استقالات وفوضى في النقل وتهاوٍ للاسترليني.. ما الذي يجري في بريطانيا؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعيش بريطانيا وسط أزمة شاملة تعصف بالسياسة والاقتصاد والحياة المعيشية جراء سلسلة من انتكاسات واجهت حكومة رئيس الوزراء بوريس جونسون، والذي نجا الشهر الماضي من تصويت على حجب الثقة، إلا أن تكاليف استمراره تزداد فداحة مع التطورات، التي شهدتها لندن اليوم،

فقد استقال وزيرا المالية والصحة في بريطانيا، فيما بدا أنه ضربة قاضية لرئيس الوزراء، الذي حاول الاعتذار عن أحدث فضيحة، تتعلق بشكوى بشأن سوء سلوك جنسي ضد أحد وزرائه، وأعلن وزير الصحة البريطاني ساجد جاويد استقالته في بيان قال فيه: إنه «لم يعد بإمكانه الاستمرار بأي معيار عادل أو معقول»، وبعد لحظات، أعلن وزير المالية ريشي سوناك أيضاً استقالته.

وجاء ذلك في الوقت، الذي اعتذر فيه جونسون عما قال إنه خطأ بعدم إدراكه أن كريس بينشر لم يكن مناسباً لمنصب بالحكومة، بعد تقديم شكاوى ضده من سوء السلوك الجنسي، وقال جونسون للصحافيين «بعد فوات الأوان، كان من الخطأ فعل ذلك (تكليفه). أعتذر لكل من تضرر بشدة من ذلك».

إضراب النقل الجوي

من جانب آخر، تزداد الصعوبات أمام جونسون مع استمرار إضراب نقابي، ضمن سلسلة احتجاجات مماثلة تشهدها بريطانيا، وقالت نقابة يونايت العمالية البريطانية اليوم الثلاثاء: إن طاقم العاملين في شركة لخدمات تزويد الطائرات بالوقود في مطار هيثرو صوتوا لصالح الإضراب عن العمل احتجاجاً على ضعف الأجور، وذلك في أحدث إضراب صناعي يهدد بمزيد من الاضطراب في خدمات النقل ببريطانيا.

أضافت النقابة: إن نحو 93 في المئة من أعضائها العاملين في شركة أفييشن فيول سيرفسيز صوتوا لصالح الإضراب، بعد عدم حصولهم على زيادات في الأجور منذ ثلاث سنوات، موضحة أن إضراباً أولياً لمدة 72 ساعة سيبدأ في 21 يوليو الجاري.

وتابعت النقابة: إن من المرجح أن يتسبب الإضراب في «اضطراب كبير وتأخيرات» في أنحاء مطار هيثرو، حيث تقدم الشركة خدمات التزود بالوقود لأكثر من 70 شركة طيران، بينها فيرجن أتلانتيك وأمريكان إيرلاينز ويونايتد ودلتا وإير فرانس والملكية الهولندية وغيرها.

شركة «إيزي جيت»

في تطور آخر متعلق بالقطاع الجوي، استقال بيتر بيلو الرئيس التنفيذي للعمليات في شركة «إيزي جيت» البريطانية للطيران منخفض التكاليف وسط غضب متزايد من الفوضى، التي أصابت الرحلات الجوية، حسبما أفادت وكالة الأنباء البريطانية بي إيه ميديا، وقالت الوكالة: إن الشركة كانت واحدة من أكثر الشركات تضرراً من عمليات إلغاء الرحلات الجوية في غضون الأشهر الأخيرة، وألغت الشركة آلاف الرحلات الجوية، ومن بينها العديد من الرحلات في ذات اليوم المقرر فيه إقلاعها.

إضراب عمال القطارات

في السياق، ذكرت نقابة سائقي القطارات البريطانية أنه من المرجح أن تنسق أي إضرابات سوف تنتج عن استفتاء أجري، عبر عشر شركات، بهدف عرقلة قصوى للسكك الحديدية، وسط نزاعات بشأن الأجور، بحسب وكالة بلومبرج للأنباء.

ومن المقرر صدور نتائج الاستفتاء المعلن سابقاً يوم الإثنين المقبل، بحسب كيث ريتشموند، وهو متحدث باسم جمعية مهندسي القاطرات ورجال الإطفاء (أسليف)، التي تضم أكثر من 21 ألف عضو، وقال ريتشموند اليوم الثلاثاء: إن تنسيق أي احتجاج كإضراب يغطي الكثير من مناطق بريطانيا سوف يكون خطوة «واضحة».

ومن شأن أي إضراب من جانب سائقي أسليف أن ينذر بموجة جديدة من المشاكل عبر السكك الحديدية البريطانية رغم أن النقابة الوطنية للعاملين في السكك الحديدية والنقل البحري والنقل يتشاورون مع الأعضاء، بشأن أحدث المقترحات لحل نزاعها، وهو ما أدى إلى أكبر إضراب قطارات في البلاد خلال ثلاثين عاماً الشهر الماضي.

وانعكاساً لهذه الأزمات، هوى الجنيه الاسترليني إلى أدنى مستوى له منذ مارس 2020 أمام الدولار اليوم الثلاثاء، موسعاً خسائره بعد أن دفعت استقالة وزير المالية البريطاني حكومة رئيس الوزراء بوريس جونسون إلى أزمة.

Email