«صراع حضارات» بين ماكرون ولوبان

تحدي الجولة الثانية يتمثل بإقناع المتردّدين والممتنعين | أ.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

يبدأ إيمانويل ماكرون ومارين لوبان اليوم الأسبوع الأخير من الحملة الانتخابية والذي سيشهد مناظرة تلفزيونية مهمة جداً للمرشّحين، قبل المواجهة النهائية بينهما في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية الأحد المقبل ، والتي عدّها الطرفان «صراع حضارات».وقبل أسبوع واحد من الجولة الثانية من الانتخابات، لم يحسم أي شيء، رغم أن الاستطلاعات الأخيرة أظهرت فوز الرئيس المنتهية ولايته بنسبة تتراوح بين 53 و55,5 في المئة على منافسته اليمينية المتطرفة وهي منافسة أكثر حدة مما كانت عليه في 2017 حينما انتخب ماكرون رئيساً لفرنسا بـ66في المئة من الأصوات.ويتمثل التحدي في الجولة الثانية بإقناع المتردّدين والممتنعين الذين تجاوزت 26 في المئة بالجولة الأولى، وفي حشد ناخبي اليسار، الحَكَم في هذه المبارزة الشرسة.

ومنذ اليوم التالي للجولة الأولى، أطلق المرشحان النهائيان إشارات قوية من قبيل الوعود البيئية والاجتماعية، تجاه مؤيدي زعيم اليسار المتطرف جان-لوك ميلانشون الذي جاء ثالثاً بحصوله على نحو 22 في المئة من الأصوات.

وأول من أمس، تعهد إيمانويل ماكرون الذي غالباً ما يُنتقد بسبب سجله البيئي، أن تكون السياسة التي سوف ينتهجها في السنوات الخمس المقبلة «مراعية للبيئة»، إذا أعيد انتخابه، فيما قدّمت لوبان نفسها أنها «ربة أسرة» تحمي «الأكثر هشاشة».مناظرة حاسمة

في الأسبوع الأخير من الحملة الانتخابية التي تفتتح قبل الصمت الانتخابي الجمعة والتصويت الأحد، يبدو أن المناظرة التلفزيونية بعد غدٍ ستكون حاسمة.وسيعقد هذا اللقاء المهم، الذي ينظم منذ عام 1974، بين جولتَي الانتخابات الرئاسية في فرنسا، وستديره صحافية من القناة العامة «فرانس 2» وصحافي من قناة «تي إف 1» الخاصة. وفي سياق حملة محمومة، وفي وقت يبدو اليمين المتطرف أقرب إلى السلطة مما كان عليه في السابق، قد تشكل هذه المناظرة نقطة تحول.وعام 2017، كانت المناظرة كارثية بالنسبة إلى لوبان التي بدت محمومة وعدوانية وغير مستعدة ضد ماكرون. وبعد خمس سنوات، تبدو لوبان التي حسّنت صورتها وقامت بحملتها الانتخابية بشكل أقرب إلى الناخبين، أكثر «رئاسية». وقالت الجمعة الماضية «أنا جاهزة لأنني اكتسبت الخبرة، لقد عملت على المشروع كثيراً وصقلت مشروعي معهم (الفرنسيين) لقد جعلته أقرب إلى حقائقهم وتوقعاتهم». من جانب آخر، يقر محيط ماكرون بأنه لا يستخف بهذه المناظرة «المتقاربة جداً».

ويتوقّع أن يحاول ماكرون هزيمة منافسته ببرنامجه من خلال الإضاءة وخصوصاً على الجوانب المتطرفة التي تتضمنها حملتها بشأن الهجرة والمؤسسات.وينبغي للوبن القيام برحلة قبل الغوص مجدداً في الاستعدادات لمناظرة بعد غدٍ، فيما يستأنف ماكرون رحلاته الأخيرة قبل انتخابات يقول المرشحان إنها ليست أقل من «صدام حضارات».

امتناع

أظهر استطلاع داخلي أن غالبية النشطاء المسجلين من أنصار مرشح أقصى اليسار جان لوك ميلونشون سيمتنعون عن التصويت أو يضعون بطاقات بيضاء في صندوق الاقتراع في جولة الإعادة لانتخابات الرئاسة الفرنسية بين الرئيس إيمانويل ماكرون ومنافسته مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان.

وفاز ماكرون، المؤيد للاتحاد الأوروبي والمنتمي لتيار الوسط، بالرئاسة في عام 2017 بعد انتصاره بسهولة على لوبان عندما احتشد الناخبون خلفه في جولة ثانية لإبقاء اليمين المتطرف بعيداً عن السلطة.

Email