تصعيد صيني ورد أمريكي.. «أزمة تايوان» تتعمق

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا تزال تداعيات زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايوان تثير المخاوف من تفاقم الأزمة وتطورها،حيث صعدت بكين من إجراءاتها ضد واشنطن فيما أعربت الأخيرة أنها مستعدة للرد على أي تصعيد صيني.

وأكدت الصين أمس وقف التعاون مع الولايات المتحدة في مجموعة من القضايا الأساسية.وأعلنت وزارة خارجيتها قرار وقف التعاون والاتصالات في ملفات عدة تمتد من التغير المناخي إلى الاتصالات العسكرية. وشملت الإجراءات الصينية وقف التعاون في ملفات: إعادة المهاجرين غير الشرعيين، ومكافحة المخدرات، والسلامة البحرية، ومكافحة الجريمة عبر الحدو وتعليق المحادثات المناخية.

كما أعلنت فرض عقوبات غير محددة على بيلوسي وأفراد مقربين من أسرتها. وجاء في بيان الوزارة «في تجاهل لمخاوف الصين الخطيرة ومعارضتها الحازمة.. أصرت بيلوسي على زيارة منطقة تايوان الصينية. هذا يشكل تدخلاً جسيماً في الشؤون الداخلية الصينية».

وأضاف البيان «هذا يقوض بشكل خطير سيادة الصين وسلامة أراضيها ويخالف بشكل خطير مبدأ الصين واحدة ويهدد بشدة السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان». وتابع البيان «رداً على استفزاز بيلوسي الفاضح، تقرر الصين فرض عقوبات على بيلوسي وأفراد أسرتها المقربين، بما يتماشى مع القوانين ذات الصلة بجمهورية الصين الشعبية».

تصحيح الأخطاء

وفي سياق ذي صلة، أعلنت الخارجية الصينية أنها استدعت جيم نيكل القائم بالأعمال في السفارة الكندية في بكين بشأن مشاركة كندا في بيان صادر عن وزراء خارجية دول مجموعة السبع.

واستدعى نائب وزير الخارجية الصيني نيكل أول من أمس وحض كندا على «تصحيح أخطائها على الفور بشأن قضية تايوان أو تحمل جميع العواقب». ومن العاصمة بنوم بنه، قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي إن بلاده حذرت الولايات المتحدة من أن تقدم على أي فعل متهور كي لا تتسبب في أزمة أكبر.

وجاءت تصريحات وانغ في إفادة صحفية بعد اختتام اجتماعات لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في العاصمة الكمبودية أمس.

بالمقابل، أعلن مجلس الأمن القومي الأمريكي، أن الصين لا تستطيع منع واشنطن من العمل في البحار والأجواء. وأضاف «مستعدون للرد على أي تصعيد صيني». بدورها، أكدت بيلوسي من طوكيو المحطة الأخيرة في جولتها الآسيوية، أن بلادها «لن تسمح للصين بعزل تايوان».

وقالت في مؤتمر صحافي إنهم «قد يحاولون عزل تايوان عن الزيارات أو المشاركة في أماكن أخرى، لكنهم لن يعزلوا تايوان عبر منعنا من السفر إلى هناك». أما وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن فاعتبر أن التدريبات العسكرية الصينية حول تايوان رداً على زيارة بيلوسي لتايوان «هي تصعيد غير متناسب وغير مبرر».

استدعاء سفير

وأمام هذه التطورات، استدعى البيت الأبيض السفير الصيني تشين قانغ. وقال الناطق باسمه جون كيربي لصحيفة «واشنطن بوست» «بعد تصرفات الصين، استدعينا السفير تشين قانغ إلى البيت الأبيض لمناقشته بشأن الأعمال الاستفزازية الصينية».

في غضون ذلك، أجبرت المناورات العسكرية الصينية حول تايوان، السفن على التفكير مرتين قبل التوجه إلى أهم الموانئ التايوانية، ما قد يسبب تأخير شحنات السلع الإلكترونية، بحسب وكالة بلومبرغ للأنباء.

المجال الجوي

أعلنت وزارة الدفاع التايوانية أن 49 طائرة صينية دخلت منطقة دفاعها الجوي وأن كل الطائرات الـ49 عبرت الخط الفاصل الذي يُقسم مضيق تايوان. وأعلن الجيش التايواني في وقت سابق أن 68 طائرة صينية مقاتلة و13 سفينة حربية عبرت «الخط الأوسط» الواقع على طول مضيق تايوان خلال المناورات العسكرية التي أجرتها الصين.

 
Email