هل يكون تشارلز الثالث «الملك الصامت»؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

فور إعلانه رسمياً ملكاً جديداً لبريطانيا السبت، تعهد الملك تشارلز الثالث بأن يسير على خطى والدته الملكة إليزابيث الثانية الراحلة جديداً لبريطانيا. الملك الجديد يدرك تماماً «هذا الإرث العظيم والواجبات والمسؤوليات الجسيمة للسلطة التي انتقلت».

هكذا قال في خطاب القسم المفعم بالمشاعر وكلمات الحب للبريطانيين. فهل يكون تشارلز الثالث على قدر الحمل الذي ورثه عن ملكة لا يعرف معظم البريطانيين غيرها على عرش مملكتهم؟

مع وفاة الملكة إليزابيث الثانية، عن عمر ناهز 96 عاماً الخميس، بعد توليها العرش لسبعين عاماً، بدأ تنفيذ خطط وضعت بعناية منذ وقت طويل لفترة حداد تستمر أياماً وجنازة رسمية.

في بريطانيا، وحسب تقاليد موروثة، يصبح ولي العهد ملكاً أو ملكة على الفور بمجرد رحيل الملك أو الملكة، أما باقي الإجراءات فهي رمزية وبروتوكولية. وبالفعل، خلف تشارلز (73 عاماً) والدته على الفور، لكن مجلس الخلافة اجتمع لتنصيبه، السبت، في قصر «سانت جيمس»، القصر الملكي الأبرز في المملكة المتحدة، والذي بني من أجل هنري الثامن في ثلاثينات القرن السادس عشر.

مجلس الخلافة

مجلس الخلافة، المؤلف من هيئة مستشارين خاصة تتمثل مهمتها منذ قرون من الزمن في تقديم المشورة للملوك، يضم النجل الأكبر للملك الجديد وريث عرشه الأمير وليام، وأيضاً زوجته كاميلا ورئيسة الوزراء الجديدة ليز تراس، الذين وقعوا على بيان الخلافة.

تشارلز الثالث شغوف بعلم النباتات والبستنة، اعتنى بصورته كمحب للبيئة عبر رعاية جمعيات عدة تعمل في المجال. يقول تقرير في «فرانس 24» إنه في 2007، أنشأ مشروع «برانس رانفوريست» للتحسيس بخطر إزالة الغابات. كما أنه رئيس «دوبل في دوبل في إف» البيئية في المملكة المتحدة، ويقود معركة لصالح الزراعة البيولوجية.

وظل تشارلز الثالث، حين كان أميراً، يشغل مهام مختلفة في الملكية البريطانية. وكان يحضر باسم الملكة، مناسبات التنصيب وتشييع جنازات الشخصيات الأجنبية في دول أخرى. حدث ذلك مثلاً حين مثّل في 2013، والدته للمرة الأولى في اجتماع رؤساء حكومات دول الكومنولث. وفي 2022، حظي بشرف تلاوة خطاب العرش لأول مرة أمام البرلمان بعد أن كانت الملكة تعاني من مشاكل صحية.

الجدل السياسي

تقاليد العائلة الملكية في بريطانيا تعتمد الحياد وعدم التدخل في الشؤون السياسية. وإذا كان الأمير تشارلز أثار الجدل في بعض المحطات من خلال بعض المواقف ذات الطبيعة السياسية، إلا أن مراقبين يعتقدون أنه لن يكون جدلياً بعد أن أصبح ملكاً، وهو ما أكده في خطاب القسم حين قال إنه سيحكم «كل البريطانيين» بحب.

إليزابيث الثانية كانت تلقب بـ«الملكة الصامتة»، في إشارة إلى عدم تدخّلها في الشؤون السياسية. ليس بالضرورة أن يكون تشارلز الثالث «ملكاً صامتاً»، وقد يدلي بآراء سياسية أو في شؤون البيئة التي يهتم بها، لكن الإدلاء برأي سياسي شيء والدخول في الجدل السياسي شيء آخر، وهذا على الأرجح، ما قصده بالتأكيد أكثر من مرة أنه سيسير على خطى الملكة الراحلة.

Email