عروض دمى وقراءات شعرية في ملاجئ خاركيف الأوكرانية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يقدّم اثنان من محركي الدمى، عروضاً داخل محطة مترو في مدينة خاركيف الأوكرانية، تُستخدم ملجأ من الغارات الجوية في شمال شرق أوكرانيا، مرفهين بذلك عن الأطفال وذويهم وسط أجواء الحرب. ويستخدم أنتون أندريوشينكو، وزميلته أولكساندرا شليكوفا، في عروضهما مجموعة واسعة ومتنوعة من الدمى، بينها ملك ذو شارب وقطيع من الماشية، يبث الفنانان الحياة فيها ليرويا قصة أميرات «مختلفات».

ويحاول الاثنان من خلال عروضهما، جعل الأطفال وأولياء أمورهم ينسون جولات القصف الروسي التي تتوالى على ثاني أكبر مدن أوكرانيا.

وينتزع أنتون وأولكساندرا بواسطة هاتفيهما المحمولين، بعض الضحكات وآهات التعجب من الجمهور في خضم الخوف من القذائف المتساقطة. وفي ختام العرض، تنحني أولكساندرا أمام الجمهور الصغير، وتدعو الأطفال للتقدّم من أجل اللعب بالدمى.

وترى شليكوفا أن في الأداء الحي دائماً قدراً من المشاعر المرتبطة باللحظة الراهنة، مضيفة: «نتبادل مشاعرنا ونستعيد مزاجنا الجيد، يصعب وصف ذلك، فعلى المرء أن يشعر به». وتشير أوكسانا، إلى أن عرض الدمى يوفّر بارقة في ظلمة الملجأ. وتلاحظ هذه الأم التي حضرت العرض مع ابنتيها، أن ما يتسم به من «واقعية فكاهة» يجعل المشاهد سعيداً وتعيد إليه البسمة وبعض الحيوية.

ومع أن اوكسانا تمكث مع ابنتيها في ملجأ آخر تحت الأرض، لم تتردد في الانتقال إلى المسرح القريب، حرصاً على عدم تفويت العرض. وتقول: «من يحضره يتذكر القصص مما يساهم في تغيير الطريقة التي ينظر بها إلى العالم».

وفي ملجأ من الطوب الأبيض، تتراكم فيه الأسرّة المرتجلة في مكان آخر من المدينة، يقام نشاط من نوع مختلف، هو عبارة عن قراءات شعرية. ويتولى سيرغي يادان، قراءة بضعة أبيات من الشعر بصوت عالٍ، ترافقه موسيقى في الخلفية، في ضوء نيون أرجواني، أمام جمهور محدود يتابع المونولوغ الغنائي والسريالي المطعّم بشخصيات حيوانية غامضة.

وتشكّل هذه القصيدة «تهويدة قاسية» مستوحاة من كتاب للأطفال، على ما يشرح يادان، وهو أحد أبرز الوجوه على الساحة الأدبية في أوكرانيا التي يحظى فيها الشعر بمكانة كبيرة واهتمام واسع. ويرى يادان، أن الإنسان لا يستطيع أن يعيش في ظل الحرب وحدها فمن المهم جداً للأوكرانيين سماع كلمة ما، والتمكن من الغناء معاً، والتعبير عن مشاعر معينة.

Email