بيلوسي تغادر تايوان والرد الصيني يتصاعد

ت + ت - الحجم الطبيعي

غادرت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي تايوان، أمس، بعد أن تعهدت بالتضامن معها، تاركة وراءها موجة من الغضب في الصين وسط مخاوف من تصاعد التوترات الأمنية بين الصين وأمريكا بشأن تايوان. ومن المقرر أن تواصل بيلوسي جولتها الآسيوية متوجهة إلى كوريا الجنوبية واليابان. وكان وفدها قد توقف في تايوان في وقت متأخر الثلاثاء بعد أن زار كلاً من سنغافورة وماليزيا.

وأعلنت تايبيه أن 27 طائرة حربية صينية دخلت مجال الدفاع الجوي لتايوان، أمس، فيما كانت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي تجري زيارتها المثيرة للجدل إلى الجزيرة. وقالت تايوان إنها أرسلت طائرات ونشرت أنظمة صواريخ من أجل «مراقبة» الأنشطة الصينية في منطقة دفاعها الجوي.

وذكرت تايوان أن بعض التدريبات العسكرية الصينية المزمع إجراؤها هذا الأسبوع ستقام في حدود 12 ميلاً بحرياً من المناطق البحرية والجوية التايوانية، وهي خطوة لا سابق لها وصفها مسؤول دفاعي كبير بأنها «ترقى إلى مستوى الحصار البحري والجوي لتايوان».

وشددت الصين على أن مناوراتها العسكرية في محيط مضيق تايوان «ضرورية ومشروعة لتوفير حماية حازمة للسيادة الوطنية». وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية هوا تشونيينغ في إيجاز صحافي: «في الصراع الحالي المحيط بزيارة بيلوسي إلى تايوان، فإن الولايات المتحدة هي المحرّض، الصين هي الضحية. وجاء الاستفزاز المشترك من الولايات المتحدة وتايوان أولاً، وجاء بعده دفاع الصين».

إجراءات اقتصادية
وأوقفت الصين بعض التعاملات التجارية مع تايوان، مع احتمال حدوث المزيد من الاضطرابات مع تفاقم التوترات السياسية. ووفقاً لوكالة «بلومبرج» للأنباء، أوقفت الصين بعض واردات الأسماك والفاكهة من تايوان، مشيرة إلى رصد آثار مفرطة لمبيدات حشرية في المنتجات منذ العام الماضي، واكتشاف فيروس «كورونا» في بعض عبوات الأسماك المجمّدة في يونيو. كما حظرت الصين تصدير الرمال الطبيعية المستخدمة في البناء إلى تايوان.

ووفقاً لمجموعة دي بي إس جروب هولدينجز ليمتد للخدمات المالية، فإنه نظراً لأن الصادرات الزراعية لم تشكل سوى 0.6 في المئة من إجمالي الصادرات التايوانية العام الماضي، وأن حجم صادرات الرمال الصينية إلى الجزيرة زاد قليلاً على مليون دولار العام الماضي، فمن المرجح ألا يكون للحظر التجاري المفروض حتى الآن سوى تأثير هامشي على اقتصاد تايوان.

ومع ذلك، فإن الخطر الأكبر سوف يأتي إذا وسّعت بكين القيود أو تعطلت الشحنات وسط إجراء الصين تدريبات عسكرية حول الجزيرة.

مواقف دولية
في السياق، دعا وزراء خارجية مجموعة الدول السبع الصين إلى معالجة الأزمة حول مضيق تايوان بطريقة سلمية. وقال الوزراء في بيان صدر في ألمانيا: «لا يوجد مبرر لاستخدام الزيارة ذريعة لنشاط عسكري في مضيق تايوان. من الطبيعي أن يسافر المشرعون من بلداننا حول العالم».

ورداً على سؤال حول ما إذا كان العالم أقرب إلى الحرب، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين، إنه لا يؤيد استخدام هذه الكلمة، لكنه أكد أن الزيارة كانت «استفزازاً».

ودعت كوريا الجنوبية إلى حوار وسط مخاوف من تصاعد التوترات. بدوره، ذكر لي ثي هانج، الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية الفيتنامية، في بيان، أن فيتنام تتمسك باستمرار بمبدأ «صين واحدة» في مضيق تايوان و«تأمل في أن تمارس جميع الأطراف المعنية ضبط النفس، لتجنّب تصعيد التوترات في تلك المنطقة». يشار إلى أن فيتنام والصين تشهدان منذ فترة طويلة توترات إقليمية بينهما.

Email