تحول حنين البرازيليين إلى عهد الرئيس الأسبق لويز إناسيو لولا دا سيلفا، والذي أظهرته استطلاعات كثيرة للرأي خلال الفترة الماضية، إلى واقع، عقب فوزه بفارق طفيف على منافسه جايير بولسينارو في الجولة الثانية من الانتخابات البرازيلية التي شهدت منافسة حامية. 

يعد لولا دا سيلفا أول من صدَّرته الطبقة الكادحة لتولي سدة الحكم في البرازيل، ولعبت سياساته الاقتصادية دوراً كبيراً في خفض نسبة الفقر بداية حكمه الذي استمر فترتين من 2003 إلى 2011.

عاش الرئيس البرازيلي الأكثر شعبية، حياة صعبة في مقتبل عمره، حيث نشأ في أسرة فقيرة، وابتدأ العمل في سن مبكرة من عمره حيث عمل بائعاً للفول السوداني وماسحاً للأحذية، ثم انتقل في ستينيات القرن العشرين للعمل في مصنع للصلب خسر فيه أحد أصابع يده اليسرى.

بدأت مسيرة داسيلفا السياسية بالعمل النقابي الذي انخرط فيه بعد وفاة زوجته الأولى في 1969، ووصل لرئاسة اتحاد عمال الصلب في البلاد عام 1975، وأسهم في إخراج الاتحاد الذي ضم في عضويته آنذاك 100 ألف عامل، من أحضان الحكومة، ليشكل كياناً مستقلاً ذا شوكة في البلد اللاتيني الأكبر.. ليقوم على إثر هذا النجاح بتأسيس "حزب العمال" أول حزب عمالي اشتراكي في البرازيل، ليدخل الكونغرس البرازيلي في 1986، ويخوض أول سباق رئاسي له في 1989، ثم في 1994 و1998، لكنه خسرها جميعاً.

ولا ندري هل ابتسم الحظ له في 2002 أم ابتسم للأمة البرازيلية، حيث نجح في الوصول إلى سدة الحكم، لينقل البرازيل خلال فترتين رئاسيتين من دولة ترزح تحت اقتصاد متعثر إلى مشروع عملاق اقتصادي سريع النمو بفائض بلغ نحو 200 مليار دولار عند مغادرته للسلطة، وذلك بفضل رؤية تكاملت فيها الجوانب الاقتصادية والاجتماعية.

وبعد مغادرته السلطة في 2011، واجه لولا دا سيلفا تهماً بسوء استخدام الأموال العامة في تمويل حملته انتخابية عام 2004، ورغم الإدانة إلا أن دا سيلفا يتصدر حالياً سباق الانتخابات الرئاسية، نظراً لأنه كان يوماً الرئيس الأكثر شعبية في البرازيل.

اليوم وضع الشعب البرازيلي ثقته مجدداً في لولا دا سيلفا، وأعاده إلى سدة الحكم، حيث تنتظره ملفات سياسية واقتصادية مهمة، يأمل البرازيليون أن يكون "لولا" قادراً على حلها والوصول بهم إلى بر الأمان.