الأنقاض تخنق «المدن المدمرة» قرب كييف.. وموقف أوكرانيا «يسوء» بعد سيفيرودنيتسك

ت + ت - الحجم الطبيعي

 

 


بدأت عمليات رفع الأنقاض في المدن المدمرة قرب كييف، فيما يرى خبراء أن موقفها أصبح يميل إلى السوء قليلاً بعد معركة سيفيرودنيتسك.

و قال حاكم محلي اليوم الاثنين إن موقف أوكرانيا "ساء قليلا" في مدينة سيفيرودونيتسك بشرق البلاد، لكن قوات كييف دافعت عن مواقعها في مواجهة روسيا في منطقة صناعية مع احتدام القتال.

وتحاول القوات الأوكرانية الصمود بعد أن قالت إنها استعادت نصف المدينة المحاصرة في مقاطعة لوجانسك، حيث ركزت القوات الروسية هجومها على قلب منطقة دونباس في شرق أوكرانيا.

وقال سيرهي جايداي حاكم منطقة لوجانسك للتلفزيون الحكومي "أعنف قتال وقع في سيفيرودونيتسك. قتال سريع الحركة يدور الآن".

وأضاف "نجح المدافعون عن بلادنا في شن هجوم مضاد لفترة معينة، وحرروا ما يقرب من نصف المدينة. لكن الوضع ساء قليلا بالنسبة لنا مرة أخرى".

إصلاح الأبنية المتضررة

ويؤمن سكان المناطق الواقعة شمال كييف التي تحمل آثار العمليات القتالية للروس، بوعد الحكومة التي ترغب في "إصلاح الأبنية المتضررة"، لكن في غورنكا البلدة الصغيرة التي تعرضت لقصف عنيف في بداية الحرب لا تزال هذه المرأة الستينية تتدبر امورها بعد مقتل زوجها.
وتقول المتقاعدة المتشحة بالسواد وهي تبكي وسط الأنقاض التي لا تزال تفوح منها رائحة قوية لوكالة فرانس برس "آمل ألا ٌننسى لأننا فعلنا الكثير لوقف تقدم القوات الروسية نحو العاصمة".

في الأثناء، تبدو الحديقة التي زرعت فيها الخضراوات واعدة: في ظل أشجار الفاكهة التي تضررت جراء الشظايا، تنمو البطاطس والتوت بسرعة وسط الرماد. وتقول تاتيانا شيبيليفا وهي مسؤولة من غورينكا، إن السكان ملأوا ألف ملف لمنازل أصبحت غير قابلة للسكن كليًا أو جزئيًا.
الحاجات ضخمة، وفي نهايةمايو قدر رئيس الوزراء دنيس شميغال كلفة الدمار بنحو 561 مليار يورو في جميع أنحاء البلاد.

حاليا في البلدات الواقعة شمال كييف والتي أصبحت الحكومة قادرة على الوصول اليها منذ الربيع، سجلت وكالة فرانس برس العديد من عمليات رفع الأنقاض وإزالة الألغام لا تزال جارية.

ويتم اصلاح شبكة الكهرباء بشكل تدريجي والعمل جار لترميم جسر.

ومن المقرر عقد مؤتمر دولي في الرابع والخامس من يوليو في سويسرا لجمع أموال لتسريع عملية اعادة الاعمار.

وفي بوتشا حيث تم العثور على جثث مدنيين بعد انسحاب القوات التي أرسلها الكرملين، تبحث 600 عائلة عن مأوى ويتم مصادرة المنازل الموسمية الشاغرة.

قبل النزاع، كانت المدينة تحظى بشعبية ويقصدها المصطافون لأجوائها الهادئة وغاباتها الصنوبرية.

وأول الأشخاص الذين نقلوا إليها استقروا ايضا في حاويات رمادية وضعت في موقف سوق كبرى مغلقة تحولت الى كومة ركام.

ومؤخرا افتتح رئيس الوزراء البولندي ماتيوز موراويكي أول مخيم للنازحين في بوروديانكا قرب غورينكا.

ويتم حاليًا إقامة العديد من هذه المخيمات الموقتة في الأماكن التي اتهم فيها الجيش الروسي بارتكاب تجاوزات، تحسباً للشتاء المقبل.

ويوضح رئيس بلدية بوتشا أناتولي فيدوروك (50 عامًا) وهو يستعرض حاويات صغيرة مساحتها حوالى عشرين مترًا مربعًا يمكن أن تستقبل أربعة أشخاص "وضعت مجانًا في التصرف من قبل الحكومة. ويمكن إيواء 92 أسرة".
بفضل مساعدة البولنديين وبالتعاون مع الحكومة الأوكرانية، من المفترض أن تقام ثلاثة مخيمات اخرى مماثلة.

راحة

تفقدت اوكسانا بوليشتشوك هذه الأماكن التي هي في غاية النظافة مع مراحيض مطهرة ومقاصف كبيرة بجدران ملونة.

وهي من المستفيدين من هذا البرنامج، ولديها انطباع بأنها ولدت من جديد بعد أن دمر الكشك الذي كانت تبيع فيه المواد الغذائية منذ أكثر من شهرين ونجت بأعجوبة من المبنى الذي كانت تقيم فيه ودمر بشكل شبه كامل.

تملي لافتات لم تعلق بعد على الجدران، القواعد الجديدة للتعايش في الأماكن المشتركة: الحفاظ على روح التعاون والفرح والأمل. وهي بداية مريحة، قبل الخلود الى النوم تحت الأغطية التي تؤمنها اليونيسيف في أجواء معقمة.
لكن التاجرة البالغة من العمر 41 عامًا لا تظن انها ستبقى في المنطقة مع طفليها البالغين من العمر ستة وتسعة أعوام.

تقول "أريد الحصول على تعويض لأبدأ حياة جديدة في مكان آخر" مشيرة إلى خضوعها لعلاج نفسي وإلى نوبات الهلع التي تنتابها. وتضيف "الأوكرانيون لا يخافون من ورشة إعادة الإعمار التي تنتظرهم".

وتوضح وهي تودعنا "كل ما كان لدينا من قبل سنستعيده. الشيء الوحيد المهم هو الانتصار في هذه الحرب".

 

Email