الحرب الأوكرانية.. سيفيرودونيتسك في قبضة روسيا

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعلن أولكسندر ستريوك، رئيس بلدية سيفيرودونيتسك في شرق أوكرانيا، التي كانت محاصرة منذ أسابيع بينما كانت موسكو تحاول السيطرة عليها، أن القوات الروسية تسيطر عليها الآن بالكامل. وأضاف أن الروس بدأوا في فرض الحكم وعيّنوا قائداً، وفقاً لوكالة الأنباء الأوكرانية المستقلة «أونيان»، التي تتخذ من كييف مقراً لها. وأوضح ستريوك أن القوات الأوكرانية الموالية للحكومة انسحبت إلى حد كبير من المدينة، واتخذت مواقع مختلفة.

وأشار رئيس البلدية إلى أنه لا يزال هناك من يحتمون بمصنع آزوت للكيماويات الذي كان آخر موقع للمقاومة الأوكرانية في سيفيرودونيتسك قبل سيطرة القوات الروسية.ووفقاً لوكالة ريا نوفوستي الحكومية الروسية، فإن موقع آزوت يخضع الآن لسيطرة القوات الروسية والمقاتلين الانفصاليين. وقال الانفصاليون الموالون لروسيا إن أكثر من 800 مدني غادروا المصنع منذ أن بسطوا سيطرتهم، حسبما ذكرت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء. وكان عدد سكان سيفيرودونيتسك قبل الحرب حوالي 100 ألف نسمة. وقال رئيس البلدية إن عدة آلاف ما زالوا في المدينة.

ودخلت القوات الروسية، وتلك الموالية لموسكو، أمس، ليسيتشانسك، وتدور معارك شوارع في هذه المدينة المجاورة لسيفيرودونيتسك الاستراتيجية الواقعة في شرق أوكرانيا. وقال ممثل الانفصاليين الموالين لروسيا اللفتنانت كولونيل أندري ماروتشكو عبر تلغرام: إن عناصر «القوات الشعبية لجمهورية لوغانسك الشعبية والجيش الروسي دخلوا إلى مدينة ليسيتشانسك، وتدور معارك شوارع فيها حالياً».

وأفاد أحدث تقرير أصدرته هيئة الأركان العامة في أوكرانيا، أن المقاتلين الأوكرانيين صدوا هجمات شنتها القوات الروسية على طريق إمداد مهم لمدينة ليسيتشانسك شرقي البلاد، وأضاف التقرير، أن المقاتلين الأوكرانيين أوقفوا هجمات المشاة على الطريق بين فولوديميريفكا وبوكروفسك، بالقرب من باتشموت.

في الأثناء، اتهمت كييف، موسكو بأنها تريد جر مينسك، الحليف الدبلوماسي لروسيا، إلى الحرب في أوكرانيا، بعدما أعلنت أن صواريخ روسية أُطلقت من أراضي بيلاروس المجاورة على بلدة أوكرانية. وأكدت القيادة العامة للاستخبارات الأوكرانية التابعة لوزارة الدفاع، أن الضربة مرتبطة بشكل مباشر بالجهود، التي يبذلها الكرملين لجر بيلاروس إلى الحرب في أوكرانيا كطرف مشارك في النزاع. وكتبت قيادة منطقة الشمال في القوات الأوكرانية في منشور عبر فيسبوك: «نحو الساعة الخامسة صباحاً، تعرضت منطقة تشيرنيهيف لقصف صاروخي مكثف، عشرون صاروخاً استهدفت قرية ديسنا، وأُطلقت من أراضي بيلاروس ومن الجو»، مشيرة إلى عدم سقوط ضحايا حتى الآن.

ووفق الاستخبارات الأوكرانية فقد أطلقت ست طائرات من طراز تي يو-22 إم، 12 صاروخ كروز من مدينة بيتريكاو في جنوب بيلاروس. وأوضحت أن المقاتلات انطلقت من مطار تشايكوفكا في منطقة كالوغا في روسيا على بعد 270 كلم نحو شمال الحدود الأوكرانية، مضيفة: «دخلت بعدها المجال الجوي البيلاروسي، بعدما أطلقت صواريخ، عادت إلى روسيا، مشيرة إضافة إلى ديسنا، أصابت الضربات الروسية أهدافاً في منطقتي كييف وسومي».

على صعيد متصل، أكدت وزارة الدفاع الروسية في بيان، تدمير 20 مركبة قتالية مصفحة وثمانية قاذفات صواريخ متعددة غراد، في ضربات عالية الدقة على مصنع زينك ميغاتيكس في كونستانتينوفكا في منطقة دونيتسك، مشيرة إلى تدمير 35 سلاحاً ثقيلاً، خلال يوم واحد في ميكولايف جنوب أوكرانيا.

سياسياً، قال رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون: إنه يخشى أن تواجه أوكرانيا ضغوطاً للموافقة على اتفاق سلام مع روسيا لا يصب في مصلحتها، بسبب التداعيات الاقتصادية للحرب في أوروبا. وأضاف لمحطات إذاعية في العاصمة الرواندية كيغالي أثناء مشاركته في قمة مجموعة دول الكومنولث: «تقول دول كثيرة: إن هذه حرب أوروبية غير ضرورية، وبالتالي فإن الضغط سيزداد لتشجيع، وربما إجبار، الأوكرانيين على قبول سلام سيئ».

Email