هل يعود الجمهوريون للصدارة.. بدون ترامب؟

ترامب وسط أنصاره في مانهاتن| أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

تتجدد آمال الحزب الجمهوري الأمريكي للعودة لاعتلاء الأغلبية، عبر انتخابات التجديد النصفي في نوفمبر المقبل، ثم السباق الرئاسي في 2024، ولكن بدون الرئيس السابق دونالد ترامب، خصوصاً في ظل تراجع شعبية الرئيس جو بايدن واحتمالات عدم خوضه السباق الرئاسي.

كان رهان الجمهوريين دائماً على ترامب، الذي اعتاد تصدّر المشهد، بسبب مواقفه السياسية المثيرة للجدل فضلاً عن تصريحاته النارية التي صنعت له «كاريزما» وبريقاً، لكن يبدو أن الجمهوريين صاروا يعيدون النظر في ترامب كونه لم يعد أفضل ما لديهم وربما تحول إلى عقبة أمام «حلم العودة» مرة أخرى.

بعض الجمهوريين، ومن بينهم المحلل السياسي المخضرم ريتشارد بوند، يذهب إلى القول إن جميع معارضي سياسات ترامب قد يرون أن زعامته للحزب الجمهوري قد انتهت.فترامب يواجه خصومات قانونية وتحقيقات ودعاوى حول الأدلة المحتملة بحدوث تآمر جنائي من قبل ترامب للتحريض على أحداث الشغب في 6 يناير عام 2021 من جانب أنصاره أمام الكونجرس وداخله.

ترامب رقمياً

وبعد أن كان ترامب نجم منصات التواصل الاجتماعي، بعدد من المتابعين يتجاوز 88 مليوناً على «تويتر» و35 مليوناً على «فيسبوك»، قبل أحداث الشغب، بات يواجه نتائج كارثية في إنشاء منصاته الرقمية للتعبير عن آرائه، حيث أغلق مدونته التي بعنوان «من مكتب دونالد ترامب» بعد 29 يوماً بسبب ما يصفه معاونوه بتضاؤل أعداد القراء و«الإعلام السلبي» أو الهجومي. كما منيت شبكته الخاصة للتواصل بالفشل لضعف الكفاءة والعيوب الفنية.

وسيوضح موسم التمهيد لانتخابات التجديد النصفي مدى تأثير ترامب على صفوف حزبه، رغم أنه سينسب لنفسه الفضل في أي فوز للمترشحين عن الحزب بالكونجرس ممن يدعمهم، حسب بوند.

ومما يؤكد تراجع حظوظ ترامب في عيون أنصار الحزب ما أظهره استطلاع لشبكة إن بي سي مؤخراً من أن تأييدهم لترامب لا يتجاوز 36%. ويضاف لذلك امتداح ترامب المبكر للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا ووصفه للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه «ذكي للغاية».

وحسب استطلاع أجرته مؤخراً جامعة كوينيبياك الأمريكية فإن 64% يؤيدون أوكرانيا ويرفضون العملية الروسية، وهو ما يتسبب بفجوة بين ترامب ومواطنيه. أما المرشحون الجمهوريون المحتملون الأقوى في مواجهة ترامب مثل نائبه السابق مايك بنس وحاكم فلوريدا رون ديسانتيس والسيناتور تون كوتون فزادت خلافاتهم مع ترامب مؤخراً حول قضايا مثل أوكرانيا وجائحة كورونا والجريمة.

قرار الترشّح

المنافسون المحتملون من الجمهوريين، ومنهم تيد كروز ماركو روبيو عضوا مجلس الشيوخ، والسفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي ووزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو، قد ينتظرون حتى يعلن ترامب نواياه للترشح.

لكن آخرين مثل الحاكم السابق لنيوجيرسي كريس كريستي وحاكم ميريلاند لاري هوجان فقد يقفزان للمنافسة قبل أن يعلن ترامب قراره.

عامل واحد قد يكون فاصلاً في أن يعصف بفرص ترامب، وهو أن يعلن بايدن، وهو أمر محتمل حسب توقع الكثيرين، عدم الترشح، رغم تلويحه بإمكانية المنافسة إذا كان بصحة جيدة.

فقد يؤدي عدم ترشح بايدن لقلب حسابات ترامب، وتضاؤل رغبته القوية لمباراة انتقامية جديدة معتقداً أنه سوف يحقق النصر، كما قد تخلو الساحة للجميع، في رأي بوند، ما قد يؤدي لإعادة حسابات الحزب الجمهوري مجدداً بعيداً عن ترامب.

Email