شتاء فرنسا عالق بين أزمة الطاقة والتظاهرات

ت + ت - الحجم الطبيعي

حذرت الشركة المشغلة لشبكة الكهرباء في فرنسا من تزايد احتمالات حدوث نقص في إمدادات الكهرباء خلال الشتاء، إذا استمرت الإضرابات العمالية في إبطاء عمليات الصيانة والإصلاح في محطاتها النووية.

ونقلت وكالة بلومبرغ للأنباء عن شركة تشغيل شبكة الكهرباء الفرنسية «إلكتريسيتيه دو فرانس» (إي.دي.إف) القول إنه في حين تحقق الشركة تقدماً جيداً في إصلاح أنابيب المحطات النووية المتضررة مما يسمى تشققات التآكل الإجهادي، فإن الإضرابات أجبرتها على تأجيل إعادة تشغيل عدد من المفاعلات لأسابيع.

يذكر أن فرنسا في الأصل دولة مصدرة للكهرباء أغلب فترات السنة، وتعتبر عنصراً حيوياً في مواجهة مشكلة إمدادات الكهرباء في أوروبا في وقت قلصت روسيا إمدادات الغاز الطبيعي لدول القارة بنسبة كبيرة منذ بدء العملية العسكرية في أوكرانيا أواخر فبراير الماضي.

في الوقت نفسه فإن تزايد المشكلات الفنية في العديد من المفاعلات النووية الفرنسية منذ ديسمبر الماضي جعل فرنسا دولة مستوردة للكهرباء، ما يزيد الضغوط على إمدادات الطاقة في أوروبا ككل.

وتمتلك فرنسا 56 مفاعلاً نووياً لإنتاج الكهرباء يعمل منها 29 مفاعلاً فقط، تنتج حوالي 8ر27 غيغاوات كهرباء. وأدى تأخر الصيانة الناجم عن جائحة كورونا ومشاكل التأكسد والتآكل إلى إغلاق نحو نصف أسطول البلاد المكون من 56 محطة للطاقة النووية، والآن تعيق الإضرابات أعمال الإصلاح.

وأوضحت شركة «آر تي إي» في باريس «أن تمديد النزاع العمالي ستكون له آثار كبيرة في ذروة فصل الشتاء»، حيث طالت الإضرابات ستة مفاعلات على الأقل كان من المفترض أن تدخل حيز التشغيل نهاية الشهر الجاري.

ويتعرض أمن الإمدادات لمستوى مخاطر محدودة بقية الشهر الجاري، حيث سيرتفع إلى مستوى المخاطر المعتدلة في بداية نوفمبر المقبل، في بلد يعتمد منذ فترة طويلة اعتماداً كبيراً على محطاته للطاقة النووية لتوليد الكهرباء.

ومن المقرر أن تحصل فرنسا على الكهرباء من جارتها ألمانيا وتزودها بالغاز مقابل ذلك، حيث تبلغ سعتها التخزينية الآن 98٪. 

وبحسب شركة «آر تي إي»، فإن فرنسا لديها مخاوف محدودة بشأن إمدادات الغاز، وتوجه نداءات إلى المواطنين للقيام بالتوفير لتكفي البلاد لتجاوز فصل الشتاء.

Email