المتهم الحي بهجمات باريس.. إرهابي أم مريض نفسي يحتاج المتابعة؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

هل هو «مقاتل من تنظيم داعش» أم متهم مضطرب يطلب الصفح من كل الضحايا؟ خلال تسعة أشهر من محاكمته، بدا العضو الوحيد الذي لا يزال على قيد الحياة، من المجموعة المنفذة لاعتداءات 13 نوفمبر 2015 في باريس وضاحيتها سان دوني صلاح عبد السلام.

فعندما بدأت المحاكمة الجنائية في الثامن من سبتمبر الماضي غلبت اللهجة الانتقامية على حديث عبد السلام. وقال الرجل الملتحي بقميصه الأسود، بحزم «تخليت عن كل المهن لأصبح مقاتلاً في تنظيم داعش. وفي 15 أبريل الماضي تحدث بصوت هادئ ومرتجف وانهمرت الدموع على خدي العضو الوحيد الذي بقي على قيد الحياة في المجموعة المسلحة التي قتلت 130 شخصاً في باريس وسان دوني.

وفي «فرصته الأخيرة» للتحدث عن نفسه، قال الفرنسي البالغ 32 عاماً إنه تخلى عن تفجير حزامه الناسف لـ«دواعٍ إنسانية». وطلب من الضحايا أن «يكرهوه باعتدال». هل كان هذا التحول استراتيجية دفاعية كما يشتبه الادعاء المدني أم أنه تطور حقيقي بعد أسابيع من الجدل؟

وقال محامياه أوليفيا رونين ومارتن فيتس إن «هذه المحاكمة سمحت له بكسر الصورة المسبقة التي كانت لدينا عنه وترسخت خلال سنوات الصمت الست».

واستأنف عبدالسلام الذي بقي صامتاً طوال فترة التحقيق تقريباً، التحدث من الجلسات الأولى وكان من الضروري في بعض الأحيان قطع الميكروفون لإسكاته.

ورداً على أسئلة المحكمة في القاعة المكتظة دائماً، كانت إجاباته موجزة عندما تحدث عن حياته البسيطة الماضية. وقال هذا المرتكب الصغير للجنح القادم من بلدية مولينبيك في بروكسل حيث يتردد على الكازينوهات والنوادي الليلية «لم أكن أرقص».

وليل 13 إلى 14 نوفمبر 2015 كان يضع حزاماً مفخخاً لم ينفجر. وأكد في رسالة عثر عليها المحققون ونسبت إليه أنه «كان يريد الانضمام إلى بقية إخواني» وفق قوله والموت لكنّ عطلاً ما طرأ على حزامه الناسف. وبقي فاراً أربعة أشهر رغم إعلانه كمطلوب خطير ونشر صوره بشكل متواصل في كل أنحاء أوروبا. لكن مطاردته انتهت في 18 مارس 2016، وأوقف في حي كاتر فان في منطقة مولينبيك في العاصمة البلجيكية، بعد ثلاثة أيام على تبادل إطلاق نار مع الشرطة في بروكسل. ووجهت إلى الرجل في فرنسا تهمة اعتداءات إرهابية، وبات السجين الأكثر خضوعاً للمراقبة في فرنسا،

وأودع سجن فلوري ميروجي إلى جنوب باريس. يبدو عبد السلام من ملفه الشخصي أنه من أصحاب الجنح الصغيرة. وقد أدين عشر مرات بارتكاب مخالفات مرورية أو أعمال عنف أو محاولة سطو في 2010 مع صديق طفولته عبد الحميد أباعود الذي اصبح منسق هجمات 13 نوفمبر. ويقول جيران له إنه كان يحب الحفلات الكبيرة ويدخن ويرتاد الكازينوهات. ولم يكن يعمل بل يتسكع في المقاهي، خصوصاً مقهى شقيقه الأكبر إبراهيم الذي كان بين مطلقي النار على شرفات مطاعم باريسية.

Email