توقعات بأن تتمسك أوبك+ بالاتفاق الحالي رغم المخاوف بشأن الطلب

أسعار النفط تزيد مكاسبها.. الخام الأمريكي يقفز 5 دولارات

ت + ت - الحجم الطبيعي

سجلت أسعار النفط ارتفاعات قوية اليوم الأربعاء، بعدما أظهرت بيانات أمريكية انخفاضاً حاداً في مخزونات الخام الأمريكية، وكذلك بعدما كشف الاتحاد الأوروبي عن حزمة عقوبات جديدة ضد روسيا تتضمن حظر نفطها.

وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت القياسي حوالي 5 دولارات إلى 109.96 دولارات للبرميل، بينما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 3.9% إلى 107.62 دولارات للبرميل.

وأفاد معهد البترول الأمريكي أمس بأن مخزونات الخام الأمريكية تراجعت بـ3.48 ملايين برميل الأسبوع الماضي، ما يظهر تراجع الإمدادات في أكبر مستهلك للنفط في العالم.

وأعلنت المفوضية الأوروبية العديد من العقوبات ضد روسيا، تتضمن الحظر التدريجي للخام الروسي في غضون ستة أشهر، وحظر المنتجات المكررة بحلول نهاية 2022.

وقالت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين: يجب أن نفعل ما في وسعنا لتقييد الإيرادات التي يمكن لروسيا أن تحصل عليها من بيع النفط.

وأضافت يلين: تحرك الاتحاد الأوروبي لقطع واردات النفط الروسي قد يدفع أسعار الخام للارتفاع.. نحتاج أن نتدبر كيف يمكن إنجاز هذا الأمر.

«أوبك+»

قال مصدران في أوبك+ إن اللجنة الفنية المشتركة للتحالف الذي يضم كبار منتجي النفط اختتم اجتماعه اليوم الأربعاء وأبقى على توقعاته لنمو الطلب بدون تغيير.

وفي وقت سابق اليوم، قال أربعة مندوبين من أوبك+ لرويترز إنه من المنتظر أن يتفق وزراء المجموعة في اجتماعهم غداً الخميس على زيادة المستويات المستهدفة لإنتاج النفط بمقدار 432 ألف برميل يومياً لشهر يونيو.

وبموجب اتفاق تم التوصل إليه في يوليو العام الماضي، من المقرر أن يزيد التحالف مستهدفات الإنتاج بواقع 432 ألف برميل يومياً كل شهر حتى نهاية سبتمبر، لإنهاء تخفيضات الإنتاج المتبقية.

في أواخر مارس، وافق التحالف على المضي قدماً في زيادة الإنتاج المزمعة لشهر مايو.

يأتي اجتماع أوبك+ هذا الأسبوع على خلفية إعلان رئيسي من الاتحاد الأوروبي الذي اقترح اليوم الأربعاء فرض حظر تدريجي على النفط الروسي، في أشد إجراءاته صرامة حتى الآن لمعاقبة موسكو على حربها في أوكرانيا.

وقال الأمين العام لمنظمة أوبك محمد باركيندو، في كلمة اطلعت عليها رويترز، إلى اجتماع اللجنة الفنية المشتركة لأوبك+ الذي ينعقد اليوم، إنه لا يمكن لمنتجين آخرين تعويض الإمدادات الروسية.

وأضاف قائلاً: «ما هو واضح أن صادرات روسيا من النفط والصادرات السائلة الأخرى التي تزيد على سبعة ملايين برميل يومياً لا يمكن تعويضها من أماكن أخرى. الطاقة الإنتاجية الفائضة غير موجودة».

لكنه قال: «ومع ذلك، من الواضح أن خسارتها المحتملة، سواء من خلال العقوبات أو الإجراءات الاختيارية، تؤثر على أسواق الطاقة».

وقفزت أسعار النفط بأكثر من أربعة في المئة بفعل الإعلان الذي صدر من الاتحاد الأوروبي، مع ارتفاع خام برنت إلى ما يقرب من 110 دولارات للبرميل.

فائض الإمدادات

أظهر تقرير اطلعت عليه رويترز اليوم الأربعاء أن تحالف أوبك+ يتوقع فائضاً قدره 1.9 مليون برميل يومياً في 2022، بزيادة 600 ألف برميل يومياً عن تقديرات سابقة.

وتوقع التقرير، الذي تم إعداده قبل اجتماع اللجنة الفنية المشتركة لأوبك+ أيضاً أن تتجاوز مخزونات النفط في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في الربع الأخير، المتوسط في 2015-2019 بشكل طفيف.

ويعكس تعديل التقديرات توقعات بنمو أضعف للطلب على النفط اعتمدتها منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» في تقريرها الشهري عن الخام لشهر أبريل.

وتتوقع أوبك الآن أن ينمو الطلب العالمي على النفط في 2022 بمقدار 3.67 ملايين برميل يومياً، بانخفاض 480 ألف برميل يومياً عن توقعاتها السابقة. وقال باركيندو إن عمليات الإغلاق الصينية تحد من استخدام وقود النقل والمواد البتروكيماوية.

وقال للجنة الفنية: «لقد أثر ذلك على الطلب على النفط، إذ يشير البعض إلى أن البلاد تواجه أكبر صدمة في الطلب على النفط منذ أوائل عام 2020».

وأظهرت البيانات أن أوبك+ تتوقع أن يبلغ متوسط إنتاج النفط من الدول غير الأعضاء في منظمة أوبك 18.2 مليون برميل يومياً، وهو تعديل يقل بمقدار 600 ألف برميل يومياً عن التوقعات السابقة، مما يعكس جزئياً تراجع الإمدادات الروسية.

