غموض سياسي.. أوروبا تغرق أوكرانيا بـ«الوعود وروسيا تدك تحصينات سيفيرودونيتسك وكييف: لن نستسلم

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تجاهل الأوكرانيون إنذارا روسيا لتسليم مدينة سيفيرودونيتسك الشرقية اليوم الأربعاء في حين يجتمع وزراء الدفاع بالدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي في بروكسل لبحث إرسال المزيد من الأسلحة الثقيلة لملء ترسانات أوكرانيا الخاوية.
 
وقالت دول حلف شمال الأطلسي إنها ستزود أوكرانيا بأسلحة ثقيلة حديثة، لكن هذا "يتطلب وقتًا" لأنه يتعين تدريب الجيش الأوكراني على استخدامها، على ما أعلن الامين العام لحلف شمال الاطلسي ينس ستولتنبرغ الأربعاء.

وقال خلال مؤتمر صحافي قبل بدء اجتماع لوزراء دفاع الحلف "لقد اتخذنا إجراءً عاجلاً، لكن الجهود تتطلب وقتًا".

وأوضح "أن الانتقال من معدات الحقبة السوفياتية إلى معدات الحلف الأطلسي الحديثة يتطلب استعداد الأوكرانيين لاستخدامها ... هذا انتقال صعب ومتطلب".
زود الحلفاء حتى الآن أوكرانيا بأسلحة ثقيلة تعود إلى الحقبة السوفياتية من مخزونهم لأن الأوكرانيين مدربون على استخدامها. تتعلق المطالب الآن بمنح الأسلحة التي تستخدمها قوات الحلف.

وأكد ستولتنبرغ أنها "أنظمة مدفعية طويلة المدى وأنظمة مضادة للطائرات وفقًا لمعايير حلف شمال الأطلسي، وتتطلب تدريبًا وصيانة".

شارك الأمين العام الثلاثاء في اجتماع عُقد في لاهاي مع سبعة حلفاء أوروبيين في الناتو (هولندا وبلجيكا وبولندا ورومانيا والبرتغال والدنمارك ولاتفيا).

واشار إلى أن رئيس الوزراء الهولندي مارك روته شرح عملية تقديم مدافع وتوفير تدريب للجنود الأوكرانيين على استخدامها.

ومن المقرر أن يشارك وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف في الاجتماع الوزاري للناتو الذي سيعقب اجتماعا لدول "مجموعة الاتصال" التي شكلتها الولايات المتحدة.

وأوضح ستولتنبرغ أن "الوزير ريزنيكوف سيقيم الطلبات العاجلة ونوع المعدات وإيصالها بحيث تكون الأسلحة حاسمة في ساحة المعركة".

واعلن الجيش الروسي الأربعاء أنه دمر بصواريخ كروز عالية الدقة مخزن أسلحة حصلت عليها أوكرانيا من حلف شمال الأطلسي، في غرب البلاد.

قبل الاجتماع، قال مستشار الرئيس فولوديمير زيلينسكي في تغريدة إن أوكرانيا تطلب الحصول على 300 نظام إطلاق صواريخ متعددة وألفي مدرعة وألف طائرة مسيرة، ومعدات أخرى.

إلقاء السلاح

وطلبت روسيا من القوات الأوكرانية المتحصنة في مصنع للكيماويات بالمدينة المدمرة وقف "المقاومة غير المجدية وإلقاء السلاح" اعتبارا من صباح اليوم الأربعاء مؤكدة على تقدمها في معركتها للسيطرة على شرق أوكرانيا.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن انفصاليين مدعومين من موسكو قولهم إن خططا أعلنتها موسكو بشأن فتح ممرات إنسانية للمدنيين المحاصرين في المصنع تعطلت بسبب قصف أوكراني. وكان الانفصاليون يخططون لنقل المدنيين لأراض تحت سيطرتهم.

وتقول أوكرانيا إن أكثر من 500 مدني محاصرون إلى جانب المقاتلين في مصنع آزوت للكيماويات حيث قاومت قواتها على مدى أسابيع القصف الروسي الذي حول قسما كبيرا من مدينة سيفيرودونيتسك إلى أنقاض.

وقال أوليكسندر ستريوك رئيس بلدية سيفيرودونيتسك بعد انقضاء أجل الإنذار الروسي إن القوات الروسية تحاول اقتحام المدينة من عدة اتجاهات لكن القوات الأوكرانية تواصل الدفاع عنها ولم تعزل تماما.

وقال للتلفزيون دون الإشارة إلى الإنذار "نحاول دفع العدو صوب وسط المدينة... هذه عملية مستمرة تنطوي على نجاحات جزئية وانتكاسات تكتيكية".

وأضاف "طرق الفرار خطرة لكن هناك طرقا".

وقال سيرهي جايداي حاكم إقليم لوجينسك الذي تقع به سيفيرودونيتسك إن الجيش يدافع عن المدينة ويبقي القوات الروسية بعيدا عن ليسيتشانسك المدينة التوأم التي تسيطر عليها روسيا وتقع على الضفة الأخرى من نهر سيفرسكي دونتس.

