تحديات أمام إمدادات الغذاء العالمية

ت + ت - الحجم الطبيعي

دخلت العملية العسكرية الروسية بالأراضي الأوكرانية، أمس، شهرها السادس،فيما يسود قلق دولي من احتمال انهيار الاتفاق الذي تم التوصل إليه بشأن تصدير الحبوب الأوكرانية إثر القصف الذي تعرض له ميناء أوديسا الأوكراني وسط اتهامات متبادلة بين موسكو والغرب بشأن استمرار أزمة الغذاء العالمية في وقت جددت أوكرانيا تأكيدها أمس، مواصلة جهودها لاستئناف تصدير الحبوب بموجب الاتفاق، لكنها حذرت من أن الشحنات ستواجه مشاكل، إذا كان قصف روسيا لميناء أوديسا ينذر بالمزيد.وفيما شددت موسكو أن العقوبات الغربية «تضر بإمدادات الغذاء حول العالم».. حملت الولايات المتحدة، روسيا، مسؤولية تفاقم أزمة الغذاء في العالم، بما اعتبرته «خرقاً لاتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية».

أولى الوجهات

ومن القاهرة، طمأن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في أولى وجهاته ضمن جولته الأفريقية، المصريين، بشأن مخاوفهم المرتبطة بأزمة الغذاء، في مؤتمر صحافي، عقب محادثاته مع نظيره المصري سامح شكري، بعد أن التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قائلاً: «أكدنا تمسّك المصدرين الروس للحبوب، بالإيفاء بجميع التزاماتهم». وتابع لافروف، الذي يتوجه بعد القاهرة إلى إثيوبيا والكونغو الديمقراطية وأوغندا، أن «الرئيس فلاديمير بوتين، أكد ذلك أيضاً، خلال محادثة هاتفية أجريت أخيراً مع الرئيس السيسي».

وتناول لقاء السيسي ولافروف، بحسب بيان للرئاسة المصرية «بعض الموضوعات الثنائية.. في مختلف المجالات، خاصة التعاون في مجال قطاعات توريد الحبوب والغذاء، وكذلك قطاع البترول والغاز، في ضوء الأزمة الراهنة في تلك القطاعات».

وأكد السيسي، خلال اللقاء، «دعم مصر لكافة المساعي التي من شأنها سرعة تسوية الأزمة الروسية الأوكرانية سياسياً، من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار الدوليين». وخلال المؤتمر الصحافي المشترك أيضاً، أكد لافروف أن «العقوبات الغربية على بلاده، تعرقل التعاون الروسي مع أفريقيا». وشدد على أن «العقوبات الغربية تضر بإمدادات الغذاء حول العالم»، مضيفاً: «في الواقع، هناك عقوبات غربية استهدفت روسيا، وهي تعرقل علاقاتنا مع الدول الأفريقية، بما في ذلك عقوبات تشمل الرسوم الجمركية. وهناك عوائق في الموانئ الدولية». وأضاف: «وقّعنا على اتفاق تصدير الحبوب في إسطنبول، حتى تُزال كل تلك العراقيل التي تعيق حركة السفن».

خرق الاتفاق

بدوره، أعلن وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، أن بلاده «تندد بشدة، بالهجوم الصاروخي الروسي الذي وقع على ميناء أوديسا الأوكراني»، مضيفاً أن «روسيا تتحمل مسؤولية تفاقم أزمة الغذاء في العالم، بخرق اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية». وتابع: «الهجوم يقوض جهود الأمم المتحدة وتركيا وأوكرانيا، لإيصال المواد الغذائية الضرورية للأسواق العالمية».

وفي آخر التطورات الميدانية، أكدت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أن موسكو دمرت «بنى تحتية عسكرية» أوكرانية، بضربات على ميناء أوديسا. وقالت: إن «موسكو قصفت ميناء أوديسا بأوكرانيا، بصواريخ عالية الدقة، ودمرت زورقاً أوكرانياً». وذلك رداً على بيان للرئيس الأوكراني، الذي قال إن هذه الضربات قوضت إمكان حوار أو تفاهم مع موسكو.

شكر للعرب

وجّه وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أمس، في كلمة له بمقر الجامعة العربية بالعاصمة المصرية القاهرة، شكر بلاده للجامعة على موقفها «المتوازن» بشأن أزمة أوكرانيا. كما أعرب عن شعوره بالامتنان، لاهتمام جامعة الدول العربية، بالوضع في أوكرانيا، وموقفها المتوازن.

Email