محادثات النووي على مفترق طرق

مطالب إيرانية جديدة تفاجئ واشنطن.. وإسرائيل تذكر فرنسا بـ«2018»

منشأة أراك النووية وسط إيران | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

رغم التكتم الشديد على محادثات الدوحة حول الملف النووي الإيراني، إلا أن مؤشرات سلبية تتراكم حول أفق التوصل إلى اتفاق مع حديث الأمريكيين عن إضافة إيران مطالب جديدة، لم يحددوها، وتحذير الأوروبيين من أن هامش الاتفاق يضيق، في وقت أعادت إسرائيل تذكير الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بمقترح قدمه الأخير عام 2018 حول ضرورة صياغة اتفاق جديد بدلاً من العودة إلى الاتفاق السابق الموقع عام 2015، وألمحت الولايات المتحدة إلى وجود تباينات داخل دائرة صنع القرار في إيران هو ما يمنع التوصل إلى اتفاق.

في تفاصيل المشهد النووي الإيراني، قال المبعوث الأمريكي لمحادثات إحياء الاتفاق النووي مع إيران: إن طهران أضافت مطالب لا تتعلق بالمناقشات حول برنامجها النووي، كما أحرزت تقدماً مقلقاً في برنامجها لتخصيب اليورانيوم.

وأوضح المبعوث الأمريكي الخاص لشؤون إيران روبرت مالي أنه كان هناك اقتراح مطروح على الطاولة، بشأن جدول زمني، تعود على أساسه إيران إلى الامتثال الكامل للاتفاق النووي، وترفع بموجبه واشنطن العقوبات عن طهران.

وانتهت المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن، التي تهدف إلى كسر الجمود بشأن إنقاذ الاتفاق النووي المبرم عام 2015، في الدوحة من دون إحراز التقدم المنشود.

وقال مالي: إن المفاوضين الإيرانيين أضافوا مطالب جديدة، وذكر في مقابلة مع الإذاعة الوطنية «أضافوا، حتى في الدوحة، مطالب أعتقد أن أي شخص ينظر إليها سيرى أن لا علاقة لها بالاتفاق النووي، أمور كانوا يريدونها في الماضي»، وشملت هذه المطالب ما قالت الولايات المتحدة والأوروبيون إنها لا يمكن أن تكون ضمن مفاوضات إحياء الاتفاق النووي.

وقال مالي «النقاش المطلوب حقيقة الآن ليس بيننا وبين إيران، وإن كنا مستعدين لذلك، بل بين إيران ونفسها، فهي تحتاج للتوصل إلى قرار بشأن ما إذا كانت مستعدة الآن للعودة إلى الامتثال للاتفاق».

وأضاف مالي: إن إيران تقترب بكثير الآن من امتلاك ما يكفي من المواد الانشطارية لتصنيع قنبلة نووية،على الرغم من أنه لا يبدو أنها استأنفت برنامجها للتسلح، وتابع «لكننا نأخذ حذرنا بالطبع وكذلك شركاؤنا من التقدم، الذي أحرزوه في مجال التخصيب».

مقترح فرنسي قديم

في الأثناء، أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن أسفه لمواصلة طهران «رفض» إبرام التفاهم المطروح، لإعادة إحياء الاتفاق وتعهّد مواصلة «كافة الجهود» لإقناعها بالتصرف بـ«عقلانية»، وأعلن لدى استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد يائير لبيد أن «إيران ما زالت ترفض اغتنام الفرصة المتاحة لها، للتوصل إلى اتفاق جيد.. سنواصل التنسيق مع شركائنا لبذل كافة الجهود اللازمة لإقناع إيران بالتصرف بعقلانية».

ويخشى المسؤولون الإسرائيليون من أن يمكن إحياء الاتفاق إيران من زيادة دعمها لحلفائها على حدود الدولة العبرية على غرار حزب الله اللبناني، وحركة حماس الفلسطينية، وحول هذه النقطة دعا الرئيس الفرنسي إلى مفاوضات إضافية، لتحديد إطار للبرنامج البالستي الإيراني، والطموحات الإقليمية لإيران.

وقال ماكرون «نحن متفقون مع إسرائيل على أن هذا الاتفاق غير كاف لاحتواء أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار، لكني مقتنع أكثر من أي وقت مضى بأن إيران يمكن أن تنفذ هذه الأنشطة على نحو أكثر خطورة إذا ما بلغت العتبة النووية».

من جهته شدد لبيد على وجود «تباينات» مع ماكرون حول الاتفاق المبرم بين الدول الكبرى وإيران حول برنامجها النووي، وإنما أيضاً تقارب في وجهات النظر حول ضرورة «الرد» على التهديد، الذي تشكله طهران في الشرق الأوسط. وقال لبيد: «في العام 2018 كنتم أول قائد دولي تحدث عن ضرورة إبرام اتفاق جديد مع إيران أكثر فاعلية، وأوضح غير مرتبط بتاريخ صلاحية، مع ضغط دولي منسق، من شأنه أن يمنع إيران من أن تبلغ كدولة العتبة النووية».

وتابع: «كنتم على صواب حينها، والأمر كذلك اليوم أيضاً. الوضع الحالي لا يمكن أن يستمر، وهو سيقود إلى سباق تسلح في الشرق الأوسط سيهدد السلام العالمي. يجب أن نعمل معاً لمنع حصول ذلك».

هامش يضيق

بدوره، حذر مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل من أن هامش التوصل لتوافق يعيد إيران إلى الامتثال للاتفاق النووي مع الولايات المتحدة بدأ يضيق. وجاء في تغريدة أطلقها بوريل: «إذا أردنا إنجاز اتفاق، هناك قرارات يجب اتّخاذها الآن. هذا الأمر لا يزال ممكناً، لكن الهامش السياسي لإحياء خطة العمل الشاملة المشتركة قد يضيق قريباً»، في إشارة إلى الاتفاق المبرم في العام 2015 بين الدول الكبرى، وإيران حول برنامجها النووي.

Email