100 يوم على حرب أوكرانيا... كارثة غذاء وشيكة تهدد العالم

ت + ت - الحجم الطبيعي

مرت 100 يوم على حرب أوكرانيا، ولم تَعُد تطوّرات الميدان هي الهمّ الرئيس الذي يشغل العالم اليوم، بل تداعيات هذه الحرب على إمدادات الغذاء، حيث تسببت بمخاطر جسيمة على الأمن الغذائي العالمي، ولا يزال الوضع متقلباً للغاية، ويجلب حالة من عدم اليقين إلى سوق الحبوب العالمية، والتي تعاني بالفعل من تقلص العرض، خصوصاً من روسيا وأوكرانيا اللتين تخوضان حرباً عطلت سلسلة إمدادات الغذاء، في عالم يعيش وضعاً «هشاً» بالفعل بسبب جائحة كورونا وتغير المناخ. حيث يتسم في أفق المشهد العالمي ملامح أزمة غير مسبوقة على الصعيد الغذائي بسبب إطالة أمد الصراع. 

 تعالت التحذيرات الغربية من مجاعة تتهدّد العالم، نتيجة نقص إمدادات الغذاء، والتي تحمّل الولايات المتحدة وحلفاؤها، روسيا، المسؤولية عنه، بفعل «عرقلتها الصادرات الزراعية الأوكرانية»، فيما تتهم موسكو واشنطن بتأجيج الحرب بمد كييف بأسلحة دون البحث عن فرص لتحقيق السلام، في وقت تضخّم أسعار الغذاء الذي يعاني منه المستهلكون في العالم حالياً، بما ينذر بأزمة شاملة، من المحتمل أن تفوق شِدّتها تداعيات جائحة كورونا.

 تحذيرات

 ففي 18 مايو الماضي حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غويتريش من الأشهر المقبلة ومنظور النقص في الغذاء العالمي، والذي قد يظل قائماً لمدة سنوات مقبلة. فزيادة أسعار المواد الغذائية رفعت أعداد الناس الذين لا يحصلون على ما يكفيهم من 440 مليون نسمة إلى 1.4 مليار شخص. وهناك 250 مليون شخص يعيشون على حافة المجاعة. ولو استمرت الحرب لمدة طويلة وتأثرت الإمدادات من روسيا وأوكرانيا فسيعاني مئات الملايين من الفقر، على أن هذه التحذيرات، لا تعدو كوْنها محاولة لشرح الواقع بطريقة مبسّطة ومختزلة. جاء التحذير القاتم بعد أسبوع فقط من قول صندوق النقد الدولي إن الصراع في أوروبا يساهم في تخفيض اقتصادي لـ 143 دولة، ووصف ارتفاع معدلات التضخم بأنها خطر واضح وقائم على الاقتصاد العالمي.

 روسيا وأوكرانيا لاعبان أساسيان في سوق السلع العالمية، ووفقاً لمنظمة الفاو، فإن روسيا وأوكرانيا هما أكبر وخامس أكبر مصدرين للقمح في العالم، وهما مجتمعان يحتلان 29 في المائة من الناتج العالمي للشعير، و28 في المائة من القمح، و15 في المائة من الذرة، وتسببت الحرب في ارتفاع أسعار القمح بنسبة 53 في المئة منذ بداية العام، وقفزت بنسبة 6 في المئة في 16 في مايو.

 الهند وحظر التصدير

ومع استمرار الصراع في أوكرانيا، فقد نظرت بعض الدول إلى الهند كمصدر بديل للحبوب الأوكرانية، لكن نيودلهي حظرت، صادرات القمح إلى الخارج، بسبب مخاوفها المتعلقة بالأمن الغذائي ومع توقعات الصين بسوء محصولها من القمح هذا العام بسبب الأمطار وموجة الجفاف في القرن الأفريقي من المتوقع أن تزداد الأمور سوءاً.

 ومما يثير القلق كذلك هشاشة البلدان المستوردة للمواد الغذائية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والتي تعتمد بشكل كبير على أوكرانيا في توريد هذه المواد الغذائية. ويمكن أن يؤدي ذلك إلى ارتفاع معدلات تضخم أسعار المواد الغذائية المرتفعة بالفعل، إضافة إلى أن له نتائج وخيمة على البلدان منخفضة الدخل المستوردة للمواد الغذائية.

وحذرت الأمم المتحدة من أن انعدام الأمن الغذائي قد يؤدي إلى تفاقم الصراعات القائمة والأزمات الاقتصادية في العالم، وضمن قائمة البلدان المرشحة للتعرض للآثار الأولية لتلك الأزمة، تأتي دول الشرق الأوسط، التي تعتمد على القمح الروسي والأوكراني بنسب فاقت الـ80%.

Email