حل الكنيست يمهد لعودة نتانياهو

ت + ت - الحجم الطبيعي

وصلت الحكومة الإسرائيلية إلى نقطة الصفر، بعدما قرر رئيس الحكومة نفتالي بينيت، ووزير الخارجية يائير لابيد، حل الكنيست والذهاب إلى انتخابات عامة مبكرة، في ظل الأزمات المتواصلة التي تشل الائتلاف الحكومي الهش، الذي كان قد فقد الأغلبية، في ظل اتساع الفجوة بين كتله المختلفة، وانشقاق أعضاء الكنيست عن حزب يمينا.

القناة 12 الإسرائيلية، قالت إن بينيت يدرس أحد الخيارين، إما الابتعاد عن المشهد السياسي لفترة زمنية معينة، وإما إمكانية خوض الانتخابات المقبلة «يمينا» على الرغم من الخلافات الداخلية الكبيرة، التي شقت صفوف الحزب منذ انضمامه إلى الائتلاف الحكومي الحالي.

وفي مؤتمر صحفي، أكد بينيت أن لابيد سيتولى قريباً رئاسة الحكومة، مشدداً على أن عملية تسليم المنصب ستتم بسلاسة وبشكل منتظم لضمان مصلحة إسرائيل، وأنه سيقوم بمساعدة لابيد في إنجاز مهامه خلال فترة الحكومة الانتقالية، وقال: «أيقنت أن إسرائيل ستدخل في فوضى قانونية عارمة، وقررت ألا أسمح بذلك، واتخذت هذا القرار».

وسيؤدي حل الكنيست إلى الذهاب لانتخابات مبكرة هي الخامسة منذ أبريل 2019، ومن المتوقع أن تنظم الانتخابات في 25 أكتوبر المقبل، لتنجح بذلك الضغوطات التي مارسها زعيم المعارضة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو على حكومة بينيت.

انتهت الحكومة الإسرائيلية، هذا كل شيء، تأرجحت الحكومة بسبب التناقضات الاجتماعية والسياسية، والتي كان آخرها عدم القدرة على اتخاذ مجموعة من القرارات، منها خلافات حول موضوع التجنيد، والمالية، وخلافات كبيرة حول التعامل مع الفلسطينيين في الداخل، جميعها نقاط لم تكن في صالح الائتلاف الحكومي الإسرائيلي، ولكن بالعموم إسرائيل غير مستقرة سياسياً منذ عدة سنوات.

الحكومة أسقطت نفسها بنفسها، والأحزاب داخل الائتلاف الحكومي تعيش خيبة أمل، لأنها كانت تتوقع أن تستمر، ولكن عمر الحكومة كان قصيراً، وأعطت استطلاعات الرأي قبل أسبوع نتانياهو الصدارة، وعودته ليست مستبعدة، وقد يكون عودة نتانياهو للحكم في أكتوبر المقبل، ما لم يتم تنحيته من القضاء الإسرائيلي نتيجة تهم الفساد المقدمة ضده.

الخاسر الأكبر مما يحدث هو بينيت، رغم أنه قال إن حكومته كانت ناجحة في وقف الصواريخ من غزة، وإيقاف البالونات الحارقة من القطاع، فيما يصف نتانياهو الحكومة بأنها كانت عاجزة عن أداء مهامها، فيما سيزور الرئيس الأمريكي جو بايدن إسرائيل الشهر المقبل كما هو مخطط، وسيكون في استقباله لابيد.

مشهد ضبابي يغطي السياسة الإسرائيلية الآن، رغم أن الجميع في إسرائيل لا يريد انتخابات جديدة.

المختص في الشأن الإسرائيلي فراس ياغي، قال إن الحكومة الإسرائيلية الحالية هي حكومة تناقضات، ولم يكن لديها أي برنامج واضح ومحدد، وهي حكومة من أجل تغيير نتانياهو ومنعه من أن يكون رئيساً للوزراء، وكان الائتلاف مكون من 8 أحزاب، ولم تعمر الحكومة أكثر من عام في إسرائيل.

وأوضح أن عوديت سلمان انسحبت من الحكومة، وهدد عضو آخر بالتصويت ضد الحكومة، وفقدت الحكومة أغبيتها في الكنيست، وأصبح الائتلاف فاشلاً بتمرير الكثير من القوانين، وهذا يعني شل الكنيست في تشريع القوانين، والاستمرار في الحكومة سيزيد من انتكاسات حزب يمينا، وتم الاتفاق على حل الكنيست خوفاً من تشكيل نتانياهو حكومة جديدة.

من جانبه، قال المحلل السياسي أكرم عطالله، إن الحكومة الإسرائيلية سارت لمدة عام، وتلقت دفعة قوية، كان الرابط بينها وبين أعضاء الحكومة كراهية نتانياهو، والرعاية الأمريكية للحكومة، ولكن هذه الدفعة لم تكفِ لأكثر من عام، وبدأت تتعثر.

وحول أسباب حل الحكومة، قال إن ذلك يعود لشعور الحكومة بأنها لم يكن لديها أغلبية، وكانت المعارضة تتحضر لإسقاطها، وحتى الثلاثين من هذا الشهر، إذا لم يتم المصادقة على قانون «الأبارتايد» في الضفة، هذا يعني أن إسرائيل ستدخل في فوضى قانونية ستتحملها الحكومة القائمة، ولو كان هناك أغلبية في الحكومة، لأقر القانون، وهذان السببان كتبا نهاية الحكومة.

Email