استطلاع «البيان »

دعم المتضررين كفيل بمواجهة الأمن الغذائي

ت + ت - الحجم الطبيعي

أطلقت الأمم المتحدة تحذيرات من تأثيرات الحرب في أوكرانيا وانعكاساتها على الأمن الغذائي العالمي، وأهمية المحافظة على أداء سلاسل الإمدادات العالمية، كما أكد تقرير للأمم المتحدة أنه على مدى السنوات الثلاث الأخيرة، ظلت معدلات الجوع والمجاعة في ارتفاع. ومع الأزمة الأوكرانية، يواجه العالم خطر مجاعة وشيكة وجوع في المزيد من الأماكن حول العالم. وعبر استطلاع طرحته «البيان» على موقعها الإلكتروني وحسابها في «تويتر» أكد المشاركون أن معالجة انعدام الأمن الغذائي في العالم تتطلب دعماً فورياً للمتضررين بـ54 في المئة على الموقع و53.7 في المئة على «تويتر». فيما طالب 46 في المئة في الموقع و46.3 في المئة في «تويتر» بإنشاء صندوق عالمي.

وفي قراءة لنتائج الاستطلاع، أكد وزير الزراعة الأردني الأسبق د. عاكف الزعبي أن علاج أزمة الأمن الغذائي يبدأ من خلال تنفيذ إرادة دولية مشتركة تترجم على البرامج المعنية بمواجهة هذه الأزمة، التي ترتبط بأزمات أخرى، فالأصل في إنتاج الغذاء هو الموارد، التي تعاني الاستنزاف.

وأضاف الزعبي قائلاً: «إن أزمة الأمن الغذائي مرتبطة أيضاً بازدياد سكان العالم إذ يزداد العدد في كل عام 100 مليون نسمة، وهنالك شك في أنه لا يستطيع التطور في التكنولوجيا أن يغطي العجز الحاصل في الإنتاج، ويجب الأخذ في الحسبان قضية التغير المناخي التي لها أثر كبير ومن هنا فإن العلاج يجب أن يركز على تطوير التكنولوجيا الزراعية ووقف التدهور والاستنزاف الحاصل في الموارد».

هاجس الجميع
بدوره، يشير أستاذ الاقتصاد في جامعة اليرموك، د. قاسم الحموري إلى أن قضية الانعدام الغذائي قضية قديمة حديثة، وقضية تشكل هاجساً لجميع دول العالم، بالرغم من أنّ الدول النامية الدول الأكثر تأثراً بها، ومنذ عهد العالم الاقتصادي توماس مالتوس الذي دق جرس تبعات التكاثر السكاني، إذ حذر من اختلال التوازن بين عدد السكان من جهة وإنتاج الغذاء اللازم لإطعامهم من جهة أخرى، فالسكان بحسب وجهة نظره يتكاثرون وفقاً لمتتالية هندسية، بينما ينمو إنتاج الموارد الغذائية وفقاً لمتتالية حسابية.

وأشار الحموري إلى أن دول العالم تحتاج إلى تفعيل عدة إجراءات وبداية فمشكلة الأمن الغذائي ترتبط بشكل وثيق بالصراعات وقضايا المناخ، ولا يمكن تعزيز التعاون بين الدول من دون إيجاد حلول جذرية لتلك القضايا، وأيضاً يجب توزيع الدخل والثروات على مستوى الدول وأيضاً العالم، فهنالك طبقات لديها فائض من الغذاء وأخرى تعاني العجز، علاوة على الاهتمام بالقطاع الزراعي من خلال توفير الدعم للمزارع والمنتج.

وختم الحموري تصريحاته قائلاً: «أزمة الغذاء أزمة لها أثر في جميع المجتمع الدولي، ومن هنا تأتي ضرورة التعاون والتحرك، فهذه الدول التي لديها فائض معنية بدرجة كبيرة في إيجاد الحلول المشتركة، فهي أزمة تنذر بمشكلات اقتصادية واجتماعية خطيرة من فقر وجوع، وبروز ظواهر مجتمعية سيئة كالتشرد والتسول والجريمة والتطرف والتي من الممكن أن تمتد للدول الأخرى».

Email