خطة السلام الإيطالية تصطدم بـ«الخط الأحمر» الروسي

جنديان روسيان على خط القتال في دونباس | رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تتكشف بعد تفاصيل الخطة الإيطالية المقترحة لحل الأزمة في أوكرانيا، التي يتم تداول أنباء بشأنها منذ أيام، ولم تنل حظها من النقاش الدولي بعد، ولقيت رفضاً قوياً من روسيا، بسبب اقتراح الخطة إعادة روسيا شبه جزيرة القرم لأوكرانيا، وهو خط أحمر بالنسبة لموسكو، فيما لم يصدر أي موقف من أوكرانيا تجاه الخطة الإيطالية.

واعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مقابلة بُثّت الخميس أن خطة السلام التي اقترحتها إيطاليا قبل أيام في شأن أوكرانيا ليست «جدّية»، وأكد لافروف أنه لم يعلم بمضمون الخطة إلا عبر الإعلام، إذ إن نص الاقتراح لم يُرسل إلى موسكو، وكان نائبه أندريه رودينكو قد قال الاثنين: إن روسيا تلقت خطة السلام، التي اقترحتها إيطاليا وتدرسها.

وقال لافروف في مقابلة مع قناة «آر تي» الروسية «يرد في (الخطة): «إن شبه جزيرة القرم ومنطقة دونباس تعودان إلى أوكرانيا مع حكم ذاتي واسع». وأضاف: «لا يمكن لسياسيين جديين يريدون نتائج، طرح أمور كهذه، من يقوم بذلك هم الذين يريدون الترويج لأنفسهم أمام ناخبيهم»، في انتقاد ضمني لوزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو.

وأعلن دي مايو الجمعة الماضي أن بلاده اقترحت على الأمم المتحدة تشكيل «مجموعة تيسير دولية» لمحاولة التوصل إلى وقف لإطلاق النار «خطوة بخطوة» في أوكرانيا. لم تنشر تفاصيل هذه الخطة بعد، لكن وفقًا لصحيفة «لا ريبوبليكا» الإيطالية فإن الوثيقة المفصلة التي سلمت للأمم المتحدة ووضعها دبلوماسيون من وزارة الخارجية الإيطالية تنص على أربع مراحل:

- وقف لإطلاق النار في أوكرانيا ونزع الأسلحة على الجبهة تحت إشراف الأمم المتحدة.

- مفاوضات بشأن وضع أوكرانيا التي ستنضم إلى الاتحاد الأوروبي وليس حلف شمال الأطلسي.

- اتفاقية ثنائية بين أوكرانيا وروسيا بشأن شبه جزيرة القرم ودونباس (ستتمتع هذه الأراضي المتنازع عليها بحكم ذاتي كامل مع الحق في ضمان أمنها ولكنها ستكون تحت سيادة أوكرانية).

- إبرام اتفاقية سلام وأمن في أوروبا متعددة الأطراف بهدف رئيسي هو نزع السلاح ومراقبة الأسلحة ومنع نشوب نزاعات.

ووصفت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية في وقت سابق خطة سلام إيطالية لأوكرانيا بأنها «خيال»، وقالت في إفادة أسبوعية، في إشارة إلى المبادرة الإيطالية، «لا يمكنكم إمداد أوكرانيا بالسلاح بيد، ووضع خطط لحل سلمي باليد الأخرى».

واليوم بحث رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الوضع في أوكرانيا، ولم يتطرق بيان الكرملين إلى المبادرة الإيطالية، خلال البيان الصحفي، الذي نشرته، وجاء في البيان: «لقد قدما (بوتين ودراجي) أيضاً تقييمات أساسية لعملية المفاوضات، التي جمدتها كييف».

ولم تعلق أوكرانيا على المبادرة الإيطالية، غير أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي انتقد بشدة اقتراحات بأن تتخلى بلاده عن أراض، وتقدم تنازلات لإنهاء الحرب مع روسيا، قائلاً: إن الفكرة تشبه محاولات استرضاء ألمانيا النازية في عام 1938. وانتقادات زيلنسكي تستهدف مقالاً نشرته هيئة تحرير صحيفة نيويورك تايمز في 19 مايو، وكذلك موقف السياسي الأمريكي المخضرم، هنري كيسنجر.

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن التوصل إلى سلام عن طريق التفاوض قد يتطلب اتخاذ كييف بعض القرارات الصعبة، نظراً لأن تحقيق نصر عسكري حاسم ليس بالأمر الواقعي، فيما اقترح وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس أن تسمح أوكرانيا لروسيا بالاحتفاظ بشبه جزيرة القرم، التي ضمتها في عام 2014.

وحثت إيطاليا والمجر الاتحاد الأوروبي على الدعوة صراحة إلى وقف إطلاق النار في أوكرانيا، وإجراء محادثات سلام مع روسيا، ما جعلهما على خلاف مع الدول الأخرى الأعضاء المصممة على اتخاذ موقف متشدد مع موسكو.

وقال أوليكسي أريستوفيتش مستشار زيلينسكي في وقت سابق: إن من الواضح أن بعض الدول الأوروبية تريد أن تقدم أوكرانيا تنازلات للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

Email