكون من المناسب اعتماد قرار خاص للجمعية العامة للأمم المتحدة يعترف بتربية وتعليم الأطفال الصغار كعامل مهم في تحقيق التنمية الشاملة.

وشدد على ضرورة أن تعكس الوثيقة التي سيتبناها في المؤتمر في ختام أعماله قضايا مهمة مثل زيادة دور الوالدين في ضمان جودة تعليم الأطفال وتنشئتهم، والنضج الروحي والجسدي، ومسؤوليتهم عن إظهار قدراتهم وإمكاناتهم بشكل كامل.

 

Email