في خطوة دانتها كييف وحلفاؤها واعتبرتها غير قانونية

روسيا تبدأ استفتاءً لضم مناطق أوكرانية

سيدة تدلي بصوتها في الاستفتاء بمنطقة سيفاستوبول رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

في تطور كبير للحرب الأوكرانية، أجرت مناطق تسيطر عليها روسيا في أوكرانيا، أمس، استفتاءات بشأن الانضمام إليها، في خطوة دانتها كييف وحلفاؤها واعتبرتها غير قانونية وتمثل تصعيداً في النزاع.

والاستفتاءات التي تجري في مناطق دونيتسك ولوغانسك بشرق أوكرانيا، كما في منطقتي خيرسون وزابوريجيا الواقعتين جنوباً، لقيت إدانات واسعة واعتبرها حلفاء كييف «زائفة». وستتواصل الاستفتاءات خمسة أيام، وتأتي في أعقاب إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هذا الأسبوع تعبئة جزئية تشمل نحو 300 ألف من عناصر الاحتياط لقيت بدورها تنديداً في دول الغرب.

ولأربعة أيام يُفترض أن يتوجه المسؤولون إلى منازل الأهالي لجمع البطاقات، ثم تُفتح مراكز اقتراع في اليوم الأخير أي الثلاثاء المقبل، أمام السكان للإدلاء بأصواتهم. وأتاحت السلطات أيضاً إمكانية التصويت في مبنى في موسكو يمثل منطقة دونيتسك الانفصالية.

ففي منطقتي زابوروجيا وخيرسون، طرح السؤال في ورقة الاستفتاء على الشكل التالي: «هل تؤيد الانفصال عن أوكرانيا وتحويل المقاطعة إلى دولة مستقلة والانضمام إلى روسيا؟». أما دونيتسك ولوغانسك، فتمت صياغة السؤال كالآتي: «هل تؤيد الانضمام إلى روسيا كأحد مكونات الاتحاد الروسي؟».

هدوء وسلام

وتعليقاً على بدء الاستفتاء، قال رئيس لوغانسك ليونيد باسيتشنيك في تصريح حصري لـ«روسيا اليوم» «انتظرنا هذا اليوم منذ ثماني سنوات. من خلال هذا الاستفتاء نجد الهدوء، نجد السلام، نعود إلى أحضان الوطن الأم» وفق قوله. وقال ليونيد (59 عاماً) وهو مسؤول عسكري لوكالة «فرانس برس» لدى قدومه للتصويت إنه «يشعر بالسعادة».

وأضاف «في نهاية المطاف، تتجه الأمور نحو عودة الاتحاد السوفييتي. والاستفتاء هو خطوة لتحقيق ذلك». بدوره، قال دنيس بوشيلين زعيم الانفصاليين الموالين لروسيا في منطقة دونيتسك التي تمثل جزءاً من منطقة دونباس الصناعية، في رسالة على تليغرام إن «دونباس هي روسيا». وأضاف «صوت كل منكم سيؤكد الحقيقة».

ولاقت هذه الاستفتاءات انتقاداً غربياً واسعاً، حيث قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن خلال جلسة لمجلس الأمن أول من أمس «لا يمكننا... ترك الرئيس بوتين يفلت» من المحاسبة، مستنكراً استفتاءات الضم، ومعتبراً أنها «زائفة».

وشدد على أن «النظام العالمي الذي اجتمعنا هنا لدعمه يدمر أمام أعيننا... (الدفاع عن سيادة أوكرانيا) يتعلق بحماية نظام عالمي بحيث لا يمكن لأي دولة إعادة رسم حدود دولة أخرى بالقوة». وتقول عواصم الغرب إن عمليات التصويت صورية وردّت بفرض عقوبات على موسكو. كما دان الرئيس الأوكراني فولوديمر زيلينسكي الاستفتاءات واعتبرها «مهزلة»، مشيداً بـ:«

الحلفاء الغربيين لإدانتهم لها». بدورها، جددت الصين التزامها باحترام سيادة كافة الدول ووحدة أراضيها، والدعوة لجميع الأطراف المعنية في الصراع الأوكراني إلى حل الخلافات من خلال الحوار والتشاور.

تقدم أوكراني

عسكرياً، أعلن الجيش الأوكراني أمس استعادة بلدة من القوات الروسية في منطقة دونيتسك بشرق البلاد.

وقال أوليكسي غروموف المسؤول في هيئة الأركان العسكرية الأوكرانية للتلفزيون، إن «الجيش الأوكراني استعاد ياتسكيفكا».

وأوضح غروموف أن «الأوكرانيين استعادوا أيضاً السيطرة على مواقع جنوب باخموت»، المدينة الرئيسية في منطقة دونيتسك والمستهدفة منذ أسابيع بهجمات روسية.

إلى ذلك، صرح نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن بلاده لا تهدد أحداً بالأسلحة النووية، لكنها تحذّر من التدخل في العملية العسكرية الخاصة.

وقال ريابكوف خلال ندوة في موسكو أمس: «لاحظنا رد فعل واشنطن المتشنج على تعليمات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنقل قوات الردع الروسية إلى النظام الخاص للمناوبة القتالية. نوضح أننا لا نهدد أحداً بالأسلحة النووية، ومعايير استخدامها منصوص عليه في العقيدة العسكرية كما تحددها وثيقة أسس سياسة روسيا في مجال الردع النووي من 2 يونيو 2020».

Email