فيضانات جديدة في الأفق.. وقرويون يتحدون الجوع والأفاعي السامة

سلة غذاء باكستان تفقد موسمها الزراعي

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

وجهت الفيضانات ضربة قاسية للقطاع الزراعي في باكستان، حيث غمرت المياه الحقول وجرفت 800 ألف رأس ماشية، يضاف إلى ذلك الدمار اللاحق بالبنى التحتية مع انهيار 200 جسر وجرف طرقات تمتد على 3500 كيلومتر، لتواجه البلاد بذلك كارثة اقتصادية تضاف إلى تلك الإنسانية.


وتأثرت الزراعة بشدة في السند وبلوشستان والبنجاب، حيث أظهرت البيانات المشتركة من قبل المقاطعات مع وزارة الأمن والتعاون الدولي أن الخسائر الأولية تقدر بنحو 298 مليار روبية (1.3 مليار دولار).
وذكرت اللجنة الدائمة لمجلس الأمة الوطني للأمن الغذائي والبحوث، في تقييم لها، أنه بسبب حالة الفيضانات، فإن المساحة المزروعة بالقمح خلال موسم الربيع القادم ستنخفض بنسبة 20 في المئة. ويقدر أن مياه الفيضان سوف تنحسر وأن عملية إعادة التأهيل ستستغرق شهرين على الأقل.


وقالت إدارة التوريدات الزراعية والأسعار في إقليم السند، بحسب وكالة «داون» الباكستانية: إن محاصيل القطن ونخيل التمر قد دمرت بالكامل، فيما تضررت جزئياً قصب السكر والفلفل والبصل والطماطم وخضروات الخريف والأرز والسمسم.


كما تعرض معظم مخزون الحبوب في السند، التي توصف بأنها سلة غذاء باكستان، إلى التلف. ووفق تقديرات الحكومة المحلية لإقليم السند، وفق تقرير نشره موقع «ذي نيوز» الباكستاني، فإن هناك خسارة 45 في المئة في القطن، و85 في المئة خسارة في التمور، و31 في المئة في الأرز في السند.


وقال علي نواز شنار، مدير الزراعة في حكومة السند: «إن السند شهد هذا العام ظهور نمط إنتاج زراعي متدهور جديد»، مضيفاً: «إن المحاصيل قد تعرضت لأحداث مناخية قاسية متتالية في نفس العام: الجفاف والفيضانات».


في مايو الماضي، طالبت غرفة زراعة السند بإعلان الإقليم منكوباً بالجفاف لأن نقص المياه جعل الأراضي الزراعية قاحلة. وتُظهر البيانات أنه في بداية عام 2022، وقت زراعة المحاصيل الشتوية، كان هناك 70% من ندرة المياه في المقاطعة، وأدى هذا إلى تقليص المساحة التي يمكن استخدامها لزراعة المحاصيل. وأوضح شنار أن «تقليص المساحة التي يُزرع فيها القمح والقطن مرتبط بنقص المياه أثناء البذر».
وأسهمت الزراعة بنسبة 22.7 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي لباكستان العام الماضي.


فيضانات جديدة


في الأثناء، تتدفق مياه غزيرة قادمة من الأودية الجبلية إلى نهر السند شمالي باكستان ليجدد خطر موجة أخرى من الفيضانات تضرب بشكل أساسي إقليم السند ذي الطبيعة السهلية، فيما يكافح سكان المناطق المنكوبة للبقاء وسط تحديات كبيرة من صعوبة وصول الإغاثة إلى المناطق النائية، فضلاً عن انتشار الزواحف السامة وقلة الغذاء للمواشي التي تشكل الثروة الوحيدة لآلاف العائلات التي ترفض معظمها مغادرة الأراضي المنكوبة.


ماشية وثعابين


وأصبحت قرية كريم بخش في جنوب باكستان غارقة بشكل شبه كامل في المياه الموحلة بعد هطول الأمطار الموسمية الكارثية.. لم يبقَ أي مبنى مستقر لاتخاذه مأوى، فيما صوامع القمح فارغة والثعابين السامة منتشرة في كل مكان. لكن بخلاف عشرات الآلاف من الأشخاص الذين فروا من منازلهم وقراهم ومدنهم التي غمرتها مياه الفيضانات في كل أنحاء البلاد، رفضت العديد من العائلات المغادرة.


وبدون صكوك الملكية الرسمية، يشعر العديد من السكان بالقلق من استيلاء انتهازيين على أراضيهم وممتلكاتهم، حيث عاشت عائلاتهم لأجيال. وقال آخرون، إنهم قلقون بشأن مصير ماشيتهم، وهي مورد ثمين جداً بالنسبة إلى القرويين الفقراء ليتركوها وراءهم.


في غضون ذلك، قام مقبول أحمد، وهو من السكان المحليين، بكل الاستعدادات لمواجهة تهديد محلي مختلف شائع خصوصاً أثناء الفيضانات: الثعابين السامة. فقد شبك مصباحاً صغيراً ببطارية سيارة ثم وضعه على كومة تراب. وقال لوكالة فرانس برس: «نضيئه في الليل لحماية أنفسنا من الثعابين». وأضاف: «في بعض الأحيان، تتسلل إلينا الكوبرا والأفاعي».

Email