«المسيرات» تدشن مرحلة جديدة من حرب أوكرانيا

روسيا تستعرض مسيرة تركية استولت عليها خلال الحرب في أوكرانيا | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

تدخل الحرب في أوكرانيا مرحلة تصعيد جديدة مع احتدام «معركة المسيرات» بين طرفي الحرب وداعميهما. في بداية الحرب، بتاريخ 24 فبراير، انتشر على نطاق واسع مشاهد مصورة لمسيرات تستخدمها أوكرانيا وهي تدمر آليات وأرتال عسكرية روسية، وارتفع نجم مسيرات «بيرقدار» التركية في بداية الحرب، حيث كانت أوكرانيا تمتلك 35 مسيّرة من طراز بيرقدار. في المقابل، استخدمت القوات الروسية مخزونها الأكثر تقدماً من المسيرات، مثل «إيليرون-3» و«غروشا» و«أورلان 10». ومع انقضاء الشهر الأول، رجحت كفت موسكو في حرب المسيرات بعد استنزاف مخزون كييف من هذه الترسانة الحديثة، ولاحقاً حصلت كييف على منظومة مسيرات أمريكية (سكان إيغل).

لكن طول أمد الحرب أدى إلى استنزاف سريع لمخزون الطرفين من هذا السلاح الذي أثبت فاعليته في الحروب بين الدول أو بين الدول والميليشيات غير النظامية. ومنذ أسابيع كثفت موسكو من اعتمادها على «المسيرات» في قصف أهداف عسكرية أو شل قدرة القوات الأوكرانية على تعزيز الجبهات. وتتهم كييف وحلفاؤها في حلف شمال الأطلسي (الناتو) إيران بإمداد روسيا بمنظومة مسيرات حديثة.

في بيان اليوم الأربعاء، أكد سلاح الجو الأوكراني أنه دمر 223 طائرة مسيرة إيرانية الصنع منذ منتصف سبتمبر. وكتب على تليغرام «منذ إسقاط أول طائرة مسيّرة إيرانية الصنع من طراز شاهد-136 على الأراضي الأوكرانية في 13 سبتمبر في كوبيانسك، دمر الدفاع الجوي للقوات الجوية ومكونات أخرى لقوات الدفاع 223 طائرة مسيرة من هذا النوع».

وأمس، نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، «صحة المزاعم بشأن إرسال السلاح والمسيرات العسكرية من قبل إيران لاستخدامها في الحرب الأوكرانية»، وفق تصريح نشرته وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا).

ونشرت صحيفة الغارديان البريطانية تقريراً في هذا الصدد بعنوان «كاميكازي تمطر كييف»، في إشارة إلى نوع الطائرة دون طيار التي يقال إن موسكو استعانت بها لتجنب استنفاد ترسانتها من الأسلحة الموجهة بدقة وخاصة صواريخ كروز.

وقالت الصحيفة إنه «تم استهداف كييف يوم الاثنين، بحوالي 28 طائرة كاميكازي تم إطلاقها على أهداف حول محطة السكك الحديدية المركزية في المدينة وأماكن أخرى في العاصمة الأوكرانية»، ما أوقع قتلى وجرحى.

وتناولت صحيفة التايمز البريطانية هذا الموضوع، مشيرة إلى أن طائرة «كاميكازي» التي تعرف في إيران باسم شاهد-136، «ظهرت لأول مرة في الحرب الروسية الأوكرانية حول خاركيف الشهر الماضي». واعتبرت أن نشر هذه الطائرات هو أول استخدام واسع النطاق من قبل روسيا لسلاح أجنبي جديد في أوكرانيا.

وهذه المسيرات، تمنح القوات الروسية أربع مزايا، فهي صغيرة ويصعب رؤيتها على الرادار، ويمكن إطلاقها من مسافة بعيدة، وتحلق على ارتفاع منخفض، وبالتالي يصعب اكتشافها. ومع رأس حربي متفجر يبلغ وزنه حوالي 40 كيلوجراماً، فإنها توجه ضربة كبيرة، لكن ليس هناك أنظمة دقيقة التوجيه على متنها. ويعتقد أن لديها فقط نظام ملاحة بدائياً عبر الأقمار الصناعية.

ورغم نفي إيران تزويد روسيا بهذه الطائرات، هدد الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بفرض مزيد من العقوبات على طهران حال ثبت أنها فعلت ذلك، بينما تحدثت أوكرانيا عن أدلة دامغة على إمداد طهران لروسيا بها.

رغم أن هناك غموضاً حول المسيرات التي تستخدمها روسيا، إلا أن المؤكد إحداثها فارقاً في العمليات، فقد أعلن قائد قوات العملية العسكرية الخاصة الروسية سيرجي سوروفكين أن أكثر من 8 آلاف طلعة جوية نفذتها طائرات مسيرة، ودمرت أكثر من 600 هدف للقوات الأوكرانية بواسطة طائرات مسيرة هجومية.

وتسببت هذه الهجمات بتدمير ما يقرب من ثلث محطات الطاقة بها خلال الأسبوع المنقضي بعد أن كثفت روسيا هجماتها على البنية التحتية بعيداً عن جبهة القتال.

وتسارع الدول الغربية إلى إمداد أوكرانيا بالعتاد اللازم لتقليص فاعلية المسيرات المستخدمة من الجانب الروسي. وفي هذا الإطار، قال ينس ستولتنبرج الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، أمس، إن الحلف سيزود أوكرانيا بمنظومات دفاع جوي في الأيام المقبلة لمساعدتها في الدفاع عن نفسها في مواجهة الطائرات المسيرة بما فيها الطائرات الإيرانية التي تستخدمها روسيا في استهداف البنية التحتية الحيوية.

Email