أزمة أوكرانيا..موسكو ترمي كرة السلام في ملعب كييف

أوكرانيون غادروا المناطق الساخنة ووصلوا إسبانيا | أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

اتهم الكرملين، اليوم، أوكرانيا بالتراجع عن التزامات قطعتها خلال محادثات السلام، وقال إن ذلك له تبعات سلبية على المفاوضات، في وقت توشك مدينة ماريوبول الاستراتيجية على السقوط، وقد اتفق الجانبان الروسي والأوكراني على فتح ممرات آمنة لخروج المدنيين منها.

وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين إن وتيرة المحادثات لم تعد جيدة بما يكفي وإن الكرة في ملعب كييف بعد أن سلمت روسيا وثيقة للجانب الأوكراني. وأضاف أن موسكو تنتظر رداً. وكان كبير المفاوضين الأوكرانيين قال الثلاثاء إن من الصعب التنبؤ بموعد استئناف محادثات السلام.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن روسيا فقدت الثقة في الجانب الأوكراني المفاوض، معتبرة أن واشنطن وحلف الناتو هما من يديران العمليات في أوكرانيا وليس رئيسها فولوديمير زيلينسكي. واستطردت: «ليست هناك حاجة للحديث عن استقلال زيلينسكي سواء الآن أو قبل ذلك»، وقالت إنه لا يسيطر على الوضع في البلاد. ونقل موقع قناة «آر تي عربية» عن المتحدثة القول: «فقدنا الثقة تجاههم منذ فترة طويلة... من جانب مكتب رجل يسمي نفسه رئيس أوكرانيا ويتمتع بالسلطات المناسبة، تم تقديم طلب إلينا لإجراء مفاوضات، ولم ترفض روسيا هذا الطلب. ثم، كما هو الحال دائماً، بدأ السيرك، حرفياً ومجازياً، من جانب نظام كييف: أولاً يأتون، ثم لا يأتون، وأحياناً يشاركون، وأحياناً لا يشاركون».

ويبدو أن مدينة ماريوبول الاستراتيجية في جنوب شرقي أوكرانيا، على وشك السقوط بأيدي الروس الذين يكثفون عمليتهم العسكرية في شرق وجنوب البلاد. وأكد قائد للعسكريين الأوكرانيين المحاصرين في المدينة «ربما نعيش أيامنا الأخيرة إن لم تكن ساعاتنا الأخيرة». وكتب سيرغوي فولينا من اللواء 36 في البحرية على فيسبوك أن «عدد العدو أكبر من عددنا بعشر مرات... نناشد كل قادة العالم ونرجوهم مساعدتنا. نطلب منهم استخدام إجراءات الانتشال ونقلنا إلى أراضي دولة ثالثة».

وأوضحت وزارة الدفاع الأوكرانية أن الجيش الروسي «يركز الجزء الأكبر من جهوده على الاستيلاء على ماريوبول ومواصلة محاولاته بالقرب من مصنع آزوفستال للصلب». وقال موالون لموسكو في منطقة دونيتسك - حيث تقع ماريوبول - إن خمسة جنود أوكرانيين يدافعون عن مصنع الصلب ألقوا أسلحتهم وأنه تم إجلاء 140 مدنياً.

إنذار جديد

كما وجهت روسيا ، إنذاراً جديداً للمقاتلين من أجل الاستسلام. ويتقدم آلاف الجنود الروس المدعومين بقصف المدفعية والصواريخ فيما وصفه المسؤولون الأوكرانيون بمعركة دونباس. وقالت وزارة الدفاع الروسية «القوات المسلحة الروسية، انطلاقاً من مبادئ إنسانية بحتة، تقترح مرة أخرى أن يوقف مقاتلو الكتائب القومية والمرتزقة الأجانب عملياتهم العسكرية ابتداءً من الساعة 1400 بتوقيت موسكو في 20 أبريل ويلقون السلاح».

وأعلنت روسيا أنها فتحت ممراً يفترض أن يسمح للقوات الأوكرانية التي تقرر الاستسلام بمغادرة ماريوبول، فيما أعلنت كييف أنها توصّلت إلى اتفاق مع روسيا حول ممرّ إنساني لخروج مدنيين من المدينة. وقالت إيرينا فيريشتشوك نائبة رئيس الوزراء الأوكراني في رسالة عبر تلغرام، «توصّلنا إلى اتفاق مبدئي حول ممرّ إنساني للنساء والأطفال وكبار السنّ».

وقال رئيس بلدية ماريوبول فاديم بويتشينكو إن كييف تأمل في إجلاء ستة آلاف من النساء والأطفال وكبار السن من المدينة إذا صمد اتفاق مبدئي جرى التوصل له مع روسيا. وأضاف بويتشينكو، الذي سبق أن غادر المدينة، أن 90 حافلة تنتظر للتوجه للمدينة الساحلية المدمرة جنوبي البلاد.

وإذا صمد الاتفاق وتم تنفيذه فسيكون أول ترتيب يتم التوصل له لتوفير ممر آمن للمدنيين منذ 5 مارس.

ومن شأن السيطرة عليها أن تمنح روسيا تحكماً كاملاً في ساحل بحر آزوف وممراً برياً يربط البر الروسي الرئيسي بمناطق سيطرة الانفصاليين الذين تدعمهم روسيا في الشرق مع شبه جزيرة القرم.

قصف بالجنوب

وذكر صحافيون أن القصف تكثف في الجنوب وهو جبهة أخرى. وشهدت قريتا مالا توكماشكا وأوريخيف تصاعداً في القصف. وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن القوات الجوية الروسية أطلقت «صواريخ عالية الدقة» وقامت بتحييد 13 موقعاً محصناً للجيش الأوكراني، داعية المقاتلين الأوكرانيين إلى الاستسلام. وأضافت في بيان «لا تعاندوا القدر واتخذوا القرار الصحيح الوحيد بوقف العمليات العسكرية وإلقاء السلاح».

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) جون كيربي لصحافيين الثلاثاء، إن الأوكرانيين «لديهم اليوم عدد من الطائرات المقاتلة بتصرفهم أكبر مما كان قبل أسبوعين». غير أن قيادة القوات الجوية الأوكرانية قالت إنها «لم تتسلم طائرات جديدة» بل «قطع غيار لإصلاح الطائرات الموجودة».

وكانت بولندا اقترحت نقل مثل طائرات ميغ 29 عبر قاعدة أمريكية في بداية مارس، لكن الولايات المتحدة اعترضت خوفاً من أن تعتبر موسكو ذلك مشاركة مباشرة تتجاوز الحدود من قبل حلف الناتو في النزاع.

Email