ذكرى استقلال الهند.. عين على التاريخ وأخرى على المستقبل
احتفلت الهند، اليوم، بالذكرى الـ75 لاستقلالها في عروض مهيبة، رسمية وشعبية، تخللتها استعادة لمحطات تاريخية فارقة وآمال بمستقبل أكثر رخاء للهند في عالم يشهد منافسة ساخنة بين القوى الدولية والإقليمية.
تحتفي الهند بذكرى رحيل آخر جندي بريطاني عنها وذلك لتصبح النموذج الأبرز وربما الأوحد الذي حصد الاستقلال بالكفاح السلمي بقيادة المهاتما غاندي، وبعد رحيل غاندي ظلت الهند متمسكة برؤيتها على مدار السنوات الماضية بداية من أول رئيس وزراء بعد الاستقلال واتباع سياسة الحكم البرلماني مع جواهر لال نهرو وحتى رئيس الوزراء الحالي ناريندرا مودي.
ومرت الهند بمحطات مفصلية في تداول الحكم، وترك العديد من رؤساء الحكومات بصمتهم في عالم السياسة، وتعد أنديرا غاندي على رأس القائمة، كأول سيدة تتقلد هذا المنصب وعملت على توسيع حضور الهند عربياً بزيارات عديدة قامت بها لتعميق العلاقات الهندية العربية.
أيضاً ترك مانموهان سينغ بصمته في السياسة الهندية، وكان يلقبه الشعب بخليفة غاندي، فقد كان الفقر هو شاغله الشاغل ولذلك كان ملف الغذاء والاقتصاد دائماً له الأولوية.
رئيس الوزراء الحالي، ناريندا مودي، يعتبر اسماً بارزاً في مسيرة السياسات الهندية، فهو بائع الشاي الذي أصبح رئيس وزراء يقود بلاده حالياً نحو عمق السياسات الدولية القارية ويقود تجربة تنموية فريدة رغم الصعوبات والجدل الذي يرافق مسيرته.
وفي ذكري يوم الاستقلال كانت كلمة مودي هذا العام مميزة وخاصة لشعبه حيث ظهر مودي في القصر الأحمر كما هو ملقب في العاصمة الهندية نيودلهي
حيث بدأ كلمته قائلاً «إن ألواننا الثلاثة تلوح في مجدها الكامل ليس فقط في الهند، ولكن في كل ركن من أركان العالم، وإن استكمال 75 عاماً من الاستقلال كان وقتاً للخطوة نحو اتجاه جديد بتصميم جديد».
كذلك قدم رئيس الوزراء مودي التحية لمجموعة من مقاتلي الحرية، بمن في ذلك المهاتما غاندي، نتاجي سوبهاس تشاندرا بوز، باباشاهب أمبيدكار، فير سافاركار، بهجت سينغ، جواهر لال نهرو وغيرهم.
كما أشار قائلاً: «خلال نضالنا من أجل الحرية، لم يكن هناك عام واحد لم يواجه فيه مقاتلونا الوحشية والقسوة من أجل الحرية ولكي نعيش نحن بسلام واليوم هو اليوم الذي نقدم فيه احترامنا لهم، وعلينا أن نتذكر رؤيتهم وحلمهم للهند».
مودي أشار إلى أن أهم ما يميز الهند هو الإخلاص غير المشروط للوطن لذلك دعا الأسر الهندية إلى التركيز على القيم الاجتماعية وعدم ترك الأبناء فريسة للتكنولوجيا.
