الحر يُلهب أجواء أوروبا

ت + ت - الحجم الطبيعي

ازدادت وطأة موجة الحر غير المسبوقة التي تضرب جنوب أوروبا منذ عدة أيام، أمس، حيث بلغت مستويات قياسية في فرنسا، فيما تستعد التشيك لموجة حر استوائية، بينما تحاول فرق الإطفاء في إسبانيا السيطرة على حريق هائل.

وبحسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية، أثرت موجة الحر في كامل فرنسا تقريباً، في وقت تمّ وضع 11 منطقة فرنسية، تقع بشكل أساسي على طول الساحل المطل على المحيط الأطلسي، وفي جنوب غربي البلاد، في حال تأهب قصوى. وقد تصل درجات الحرارة في هذه المناطق إلى 42 درجة مئوية. وازدياد موجات الحر في أوروبا، هو نتيجة مباشرة لظاهرة الاحتباس الحراري. وتضيف انبعاثات غازات الدفيئة من قوة ومدة ومعدّل تكرار موجات الحر، بحسب العلماء. وأُلغيت بسبب ذلك عدة مناسبات واحتفالات رياضية وثقافية.

وصرحت وزيرة الصحة الفرنسية، بريجيت بورغينيون، أول من أمس، خلال زيارة لدار مسنين في جنوب غربي البلاد «نواجه موجة حر مبكرة للغاية، موجة قوية، تستمر أكثر مما هو متوقع» مضيفة أن «المستشفى بلغ بالتأكيد أقصى طاقاته الاستيعابية، لكنه يلبي الطلب».

وتستعد التشيك لموجة حر استوائية مطلع الأسبوع الجاري، حيث من المتوقع أن تصل درجات الحرارة إلى 37 درجة مئوية في بعض الأماكن.

تحذيرات وإرشادات

وذكرت إذاعة راديو براغ إنترناشونال، أن المسعفين وعناصر الدفاع المدني، يقفون على أهبة الاستعداد، بسبب الاحتمال المرتفع لاندلاع حرائق. وحذر الأطباء كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة والأطفال، بالابتعاد عن الشمس، وزيادة شرب السوائل، وتجنب الإجهاد. ويحذر الخبراء أيضاً من تداعيات محتملة للنقل عبر السكك الحديد، حيث إن القضبان يمكن أن تتضرر بفعل الحرارة الشديدة. وبحسب خبراء الأرصاد الجوية، يتوقع أن تنكسر موجة الحر غداً الاثنين.

أمّا في إسبانيا، فواصلت فرق الإطفاء محاولة إطفاء حرائق، أتى أحدها على حوالى 20 ألف هكتار من الأراضي في شمال غربي المملكة. وأجبر أحد أكبر حرائق الغابات، السلطات الإسبانية على إخلاء 14 قرية، يسكنها مئات من السكان، في سلسلة جبال سييرا دي لا كوليبرا، قرب الحدود مع البرتغال. ولفتت السلطات المحلية، إلى أن قسماً من السكان تمكنوا من العودة إلى منازلهم صباح أمس، إذ لم تعد النيران قريبة من منازلهم. ولم تسلم ألمانيا أيضاً من موجة الحرّ، حيث بلغت درجات الحرارة نحو 40 مئوية، أمس، فيما اندلعت بعض الحرائق. ودعت الأمم المتحدة، أول من أمس، إلى «التحرك الآن»، لمواجهة الجفاف والتصحر، من أجل تجنب وقوع «كوارث بشرية».

وقال الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إبراهيم ثياو، خلال مؤتمر في مدريد، بمناسبة اليوم العالمي للجفاف «حان وقت العمل: كل إجراء مهم».

Email