لماذا فشلت الوساطات في وقف حرب أوكرانيا؟

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

 لماذا ثبُت أنَّ السلام بعيد المنال في أوكرانيا وفشلت كل جهود الوساطة إلى حد كبير؟ ولماذا لم تنجح الدول في وضع تصور لتهدئة الموقف أو الشروع في بلورة آليات للتسوية بين روسيا وأوكرانيا؟ هل يعود ذلك إلى الافتقار‭ ‬إلى‭ ‬جهود‭ ‬الوساطة‭ ‬الناجحة‭ ‬والسعي‭ ‬إلى‭ ‬تسوية‭ ‬سلمية؟ أسئلة كثيرة تشغل الرأي العالمي حول أسباب إطالة أمد الحرب ووصول كل المفاوضات المباشرة وغير المباشرة إلى طريق مسدود، ويؤكد بعض المحللين إلى أن الوساطات رغم ما تحمله من تحريك للمياه الراكدة في الأزمة الأوكرانية، بجانب الجهود الدبلوماسية الأخرى، لا يعول عليها بشكل كبير في إحداث التقارب، فالمسألة في الأساس مرهونة بالعلاقات الروسية الأمريكية وعلاقة موسكو بالناتو. 


فشلت يمكن لحد الآن 10 وساطات في اختراق جدار الأزمة الأوكرانية بدءاً بلقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في 7 فبراير قبل 17 يوماً من حرب أوكرانيا، حيث حذر الرئيس الروسي الدول الأوروبية من أنها «ستنجر إلى صراع عسكري إذا انضمت أوكرانيا إلى الناتو، وأجرى الرئيس الفرنسي بعد الحرب اتصالات هاتفية، لكنها لم تنجح في الوصول إلى هدنة مؤقتة في ظل تواصل التصعيد المتبادل بين موسكو والغرب، فالقوات الروسية تصعد هجماتها، فيما يواصل الغرب عقوباته المفروضة مع استمرار تسليح القوات الأوكرانية بأسلحة ثقيلة. 

 من جهته حاول‭ ‬المستشار‭ ‬الألماني،‭ ‬‮‬أولاف‭ ‬شولتز‮،‭ ‬أيضاً‭ ‬إبقاء‭ ‬الباب‭ ‬مفتوحاً‭ ‬للحوار‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬مع‭ ‬موسكو،‭ ‬ودعم‭ ‬جهود‭ ‬الوساطة‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى. حيث زار كييف قبل الحرب بـ 01 أيام للتباحث مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي حول مخاطر الاجتياح الروسي للبلاد. وطالب شولتز روسيا اغتنام «عروض الحوار» الهادفة إلى التوصل لخفض التوتر، لكن التوتر كان أكبر من أي وساطة، كما فشلت وساطة المستشار الألماني الأسبق غيرهارد شرودر لوقف الحرب في أوكرانيا رغم أنه يعد صديقاً مقرباً جداً من بوتين.

 لا نتائج ملموسة

 وكان التأثير‭ ‬الأبرز‭ ‬لهذه‭ ‬المحاولات‭ ‬يوم‭ ‬10‭ ‬مارس الماضي، حيث‭ ‬استضافت‭ ‬‮«‬أنقرة‮»‬،‭ ‬اجتماعاً‭ ‬بين‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الروسي،‭ ‬‮ سيرجي‭ ‬لافروف‮‬،‭ ‬ونظيره‭ ‬الأوكراني،‭ ‬‮‬دميترو‭ ‬كوليبا‮،‭ ‬في‭ ‬أعلى‭ ‬اجتماع‭ ‬بين‭ ‬مسؤولين‭ ‬من‭ ‬الجانبين‭ ‬ لكن ‬هذه‭ ‬المحادثات «‬لم‭ ‬تحقق‭ ‬أي‭ ‬نتائج‭ ‬ذات‭ ‬مغزى‮»‬.‬‭

 وزار المستشار النمساوي كارل نيهامر في 11 أبريل الماضي موسكو ليكون بذلك أول زعيم دولة غربية يقدم على هذه الخطوة منذ بدء الحرب، حيث عقد مع بوتين اجتماعاً مدته 90 دقيقة في مقر إقامته في نوفو أوجاريوفو، وأكد نيهامر أن المحادثات مع بوتين كانت مباشرة ومنفتحة وصعبة، لكنه اعترف بأن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار صعب في الفترة الحالية، مشيراً إلى أنه بذل كل ما في وسعه لتحقيق تقدم نحو السلام لكن الفرص كانت ضئيلة.

 واستضافت بيلاروسيا، محادثات سلام بين أوكرانيا وروسيا في العاصمة البيلاروسية مينسك، وبالفعل شهدت ثلاث جولات من المفاوضات لم تفلح جميعها.

 تطوير الخطط

وبذلت العديد من الدول، بما في ذلك بعض دول الشرق الأوسط، جهوداً لإنهاء الحرب من خلال الدبلوماسية، لكن لم تشهد نتائج ملموسة، فيما ذكر وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو أن بلاده طورت خطة من أجل حل سلمي للحرب الدائرة في أوكرانيا. والهدف الأول وفقاً للخطة الإيطالية هو وقف القتال في بعض المناطق، يليه وقف إطلاق النار ومفاوضات حيادية، وفي النهاية اتفاق سلمي. ووضعت موسكو حزمة من الشروط الأولية لاستمرار عملية المفاوضات مع الجانب الأوكراني، أبرزها كما جاء على لسان وزير الخارجية سيرغي لافروف، رفع العقوبات الغربية المفروضة على بلاده، لافتاً إلى أن هذه هي الخطوة الأولى نحو عودة الجدية مرة أخرى لمباحثات السلام، فهل يستطيع البلدان تحقيق ولو خطوة واحدة على طريق الحل التفاوضي، إذا تم التسليم بالشروط الروسية، وقد رفض الرئيس الأوكراني، فلودومير زيلينسكي، الرضوخ لهذه المطالب.

Email