برلين: المفاوضات بين موسكو وكييف لا تزال بعيدة

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعلنت ألمانيا أن مفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا «ما زالت بعيدة»، رافضة «بشدة» تهديدات روسيا لليتوانيا، فيما اتهمت موسكو برلين بـ«هستيريا الخوف من الروس».

وقال المستشار الألماني أولاف شولتس، اليوم الأربعاء، قبل اجتماعات مجموعة دول السبع وحلف شمال الأطلسي أمام النواب الألمان «ما زلنا بعيدين عن مفاوضات السلام، لأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ما زال يعتقد أن بإمكانه إملاء السلام»، داعياً حلفاءه إلى الاستمرار في دعم كييف، من خلال العقوبات، وتسليم الأسلحة لأوكرانيا. وفي إشارة إلى المبادرة الأمريكية، التي قدمت بموجبها الولايات المتحدة مليارات لإعادة بناء أوروبا الغربية، بعد الحرب العالمية الثانية، قال إنه دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إلى المشاركة في قمة مجموعة السبع، التي تبدأ الأحد المقبل، من أجل «الاتفاق على خطة مارشال لأوكرانيا».

من جهته، أعلن الناطق باسم الحكومة الألمانية، ستيفن هيبيستريت، إن بلاده ترفض «بشدة» تهديدات روسيا بالانتقام من ليتوانيا، بعد أن فرضت دولة البلطيق قيوداً على بعض البضائع، التي تمر إلى جيب كالينينغراد الروسي. وقال هيبيستريت «نطلب من روسيا عدم اتخاذ أي إجراءات تتعارض مع القانون الدولي»، فيما وعدت موسكو برد انتقامي «خطير» ضد فيلنيوس، بعد تطبيق العقوبات الأوروبية.

بالمقابل، اتهمت روسيا ألمانيا، بتأجيج «هستيريا خوف من الروس»، وسط توترات متصاعدة بين موسكو وبرلين، مرتبطة بأوكرانيا.

وقالت الخارجية الروسية في بيان، إن «هستيريا الخوف من الروس، تغذيها بشكل منهجي الهجمات شبه اليومية لأعضاء الحكومة الألمانية ضد بلدنا».

وأضافت «برلين تهدد بالأقوال والأفعال، نتائج الجهود المستمرة منذ عقود لروسيا وألمانيا، للتغلب على العداء.. بعد الحرب».

وتأتي هذه التصريحات، فيما تحيي موسكو، اليوم الأربعاء «ذكرى بدء غزو قوات الرايخ الثالث للاتحاد السوفييتي عام 1941، في إطار عملية بربروسا، في يوم الذكرى والحزن».

ميدانياً، واصل الروس تقدمهم نحو مدينة ليسيتشانسك الصناعية الاستراتيجية في شرقي أوكرانيا، كما قال مسؤولون أوكرانيون، عشية قمة أوروبية، تأمل فيها كييف أن تحصل على وضع مرشح رسمي للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

وكتب سيرغي غايداي حاكم منطقة لوغانسك، حيث تركزت المواجهة بين الجيشين الروسي والأوكراني في الأسابيع الأخيرة، صباحاً، عبر تليغرام، إن «الروس يقتربون من ليسيتشانسك، ويتقدمون في المدن المجاورة، ويقصفون المدينة بطائراتهم».

في الجانب الآخر، من نهر دونيتس، الذي يتعذر عبوره، لأن الجسور القائمة عليه دمرت «تستمر المعارك في شوارع» سيفيرودونيتسك، على ما أكد.

وستشكل سيطرة موسكو على سيفيرودونيتسك، مرحلة مهمة في اتجاه السيطرة على كامل منطقة دونباس، التي يتكلم معظم سكانها الروسية، ويسيطر على جزء منها انفصاليون موالون لروسيا منذ 2014، وقال الحاكم غايدي «إنه الجحيم»، لكن «رجالنا يحافظون على مواقعهم، وسيواصلون القيام بذلك، طالما لزم الأمر».

دبلوماسياً، في كييف، يسعى زيلينسكي، إلى جانب المطالبة بالمزيد من الأسلحة الثقيلة من حلفائه الغربيين، لضمان أن تمنح الدول الأعضاء الـ 27 في الاتحاد الأوروبي، أوكرانيا وضع مرشح رسمي للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، غداً الخميس، خلال قمة مرتقبة في لوكسمبورغ، وقال «نكافح بنشاط من أجل الحصول على قرار إيجابي من الاتحاد الأوروبي، بشأن ترشيح أوكرانيا، ونكافح يومياً كذلك، بالنشاط نفسه، للحصول على أسلحة متطورة».

Email