الصين تسجل نمواً.. لكن التحديات كبيرة

عامل في مصنع للإطارات بإقليم شينغيانغ| أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

حققت الصين نمواً تجاوز التوقعات في الربع الأول من العام الحالي بنسبة بلغت 4.8% وفق ما أفاد المكتب الوطني للإحصاء، مدفوعاً بزيادة الإنفاق لمناسبة رأس السنة القمرية وازدياد نمو الإنتاج الصناعي. لكن مصادر رسمية حذرت من «تحديات كبيرة» قادمة في ظل إغلاق مدن كبرى لمكافحة تفشي كوفيد 19. والنسبة المتحققة ما زالت أقل من الهدف الذي وضعته الصين، وهو 5.5 على مدار العام 2022.

لكن الأسابيع المقبلة تبدو صعبة بالنسبة للاقتصاد في ظل نهج بكين الصارم في مكافحة كوفيد، الذي عطّل سلاسل التوريد، بينما فُرضت تدابير إغلاق طالت عشرات ملايين الأشخاص بما في ذلك في مدينتي شنغهاي وشنتشن، اللتين تعتبران مقراً للنشاط الاقتصادي إلى جانب جيلين، أهم مدينة منتجة للحبوب في شمال شرق البلاد.

وقال الناطق باسم المكتب الوطني للإحصاء فو لينغوي: «مع تزايد تعقيد البيئة المحلية والدولية وضبابيتها، تواجه التنمية الاقتصادية صعوبات وتحديات كبيرة».

وقال كبير خبراء الاقتصاد الصيني لدى «أكسفورد إيكونوميكس» تومي وو، في مذكرة: «إن بيانات النشاط لشهر مارس تشير إلى أن الاقتصاد الصيني تباطأ، خصوصاً بالنسبة إلى استهلاك العائلات». وأشار إلى أن حكومة الصين المركزية تحاول الموازنة بين «تقليص الاضطرابات والسيطرة على آخر موجة إصابات بكوفيد»، لكنه حذّر من انعكاسات ذلك على النشاط الاقتصادي خلال مايو، إن لم يكن لأبعد من ذلك.

في السياق، تسعى الصين لإعداد قوائم بيضاء للشركات العاملة في مجالات السيارات، والدوائر الإلكترونية المتكاملة، والإلكترونيات الاستهلاكية، والأغذية، وتصنيع المعدات، والقطاعات الطبية، وكذلك شركات التجارة الخارجية. وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا» أن هذا يأتي ضمن الجهود التي تهدف للحفاظ على استقرار سلاسل التوريد.

كما بدأت شركات، من بينها تسلا، الاستعداد لإعادة فتح مصانعها في شنغهاي، حيث تسرع المدينة الأكثر اكتظاظاً بالسكان في الصين جهود العودة إلى الحياة الطبيعية بعد إغلاق استمر ثلاثة أسابيع.

وقال مصدران لرويترز إن تسلا استدعت العمال إلى مصنعها في شنغهاي استعداداً لإعادة التشغيل. وأعلنت سايك موتور، الشريك الصيني لشركتي فولكسفاجن وجنرال موتورز، أنها ستبدأ في اختبار خطط استئناف إنتاجها اليوم الاثنين. وتعمل شنغهاي على تسريع وتيرة الفحوص ونقل الحالات الإيجابية والمخالطين لها إلى مراكز العزل لتحقيق هذا الهدف.

في المقابل، سجلت الصين أكبر تراجع لإنفاق المستهلكين، وأسوأ معدل بطالة منذ الأشهر الأولى لجائحة كورونا.

وذكرت وكالة بلومبرغ للأنباء أن إحصاءات شهر مارس الماضي تزامن معها نمو أقوى من المتوقع لإجمالي الناتج المحلي خلال الربع الأول ليصل إلى 4.8%، وهي النسبة التي لا تعكس النطاق الكامل للضرر الاقتصادي الناجم عن إجراءات الإغلاق في مدينة شنغهاي وأماكن أخرى منذ منتصف الشهر الماضي.

وقد انكمشت مبيعات التجزئة في مارس الماضي لأول مرة منذ 2020، بانخفاض بنسبة 3.5% مقارنة بعام 2019. كما ارتفع معدل البطالة إلى 5.8%، فيما يعد أعلى مستوى منذ مايو 2020.

وفي ظل التوقعات باستمرار ظهور بؤر تفشٍ لفيروس كورونا، فمن المرجح أن يواجه الاقتصاد تحديات خلال الربع الثاني، كما من المتوقع أن تستمر مشاكل سلاسل الإمداد. وهذا يضيف خطراً أكبر للاقتصاد العالمي الذي يواجه تباطؤاً اقتصادياً، في الوقت الذي تتجه فيه البنوك المركزية للاقتصاديات الكبرى لرفع معدلات الفائدة لمواجهة التضخم المتزايد وارتفاع أسعار السلع بسبب الحرب الدائرة في أوكرانيا.

Email