سريلانكا نحو تغيير سياسي شامل

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يهدئ إعلان رئيس سريلانكا جوتابايا راجاباكسه، أمس، استقالته من منصبه، غضب المحتجين الذين اعتصموا في المؤسسات الحكومية التي اقتحموها، امس، وأعلنوا حزمة مطالب على رأسها استقالة رئيس الوزراء وكامل وزراء الحكومة.

وساد الهدوء في شوارع العاصمة كولومبو ترقباً للخطوة المقبلة من جانب الحكومة حيث قدم عدد من الوزراء استقالتهم.

وقال رئيس البرلمان إن راجاباكسه سيستقيل يوم 13 من الشهر الجاري، بينما أوضح رئيس الوزراء رانيل فيكريمسينجي، أنه سيتنحى للسماح بتشكيل حكومة مؤقتة من جميع الأحزاب.

وقالت الكاتبة المسرحية روانثي دي تشيكيرا، في مؤتمر صحفي بموقع الاحتجاج الرئيسي في كولومبو: على الرئيس أن يستقيل وعلى رئيس الوزراء أن يستقيل وعلى الحكومة أن ترحل.

وأضافت بينما يحيط بها زعماء آخرون يساعدون في تنسيق الحركة ضد الحكومة، أن الحشود لن تخرج من المقار الرسمية للرئيس ورئيس الوزراء حتى ذلك الحين.

ويقول خبراء دستوريون إنه في حالة استقالة الرئيس ورئيس الوزراء، فإن الخطوة التالية ستتمثل في تعيين رئيس البرلمان رئيساً بالوكالة وتصويت البرلمان على رئيس جديد في غضون 30 يوماً لإكمال ولاية راجاباكسه.

واستمر المحتجون أمس في التجول في أرجاء مقر إقامة الرئيس الذي تم تدمير أجزاء منه، وأعلن المتظاهرون الذين يحتلّون القصر الرئاسي أنهم لن يغادروا حتى يستقيل الرئيس فعلياً. وقال الزعيم الطلابي لاهيرو ويراسيكارا للصحافيين: «معركتنا لم تنتهِ بعد، لن نتخلّى عن هذه المعركة حتى يغادر بالفعل».

اشتباكات

وجمعت المظاهرات المطالبة باستقالة راجابكسا في كولومبو مئات الآلاف من الأشخاص. كما اشتبك متظاهرون مع الشرطة التي حاولت تفريقهم بالغاز المسيل للدموع. وسيطر المتظاهرون في الليلة قبل الماضية على المكاتب الرئاسية القريبة، بعدما كانوا يخيّمون أمامها على مدى ثلاثة أشهر.

كانت سريلانكا دولة متوسّطة الدخل تتمتّع بمستوى معيشي معقول، لكنّها تأثرت بفقدان عائدات السائحين في أعقاب هجوم إرهابي في العام 2019 ثم جائحة «كوفيد 19». وتفاقمت الأزمة غير المسبوقة منذ استقلال هذه الجزيرة التي يبلغ عدد سكانها 22 مليون نسمة، في العام 1948، من خلال سلسلة من القرارات السياسية السيئة التي اتّهمت بها العائلة الرئاسية الحاكمة منذ عام 2005.

وقدم ما لا يقل عن أربعة وزراء استقالاتهم من الحكومة، كما من المقرر أن يتبعهم وزراء آخرين عدة، بحسب ما قاله مسؤول حكومي من دون الإفصاح عن أسماء الوزراء.

إلى ذلك، حضت الولايات المتحدة زعماء البلاد المستقبليين على «العمل بسرعة» لإيجاد حلول للأوضاع الاقتصادية المتدهورة «بما في ذلك نقص الكهرباء والغذاء والوقود».

تحذيرات أمريكية

وقال ناطق باسم وزارة الخارجية من بانكوك التي يزورها الوزير أنتوني بلينكن، إنّ الحكومة السريلانكيّة الجديدة يجب أن «تعمل سريعاً من أجل تحديد وتنفيذ الحلول التي من شأنها توفير استقرار اقتصادي طويل الأمد وتهدئة استياء شعب سريلانكا حيال تدهور الأوضاع الاقتصاديّة، خصوصاً نقص الكهرباء والغذاء والوقود».

Email