أمريكا والصين محادثات لتثبيت «إدارة التنافس»

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعلنت بكين وواشنطن أن محادثات «صريحة» جرت بين كبار مستشاري الأمن والدبلوماسية للصين والولايات المتحدة، بعد أيام من المبادلات الحادة، خصوصاً بشأن تايوان. وانخفضت حدّة اللهجة فجأة أثناء الاجتماع في لوكسمبورغ مقارنة بما كانت عليه الأسبوع الماضي عندما حذّر وزير الدفاع الصيني من أن بلاده لن تتردد في شنّ حرب لمنع استقلال تايوان، فيما انتقد نظيره الأمريكي «الأنشطة العسكرية الاستفزازية والمزعزعة للاستقرار» التي تقوم بها بكين.

لم يعلن مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك ساليفان، ومدير مكتب لجنة الشؤون الخارجية الصيني يانغ جيتشي بعد لقائهما أول أمس، عن تسوية بشأن نقاط الخلاف الرئيسية، ولا سيما حول تايوان التي تعتبرها الصين جزءاً لا يتجزأ من أراضيها.

ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة عن يانغ قوله إن «مسألة تايوان تؤثر على الركيزة السياسية للعلاقات الصينية الأمريكية، وإذا لم تتمّ معالجتها بشكل صحيح، سيكون لديها تأثير ضارّ». ودعا الولايات المتحدة إلى تجنّب «الأحكام السيئة» و«الأوهام» في هذا الموضوع.

وقال البيت الأبيض في بيان إن ساليفان «أكّد مجدّداً موقفنا منذ وقت طويل بشأن صين موحّدة وكذلك مواقفنا ومخاوفنا بشأن تصرفات بكين العدوانية والقسرية عبر مضيق تايوان»، بحسب البيان الأمريكي.

خطوط الاتصال

وجدّد ساليفان التأكيد على سياسة «الغموض الاستراتيجي» التي تنتهجها الولايات المتحدة منذ عقود وتقرّ بموجبها دبلوماسياً بالصين الشيوعية، لكن في الوقت نفسه تدعم تايوان عسكرياً.

وقالت مسؤولة رفيعة في البيت الأبيض للصحافيين إنّ لقاء ساليفان مع يانغ في لوكسمبورغ استمر نحو أربع ساعات ونصف الساعة، وجاء متابعة لمكالمة هاتفية بينهما في 18 مايو. وتدهورت العلاقات بين بكين وواشنطن في السنوات الأخيرة، وتتواجه القوتان العظميان في مجالات عدة مثل التجارة الدولية وحقوق الإنسان ومؤخراً الحرب في أوكرانيا.

وذكر البيت الأبيض في البيان أنّ المحادثات «تضمّنت مناقشة صريحة وموضوعية ومثمرة لعدد من القضايا الأمنية الإقليمية والعالمية، فضلاً عن القضايا الرئيسية في العلاقات الأمريكية الصينية»، مع تأكيد ساليفان على «أهمية الحفاظ على خطوط اتصال مفتوحة لإدارة التنافس بين بلدينا».

من جانبها، وصفت وكالة أنباء الصين الجديدة أيضاً اللقاء بأنه كان «صريحاً، وعميقاً وبناءً». وافق يانغ على الحفاظ على الحوار، لكنّه أشار بوضوح إلى أن بكين لن تعدّل خطوطها الحمراء.

وقال وفق ما نقلت عنه الوكالة الصينية، «منذ مدة يصرّ الطرف الأمريكي على احتواء وصدّ الصين أكثر بشكل شامل»، لكنّ الصين ترفض «تحديد العلاقات الثنائية بالمنافسة». بحسب تقرير وكالة الأنباء الصينية، عرض يانغ «أيضاً الموقف الرسمي للصين بشأن مسائل متعلقة بشينجيانغ وهونغ كونغ والتيبت وبحر الصين الجنوبي وكذلك حقوق الإنسان والديانة». وفي ما يخصّ هذه المواضيع، تكرّر الصين التي تتعرّض لإدانات دولية، أنها لن تسمح بأي تدخّل في شؤونها الداخلية.

Email