كشمير.. صالات للسينما بعد 33 عاماً من "الإغلاق السياسي"

ت + ت - الحجم الطبيعي

حتى العام 1989، كانت كشمير تحتوي على 19 قاعة سينما في مدنها، لكن سرعان من أدت موجة من أعمال العنف ارتكبتها جماعات متطرفة ضد المظاهر الفنية إلى إغلاق كافة دور السينما وغيرها من معاهد الفن والموسيقى، ولم يعد لهذه الدور من وظيفة سوى التحول إلى دكاكين ومكاتب تجارية وورشات صناعية، لكن بقيت ذاكرة السكان تعرف هذه الأماكن بأسماء دور السينما. 

لم تعد الحياة إلى هذا القطاع إلا قبل أيام حيث افتتح مانوج سينها نائب حاكم ولاية جامو وكشمير أول مجمع سينمائي في الوادي بمدينة سريناغار لتكون بداية عودة الفن مرة أخرى للولاية التي شهدت وقائع تطرف عديدة أدت إلى حجب كل وسائل الترفيه و غلق دور السينما و المسارح منذ عام 1989.

وقد أخذ ملف السينما طابعاً سياسياً منذ إغلاق الدور، فعودتها علامة على التعافي الأمني وهزيمة الجماعات المتطرفة، وبقاؤها مغلقة سيكون علامة على استمرار هيمنة الجهات المتطرفة على المجتمع. 

وتأتي هذه الخطوة ضمن برنامج حكومي لتنفيذ مشروع إنشاء مدينة سينمائية خلال الأشهر القليلة المقبلة بالتعاون مع رجال أعمال محليين، حيث تم تخصيص الأرض لهذا الغرض ومن المتوقع أن تكون المدينة بحجم مدينة استديوهات حيدر أباد وبوليوود وبومباي، كما طالبت الحكومة الجهات المعنية بتسهيل إجراءات تصريحات التصوير في ولاية كشمير حيث لزيادة عدد الأفلام المصورة بالولاية والتي ستعكس روعة الطبيعة وأداة لتنشيط السياحة في كشمير المعروفة بطبيعتها الخلابة. 

تبلغ سعة مجمع سينما «إنوكس» 520 مقعداً ويتكون من ثلاث صالات سينما، وقد تم بناؤها بأحدث التقنيات في المنطقة الأمنية شيفبورا بالقرب من كانتون بادامي باغ. وتم عرض فيلم لال سينغ للنجم الهندي عامر خان ليكون فيلم الافتتاحية حتى يتم إطلاق حزمة الأفلام الجديدة التي ستبدأ بالفيلم المنتظر فيكرام فيدا للنجمين سيف علي خان وهريثيك روشان.

في نهاية عام 1999، حاولت حكومة فاروق عبد الله إعادة فتح قاعات السينما من خلال السماح بالبدء في تصوير الأفلام، إلا أن هجومًا إرهابيًا وقع خلال العرض الأول في سينما ريجال أسفر عن مقتل شخص وإصابة اثني عشر آخرين وتم إغلاق المسارح مرة أخرى ومنذ ذلك الوقت يعتبر جيل نهاية الثمانينيات الجيل الأول الذي حرم من الفنون، ولم يشاهد شباب كشمير السينما إلا خلال سفرهم إلى ولايات أخرى، أما معظم السكان، خاصة النساء، ليس لديهم أي تجربة في حضور السينما والمسرح. سابقاً كانت مدينة سريناغار تضم عشر صالات نشطة للسينما، وبعد موجة العنف تم تحويل العديد من مراكز الفن في كشمير إلى مستشفيات ومراكز تجارية، وبعضها أصبح مقرات أمنية مؤقتة.

ردود الأفعال 

بينما يرى الحزب الحاكم بهاراتيا جاناتا في افتتاح دور السينما في كشمير نجاحاً كبيراً، تقول الأحزاب السياسية الأخرى إنه لا ينبغي أبدا ربط السلام بمثل هذه المبادرات، حيث صرح تانفير صادق، الناطق باسم المؤتمر الوطني ومستشار رئيس الوزراء السابق عمر عبد الله، قائلاً: «إنها خطوة جيدة ونأمل أن تساعد في إحداث تأثير إيجابي على الناس، لكن افتتاح صالات السينما أو الأنشطة المماثلة لا يعني بالضرورة عودة الأمور إلى طبيعتها، إنه مقياس للنشاط الاقتصادي أكثر منه مقياس للسلام».

وأضاف: «لا ننسى أنه في عهد رئيس الوزراء السابق عمر عبد الله، شهدت كشمير أكبر حدث أوركسترا حيث قدم المايسترو زوبين عرضا في حديقة شاليمار». 

بينما ذكر ألطاف ثاكور المتحدث باسم حزب بهاراتيا جاناتا في كشمير أن افتتاح دور السينما سيعزز الانفتاح في كشمير، وأخيرا بعد كل تلك السنوات ستقوم بوليوود بدورها هنا بعدما كانت تؤثر في العالم أجمع دون هذا الجزء الذي كان بمثابة قطعة مظلمة وسط أرض تملؤها الأضواء الساطعة.

Email