هل يستسلم ماكرون للضغوط ويزور كييف؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

زار رؤساء الوزراء البريطاني والكندي والبرتغالي، ووزير الخارجية الأمريكي، والرئيس البولندي، ورؤساء دول البلطيق، أوكرانيا... جميعهم باستثناء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي تترأس بلاده الاتحاد الأوروبي، ويقول رغم الضغوط إنه لن يذهب إلا «عندما يحين الوقت».

وسئل الرئيس الفرنسي الثلاثاء أيضاً عن هذا الموضوع، فردّ «جوابي نفسه دائماً. في الوقت المناسب، وفي الظروف المناسبة، سأقوم بهذه الرحلة».

في اليوم ذاته، ناشده وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، قائلاً «نرحب به، بغض النظر عن الوقت». وأضاف «سيكون من الجيد أن يأتي ماكرون خلال الرئاسة الفرنسية للاتحاد الأوروبي»، التي تنتهي في 30 يونيو الجاري. وزار ماكرون كييف في الثامن من فبراير، بعد يوم من لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، حين كثف جهوده لتجنب الصراع.

وزار رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، أوكرانيا في 21 أبريل الماضي، كما زارها رئيسا الحكومتين التشيكية والسلوفينية أيضاً، قبل نحو شهر.

وبرر ماكرون عدم زيارته لأوكرانيا في مارس وأبريل، بالحملة الرئاسية في فرنسا. واعتبر الرئيس السابق فرنسوا هولاند، الأربعاء، بعد يومين من زيارة وزيرة الخارجية الفرنسية الجديدة، كاترين كولونا، إلى كييف، أنه «كان بإمكانه فعل ذلك غداة انتخابه (إعادة انتخابه في 24 أبريل). وحان الوقت لذلك».

وليس ماكرون الزعيم الأوروبي الوحيد الذي لم يزر أوكرانيا.

فقد رفضت كييف زيارة الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، الذي تعتبره قريباً جداً من موسكو، في مطلع أبريل، عندما أراد الذهاب إلى أوكرانيا، إلا أنّ المستشار أولاف شولتس، لم يقم بالخطوة بعد، ولا رئيس الحكومة الإيطالي.

وتعد ألمانيا وفرنسا وإيطاليا الاقتصادات الرئيسة الثلاثة في الاتحاد الأوروبي. وتعتمد برلين وروما بشكل كبير على المحروقات الروسية.

وقال الباحث فرانسوا هايسبورغ من مؤسسة البحوث الاستراتيجية، إن «الثلاثة الذين لم يذهبوا معروفون جداً». وتابع «هؤلاء هم الثلاثة الذين يُنظر إليهم على أنهم الأكثر مرونة» مع روسيا. وأضاف هايسبورغ أنهم عن صواب أو خطأ، يريدون إنهاء القتال سريعاً، رغم أن ماكرون يقول دائماً إن شروط أي اتفاق سلام ستعتمد على أوكرانيا.

وأمضى الرئيس الفرنسي ساعات على الهاتف مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وكذلك مع بوتين، الذي يحافظ على علاقات معه.

وحذر ماكرون من «التصعيد اللفظي»، ومن أي رغبة في «إذلال» روسيا خلال عملية بناء سلام محتملة.

ورد عليه وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، أن «الدعوات إلى تجنب إذلال روسيا تؤدي فقط إلى إذلال فرنسا أو أي بلد آخر».

وقال زيلينسكي في منتصف مايو «أعلم أنه يريد إحراز نتائج في الوساطة بين روسيا وأوكرانيا، لكنه لم يحقق أي نتيجة». وكان زيلينسكي أظهر قسوة تجاه الرئيس الفرنسي، مشيراً إلى أنه كان يخاف من بوتين.

Email