حرصت ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية، خلال عهدها على الالتزام بالتقاليد الملكية بشكل كامل، كما يساعدها في ذلك طاقم كامل من الموظفين والمختصين، وعلى الرغم من تقدمها في السن، حيث بلغت 96 عاماً، إلا أنها لا تزال متمسكة بما عرفه عنها البريطانيون من عادات وتقاليد، نقلتها إلى أبنائها وأحفادها، في تكريس لنهج لا يمكن أن يتغير مهما تغيرت ظروف الحياة.

على سبيل المثال إن كنت تجلس على المائدة مع الملكة إليزابيث الثانية، يجب أن تعرف أنها أول من يبدأ الطعام، ثم يبدأ الآخرون في تناوله بعدها، وعندما تنتهي من وجبتها ترفع الأطباق من أمام الجميع. هذه إحدى تقاليد الأسرة الملكية في هذا الإطار، ومن آداب المائدة أيضاً، أن تتحدث الملكة إلى الضيف الجالس إلى يمينها أولاً، ثم إلى الضيف الجالس على يسارها، ثم الأبعد يميناً ثم يساراً، حسب ترتيب الوجبات.

غرانت هارولد كبير الخدم السابق في القصر الملكي تحدث لـ«البيان» عن لحظات الحوار والتحدث خلال تقديم وجبات الطعام، موضحاً أن الملكة هي أول من يبدأ بالكلام، لا سيما أنها تكون على دراية بطلبات أو مواضيع النقاش المتوقع من أفراد عائلتها أو من ضيوفها، بعد اطلاع مستشارها لها بالمواضيع التي ستناقش خلال وجبة الطعام. 

أضاف هارولد: إن الملكة دائماً ما تبدأ التحدث للضيوف خلال تقديم وجبات الطعام والمقبلات، بدءاً بمن يجلس على جانبها يميناً، ثم تنتقل إلى الجالس على يسارها لتوزيع دائرة الحوار على المائدة. أما الأشخاص المقربون من الملكة، والذين يعملون في قصرها، فيجب أن يكونوا الأكثر التزاماً بالتقاليد الملكية. يقول هارولد لـ«البيان» إنه يمارس هذه العادات الملكية في منزله، ومع عائلته أيضاً تقديراً للنهج الملكي، الذي طغى على حياته وحياة أسرته، لا سيما أنه يقضي معظم الوقت برفقة الملكة مع عديد المساعدين.

قبل 75 عاماً

في عيد ميلاد الملكة إليزابيث الحادي والعشرين أي قبل خمسة وسبعين عاماً عندما كانت لا تزال أميرة، قالت إن حياتها كلها، كانت طويلة أم قصيرة، ستكرسها لخدمة شعبها والحفاظ على الموروث الملكي والعادات والتقاليد، التي كانت قاسية في بعض الأحيان على بعض أفراد أسرتها، إلا أنها لم تتنازل عنها أبداً. 

يقول الدبلوماسي السابق وليام باتي لـ«البيان»: إن الملكة تؤمن جداً بدورها في خدمة شعبها، وقد أبدت هذا الالتزام منذ أن توجت ملكة، وقطعت يومها عهداً بمواصلة خدمة شعبها ودول الكومنولث حتى النهاية. اليوم بعد إتمام الملكة لسبعين عام على تولي العرش واحتفالات اليوبيل البلاتيني، التي تقام في البلاد لأول مرة في تاريخها باعتبار أن الملكة إليزابيث هي أول من يقضي هذه الفترة الزمنية في الحكم ما زالت الملكة وفية لوعودها والتقاليد الملكية، حيث التزمت بالمشاركة في أكثر من 20 ألف التزام رسمي، بينها التزامات رفضت أن تكلف أي أحد للقيام بها بدلاً منها كي لا يصبح هذا الإجراء نهجاً. 

الالتزام الملكي من إليزابيث الثانية يشمل عدم تدخلها خلال سبعين عاماً في أي موقف سياسي لحكوماتها المتعاقبة، فعلى الرغم من خطورة بعض الأحداث إلا أنها حافظت على هذا الالتزام من دون أي خرق له. كل هذه الأمور جعلت ملايين البريطانيين يخرجون للاحتفال باليوبيل البلاتيني للملكة، حيث أفادت مصادر رسمية أن 10 ملايين بريطاني وزائر شاركوا في الاحتفالات، التي شهدتها بريطانيا ودول الكومنولث، خلال الفترة من 2 إلى 5 يونيو (اليوم).