وأظهرت وثيقة لوزارة الاقتصاد الروسية اطلعت عليها رويترز أن روسيا تتوقع أن ينخفض إنتاجها بما يصل إلى 17 بالمئة في 2022.

وبحسب الوثيقة، قد ينخفض إنتاج النفط الروسي إلى ما بين 433.8 مليوناً و475.3 مليون طن، أو ما يعادل ما بين 8.68 ملايين و9.5 ملايين برميل يومياً في عام 2022، هبوطاً من 524 مليون طن في عام 2021.

مخزونات النفط الأمريكية

قالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية اليوم الأربعاء إن مخزونات النفط في الولايات المتحدة سجلت زيادة مفاجئة الأسبوع الماضي، كما تراجعت مخزونات البنزين ونواتج التقطير.

وأضافت الوكالة الحكومية أن مخزونات الخام الأمريكية ارتفعت 1.3 مليون برميل على مدار الأسبوع المنتهي في 29 أبريل، لتصل إلى 415.7 مليون برميل، مقارنة بتوقعات محللين في استطلاع أجرته رويترز، والتي كانت تشير إلى انخفاض قدره 829 ألف برميل.

وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة أن مخزون الخام في مركز التسليم في كاشينغ بولاية أوكلاهوما زاد بمقدار 1.4 مليون برميل.

وتراجع استهلاك مصافي التكرير الأمريكية للخام بمقدار 218 ألف برميل يومياً الأسبوع الماضي مع انخفاض معدلات تشغيل المصافي 1.9 نقطة مئوية.

وأظهرت البيانات أن مخزونات البنزين الأمريكية هبطت 2.2 مليون برميل الأسبوع الماضي إلى 228.6 مليون برميل، بينما كان من المتوقع أن تنخفض 589 ألف برميل.

وهبطت مخزونات نواتج التقطير، التي تشمل الديزل وزيت التدفئة، بمقدار 2.3 مليون برميل الأسبوع الماضي إلى 104.9 ملايين برميل مقابل توقعات بانخفاض قدره 1.3 مليون برميل.

وقالت إدارة معلومات الطاقة إن صافي واردات الولايات المتحدة من النفط الخام ارتفع الأسبوع الماضي بواقع 545 ألف برميل يومياً إلى 2.76 مليون برميل يومياً.

واردات الهند من الخام الروسي

ودافعت الهند اليوم الأربعاء عن استمرار مشترياتها من النفط الروسي، قائلة إنها جزء من مسعى طويل الأجل لتنويع إمداداتها، ومجادلة بأن وقفاً مفاجئاً للواردات سيرفع الأسعار العالمية ويلحق ضرراً بالمستهلكين المحليين.

وتحت إغراء خصومات، اشترى ثالث أكبر مستورد للخام في العالم نفطاً من روسيا منذ أن غزت أوكرانيا أكثر من ضعفي ما اشتراه في عام 2021 بكامله في الوقت الذي دفعت عقوبات غربية كثيرين من مستوردي النفط إلى تحاشي التجارة مع موسكو.

واقترح الاتحاد الأوروبي، أكبر مشترٍ للطاقة الروسية، اليوم الأربعاء إنهاءً تدريجياً لواردات الخام الروسي في غضون ستة أشهر والمنتجات المكررة بحلول نهاية 2022.

وفي دفاع عن استراتيجيتها، أوضحت الهند أن دولاً أوروبية تواصل استيراد كميات أكبر بكثير من النفط من روسيا، وأن الخام الروسي يشكل نسبة ضئيلة من استهلاك البلاد.

وقالت وزارة البترول والغاز الطبيعي: «الهند تعاني من دفع أسعار تتزايد بشكل مستمر يتقاضها بعض مورّدي النفط، وهو ما يدفع الهند لتنويع مصادرها للشراء».

ولتوسيع سلة إمداداتها، قالت الهند إن شركاتها تشتري الطاقة من روسيا منذ بضع سنين بكميات متباينة.

وقالت الوزارة في بيان: «الهند كمشترٍ ضخم للنفط الخام إذا تراجعت بشكل مفاجئ الآن عن مصادرها المتنوعة وركزت على المصادر المتبقية في سوق مكبوحة بالفعل، فإنها ستقود إلى مزيد من التقلبات وعدم الاستقرار وإلى زيادة حادة في الأسعار الدولية».

وأضافت الوزارة: «على الرغم من محاولات لرسم صورة مغايرة، فإن مشتريات الطاقة من روسيا تبقى ضئيلة جداً مقارنة بمجمل استهلاك الهند. صفقات الطاقة المشروعة للهند لا يمكن تسييسها. تدفقات الطاقة لم تفرض عليها عقوبات حتى الآن».

وروسيا هي أكبر مورّد للأسلحة للهند، ولم تندد نيودلهي علناً بما تسميه موسكو عمليتها العسكرية الخاصة في أوكرانيا.

وتحصل الهند على معظم حاجاتها من الطاقة من غرب آسيا ومن الولايات المتحدة، التي عرضت بيع المزيد لدفع نيودلهي للابتعاد عن موسكو. ويستهلك ثالث أكبر اقتصاد في آسيا حوالي خمسة ملايين برميل من النفط الخام يومياً، واشترى ما لا يقل عن 40 مليون برميل من النفط الروسي في الشهرين الماضيين.

Email