العبور إلى أمريكا.. رحلة طويلة معبّدة بالأشواك

ت + ت - الحجم الطبيعي

تمكّن جوسلين مع زوجته برلين الحامل في شهرها الرابع، من الدخول بطريقة قانونية من رينوسا في شمال المكسيك إلى ماك آلن في تكساس الأمريكية، ويأملان بأن يلد طفلهما الثاني في أكتوبر أمريكياً، بعدما عانيا للبحث عن حياة أفضل خارج هايتي. ويقول الزوجان إنهما سبق أن أُعيدا إلى بور أو برنس في 7 فبراير الماضي، إذ إنهما يحاولان الهروب من هايتي اعتباراً من 2015. ويقول جوسلين قبل عبوره من المكسيك إلى الولايات المتحدة: «إذا ولد ابني في الولايات المتحدة، سيكون ذلك أفضل لي وله».

ويضيف الأب الذي يحمل طفلاً نائماً يبلغ عاميْن: «وُلد طفلي الأول في تشيلي. هو يحمل الجنسية التشيلية. يمكنه العيش هناك من دون أي مشكلة. إذاً، إذا ولد ابني في الولايات المتحدة لن يحتاج إلى أي تأشيرة دخول!»، وتقول زوجته برلين البالغة من العمر 25 عاماً: «أريد حياة مستقرّة... أريد حياة أفضل من أجله. عانيت كثيراً».

تريد العائلة جمع مبلغ من المال للانضمام إلى أقاربها في ولاية جورجيا. ويرتبط مصير الكثير من المهاجرين بحصول أطفالهم على الجنسية في بلدان من القارة الأمريكية تكفل لهم حق الحصول على جنسيتها في حال ولدوا على أراضيها. وتروي كارولينا (اسم مستعار) أنها هربت من تيغوسيغالبا لإنقاذ أولادها الثلاثة.

وولد آخر أطفالها في أبريل في تاباشولا عند الحدود بين غواتيمالا والمكسيك. وعاش الطفل ثلث حياته في الاعتقال. وتتهم كارولينا المكتب المكسيكي للهجرة بأنه أوقفها 12 يوماً، في «عملية توقيف غير عادلة»، بحسب قولها. وتضيف وهي في مركز استقبال للمهاجرين في ريو غراندي: «كانوا يقولون إنهم لا يستطيعون ترحيلي لأن الطفل مكسيكي». وستمنحها سلطات الهجرة إقامة دائمة في المكسيك. لكن ذلك لا يهمّها، إذ تريد أن تنضمّ مع عائلتها إلى أب طفلها المقيم في هيوستن في ولاية تكساس.

ويؤكّد أحد أبنائها أنه جاهز ليسبح ليجتاز ريو غراندي (أو ما يُعرف بريو برافو في الجانب المكسيكي). لكن لن يكون بحاجة إلى ذلك، إذ تمكّنت كارولينا مع أبنائها من عبور الحدود بشكل شرعي صباح السبت، رغم أمر قاضٍ محافظ قبل يوم بالإبقاء على آلية «تايتل 42» المقيّدة لحركة الهجرة عبر الحدود البرية اتخذ في عهد دونالد ترامب.

وتُشكّل النساء الحوامل والأطفال الذين لم يدخلوا المدرسة، جزءاً مهماً من أكثر من ألفي مهاجر ينتظرون في رينوسا، بحسب الصحافة المحلية وصحافة تكساس.

Email