وكتب في منشور على الإنترنت قبيل حلول انتهاء المهلة الروسية للاستسلام في الساعة الثامنة صباحا بتوقيت موسكو 0500 بتوقيت جرينتش يقول "الروس قريبون والسكان يعانون والمنازل يجري تدميرها".
ولوجانسك واحد من إقليمين تطالب روسيا بالسيادة عليهما للانفصاليين. ويشكل الإقليمان منطقة دونباس وهي منطقة صناعية أوكرانية ركزت روسيا هجومها عليها بعد أن فشلت في السيطرة على العاصمة كييف في مارس آذار.

وقالت المخابرات البريطانية إن المقاتلين في مصنع الكيماويات يمكنهم البقاء أحياء تحت الأرض وستظل القوات الروسية على الأرجح تركز عليهم لمنعهم من شن هجمات في أماكن أخرى.

لكن وزير الدفاع البريطاني بن والاس قال إن الجنود الأوكرانيين على الجبهة الشرقية منهكون وأقل عددا من القوات التي تواجههم.

ذكريات ماريوبول

يعيد قصف آزوت للأذهان صور الحصار السابق لمصنع آزوفستال لأعمال الصلب، الذي احتمى به مئات المقاتلين والمدنيين من القصف الروسي لميناء ماريوبول الجنوبي.

واستسلم من كانوا داخله في منتصف مايو أيار وجرى اقتيادهم إلى روسيا.

تأسس مصنع الأمونيا مترامي الأطراف في عهد الزعيم السوفيتي الأسبق جوزيف ستالين. وقال رئيس بلدية المدينة ستريوك إن من بداخله يشربون مياه الآبار ويستخدمون المولدات ويقتاتون على إمدادات الغذاء التي تم جلبها إليه، لكن الوضع حرج.

ويمثل الهجوم الروسي على سيفيرودونيتسك، المدينة التي كان عدد سكانها أكثر بقليل من 100 ألف نسمة قبل الحرب، يمثل محور القتال في ما يُسمى معركة دونباس.

وقالت كييف إن ما بين 100 و200 من جنودها يلقون حتفهم يوميا، فيما يصاب مئات آخرون في أكثر المعارك دموية منذ الغزو الروسي في 24 فبراير شباط.

وقال زيلينسكي في كلمة له في ساعة متأخرة من يوم الثلاثاء "علينا أن نتحلى بالقوة.. فكلما تكبد العدو المزيد من الخسائر، ضعفت قدرته على مواصلة عدوانه".

 بروكسل.. نحن في انتظاركم

وعدت الدول الغربية أوكرانيا بتزويدها بأسلحة تتوافق مع معايير حلف شمال الأطلسي بما في ذلك صواريخ أمريكية متقدمة. لكن نشرها يستغرق وقتا. وقال زيلينسكي إن أوكرانيا ليس لديها منظومات كافية مضادة للصواريخ، مضيفا أنه "لا يمكن أن يكون هناك مبرر للتأخير".

وقال مستشاره، ميخائيلو بودولياك، إن المدافعين عن سيفيرودونيتسك يريدون معرفة متى ستصل الأسلحة. وكتب على تويتر "بروكسل .. نحن ننتظر قرارا".

وقال الأمين العام لحلف الأطلسي ينس ستولتنبرج قبل الاجتماع في بروكسل برئاسة وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن "نركز بشدة على زيادة الدعم".

وفي مايو أقر مجلس الشيوخ الأمريكي مشروع قانون لتقديم مساعدات إضافية لأوكرانيا بقيمة 40 مليار دولار ووعد بتزويدها بأنظمة صاروخية بعيدة المدى وطائرات مسيرة ومدفعية متطورة.

 عاجزون عن المغادرة
لا تكشف روسيا بصورة منتظمة عن خسائرها، لكن الدول الغربية تقول إنها خسائر هائلة في الوقت الذي يسعى فيه الرئيس فلاديمير بوتين إلى السيطرة الكاملة على دونباس ومساحة من الأرض في جنوب أوكرانيا.

ويصف بوتين الحرب بأنها عملية عسكرية خاصة ضد القوميين في أوكرانيا.

وفي مناطق أخرى من دونباس، تقول أوكرانيا إن روسيا تخطط لمهاجمة سلوفيانسك من الشمال وعلى طول جبهة بالقرب من باخموت في الجنوب. وأمكن سماع دوي قصف على بعد 40 كيلومترا جنوبي باخموت قرب بلدة نيو-يورك حيث قالت القوات الأوكرانية إن روسيا تلقي بكل شيء في المعركة.

وقال جندي أوكراني يبلغ من العمر 22 عاما وقدم نفسه بلقب (فايكنج) "نقف ضد أكبر دولة في العالم منذ ثلاثة أشهر ونصف.. تكبدوا خسائر فادحة في المركبات والأفراد، لكنهم لا يتراجعون".

وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة للصحفيين في نيويورك إن منازل ومدارس ومستشفيات وأسواق في دونيتسك تعرضت لهجمات خلال أسبوع منصرم مما تسبب في نقص المياه وجعل الحياة شيئا "لا يطاق".

وأدى الصراع إلى ارتفاع أسعار الحبوب، وأدت العقوبات الغربية على روسيا إلى ارتفاع أسعار النفط. ومن المقرر افتتاح منتدى سان بطرسبرج الاقتصادي الدولي اليوم الأربعاء دون المشاركة الغربية المعتادة رفيعة المستوى.

 

Email