أوكرانيا.. سباق محموم لتعزيز «مكاسب الأرض»

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا تزال رحى الحرب تدور في أوكرانيا، دون بروز لأي ملامح تسوية في الأفق، ففيما تركّز روسيا على تحقيق أهدافها العسكرية شرق البلاد، مع استهداف إمدادات الأسلحة الغربية للجيش الأوكراني، يستميت الأوكرانيون في الدفاع عن الشرق ولا سيّما في دونباس، أملاً بتحسين الأوضاع على الأرض لتحسين موقفهم في أي مفاوضات سلام قد يحملها المستقبل.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس، عن إسقاط طائرة شحن أوكرانية تحمل أسلحة غربية وتدمير مركز لتجمع المرتزقة الأجانب. ونقلت وكالة سبوتنيك الروسية عن الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية، ايغور كوناشينكوف، قوله، إنّ قوات الدفاع الجوي أسقطت طائرة نقل عسكرية أوكرانية محملة بمعدات عسكرية غربية فوق منطقة أوديسا، مشيراً إلى أنّ الطيران الروسي استهدف مركزاً لتدريب القوات الأوكرانية على مدافع هاوتزر الأمريكية بمنطقة سومي بصواريخ عالية الدقة. وأوضح كوناشينكوف، أنّ القوات الجوية الروسية استطاعت خلال اليوم الأخير تدمير 35 مركز قيادة للقوات الأوكرانية، و623 نقطة تجمع للأفراد والمعدات.

بدورها، أعلنت أوكرانيا، أنها استعادت السيطرة على جزء من مدينة سيفيرودونيتسك الصناعية، محور هجوم روسي للسيطرة على منطقة دونباس الشرقية، وذلك مع احتدام القتال. وقال سيرجي جايداي، حاكم إقليم لوجانسك، للتلفزيون الوطني، إن القوات الأوكرانية استعادت 20 % من الأراضي التي فقدتها في سيفيرودونتسك، مضيفاً: «ليس من الواقعي سقوط المدينة في الأسبوعين المقبلين على الرغم من نشر تعزيزات روسية، بمجرد أن يكون لدينا ما يكفي من الأسلحة الغربية بعيدة المدى، سنجبر مدفعيتهم على الابتعاد عن مواقعنا، وبعد ذلك، صدقوني، المشاة الروس، سوف يركضون هاربين».

في الأثناء، كشف المفاوض الأوكراني، ديفيد أراخامية، أنّ بلاده ترغب في تعزيز مواقعها على الأرض، بمساعدة شحنات الأسلحة الجديدة التي تسلمتها من الغرب، قبل استئناف محادثات السلام مع روسيا. وقال أراخامية في تصريحات للتلفزيون الوطني الأوكراني: «قواتنا المسلحة جاهزة لاستخدام الأسلحة الجديدة، ومن ثم اعتقد أنه يمكننا بدء جولة جديدة من المحادثات من موقف قوي».

وذكرت وزارة الدفاع البريطانية، أنّ النشاط الجوي الروسي لا يزال مكثفاً فوق منطقة دونباس الأوكرانية، حيث شنت الطائرات الروسية ضربات باستخدام ذخائر موجهة وأخرى غير موجهة. وأضافت الوزارة في تغريدة على «تويتر»: «أسفر الاستخدام المتزايد للذخائر غير الموجهة عن دمار واسع النطاق بالمناطق كثيفة المباني في دونباس، ومن شبه المؤكد أنه تسبب في أضرار جانبية كبيرة وسقوط ضحايا مدنيين».

استمرار القتال

في السياق، توقع أحد مستشاري الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، استمرار الحرب مع روسيا لما يقارب نهاية العام الجاري. وقال المستشار الرئاسي ميخايلو بودولياك: «ربما تستمر الحرب من شهرين إلى ستة أشهر أخرى»، مشيراً إلى أنّ حجم مخزونات الأسلحة عامل رئيس. وأضاف إنّ عاملاً رئيساً آخر يتمثل في كيفية تغير الأجواء في أوروبا وأوكرانيا وروسيا، بمرور الوقت، موضحاً أنّه لن يكون هناك مفاوضات سلام، إلا إذا تغير الوضع على الأرض، وعندما تشعر روسيا بأنه ليس بمقدورها إملاء الشروط.

دور وساطة

على صعيد متصل، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: إن من الأهمية بمكان ألا تتعرض روسيا للإهانة، حتى يتسنى إيجاد حل دبلوماسي عندما يتوقف القتال في أوكرانيا، مضيفاً إنه يعتقد أن باريس ستلعب دور الوساطة لإنهاء الصراع. وأضاف ماكرون في حديث لعدد من الصحف الإقليمية: «يجب ألا نهين روسيا حتى نتمكن في اليوم الذي يتوقف فيه القتال من إيجاد مخرج عبر الوسائل الدبلوماسية، أنا مقتنع بأن دور فرنسا هو أن تكون قوة وسيطة، وقد قلت لبوتين: إنه يرتكب خطأ تاريخياً وجذرياً في حق شعبه، ونفسه والتاريخ».

Email