ماكرون شاعر وفيلسوف.. لوبان محامية ومدخنة في أيام الشباب

ت + ت - الحجم الطبيعي

كانت المرشحة للانتخابات الرئاسية مارين لوبان تعمل في مجل المحاماة، أما خصمها الرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون فهو متخرج من "المدرسة الوطنية للإدارة".

في أيام شبابهما، كانت لوبان طالبة نشيطة سياسياً في صفوف "الجبهة الوطنية"، فيما كان ماكرون يعكف على إتمام دراسته محاولاً دون جدوى دخول مدرسة الأساتذة العليا المرموقة، وفق "مونت كارلو".

يعرف عن ماكرون (44 عاماً) إنه كان طالباً ممتازاً جداً، نادراً ما عرف الفشل في حياته وكان على الدوام في المرتبة الأولى بين أقرانه الطلاب. نشأ الطفل ماكرون في مدينة أميان (شمال) وكان مدللاً بشكل خاص من قبل والديه فرانسواز وجان ميشيل ماكرون، ويعمل كلاهما في مهنة الطب.

يتردد في سيرته إنه كان مقرباً بشدة من جدته لأمه جيرمين، التي كانت تعلمه اللغة والقواعد وتدفعه لقراءة المؤلفين الفرنسيين العظماء (كموليير وراسين وغيرهما).

تعلم ماكرون العزف عل البيانو ومارس هذه الهواية لمدة عشر سنوات في معهد أميان الموسيقي.

بعد التحاقه بمدرسة ابتدائية عامة، التحق في المرحلة الإعدادية بثانوية "لابروفيدانس" الخاصة للتكنولوجيا بناءً على نصيحة جدته. في هذه المؤسسة الكاثوليكية التي تحظى بتقدير الطبقة الوسطى في المنطقة، أثار إيمانويل إعجاب معلميه. تلقى دروس الفرنسية على يد أستاذته بريجيت تروجنيو، التي ستصبح فيما بعد زوجته.

وكانت المعلمة بريجيت تدير فصلاً دراسياً حول المسرح يحضره إيمانويل بانتظام ويكتب القصائد التي يقرؤها أمام الفصل بأكمله. اجتاز ماكرون المسابقة العامة للغة الفرنسية وفاز بالمركز الأول على مستوى الإقليم في العام 1994.

لإبعاده عن بريجيت، التي أقام معها علاقة عاطفية، أرسله والداه إلى باريس ليدرس في ثانوية "هنري الرابع" العريقة. في العام 1995 حصل على البكالوريا (العلمية) مع مرتبة الشرف ثم واصل دراسته في الفصل التحضيري الأدبي (قسم الآداب والعلوم الاجتماعية).

لم يتمكن رغم براعته من اجتياز الامتحان الكتابي لدخول مدرسة الأساتذة العليا، بل واصل دراسته في جامعة "باريس نانتير"، حيث حصل على درجة الماجستير ثم على دبلوم الدراسات المعمّقة في الفلسفة.

عمل ماكرون كمساعد تحرير لدى الفيلسوف الفرنسية بول ريكور أثناء كتابته كتاب "الذاكرة والتاريخ والنسيان" الذي صدر العام 2000. التحق فيما بعد بمعهد الدراسات السياسية في باريس وتخرج منه العام 2001، ثم اجتاز امتحان القبول في "المدرسة الوطنية للإدارة" في ستراسبورغ، وأكمل فترة تدريبه في السفارة الفرنسية في نيجيريا.

أما مارين لوبان (53 عاماً) فكانت في البداية طالبة في المدرسة الثانوية العامة فلوران شميت (الآن اسمها ألكسندر دوما) في سان كلو قرب باريس، حيث حصلت على البكالوريا (اقتصاد واجتماع) في العام 1986.

واصلت دراستها في جامعة "بانثتون-آساس" الباريسية، حيث حصلت على درجة الماجستير في القانون (مع تخصص في المهن القضائية) في العام 1990 ثم دبلوم الدراسات المعمقة في القانون الجنائي في العام 1991 قبل أن تصبح محامية في العام 1992.

في جامعة "آساس" كانت قريبة من السياسي وأستاذ القانون جان كلود مارتينيز المقرب بدوره من والدها جان مارس لوبان.

لا يعرف الكثير عن سنوات مارين الدراسية، لكن يقال إنها كانت فتاة متواضعة وتحب الحفلات والسهر. من أحاديث أصدقائها في ذلك الوقت، يبدو أن مارين شابة فرنسية عادية تحب البارات والاجتماع مع الأصدقاء، تدخن كثيراً وترقص وترتاد بانتظام النوادي الليلية والمطاعم.

في ذلك الوقت، كان التزامها السياسي لا يزال متحفظاً للغاية. في العام 1992، وبعد التحاقها بمدرسة التدريب المهني لمحكمة الاستئناف في باريس، حصلت على شهادة الكفاءة لمزاولة مهنة المحاماة وأصبحت محامية في نقابة المحامين في باريس.

بدأت حياتها المهنية في مكتب جورج بول فاغنر، النائب السابق عن الجبهة الوطنية، وبنت سمعتها باعتبارها مدافعة عن عدد كبير من المهاجرين غير الشرعيين والذين لا يمتلكون أوراقاً رسمية في فرنسا.

Email