كوريا الشمالية.. «نووي» و«بالستي» يثيران قلق «الجنوبية»

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعدما اختبرت مؤخراً أكبر صواريخها البالستية على الإطلاق، تتهيّأ كوريا الشمالية إلى إجراء تجربة نووية، وفق مسؤولين ومحلّلين، ما يعيد إحياء الجدل في الجنوب، بشأن التسلّح النووي.

وأجرت كوريا الشمالية هذا العام، تجارب عدة على أسلحة نووية، في تحدٍّ للعقوبات الغربية المفروضة عليها، بما في ذلك إطلاق صاروخ بالستي عابر للقارات، للمرة الأولى منذ عام 2017.

وكانت بيونغ يانغ، أوقفت منذ سنوات اختبار الصواريخ البعيدة المدى، بعد انخراط زعيمها كيم جونغ أون عام 2018، في جولات محادثات دبلوماسية مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

وأحدث استئناف كوريا الشمالية التجارب الصاروخية البعيدة المدى، والذي ترافق مع العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، تغييراً في الرأي العام في كوريا الجنوبية، حيث تزايدت الدعوات لتعزيز قدرات الردع الدفاعية.

وقال سو كيم في مركز راند كوربوريشن للأبحاث «تدور نقاشات حول إمكان سعي كوريا الجنوبية لتطوير قدرات نووية». وتابع «من المرجّح أن يبقى الخيار النووي مطروحاً على الطاولة، بالنسبة لصنّاع القرار في سيؤول. لكن هذا الأمر ستكون له بالطبع تداعيات تتخطى شبه الجزيرة الكورية».

ولا يقتصر النقاش حول ما إذا يتعين على كوريا الجنوبية المضي قدماً في التسلّح النووي على الدوائر الرسمية، إذ يبدو أن الكوريين الجنوبيين بغالبيتهم، يؤيدون هذا التوجّه.

تجارب نووية

منذ عام 2006، أجرت كوريا الشمالية ست تجارب نووية، كان آخرها عام 2017، حين اختبرت قنبلة هيدروجينية حررت طاقة قدرها 250 كيلو طن. وتوقّع المبعوث الأمريكي المكلف شؤون كوريا الشمالية، سونغ كيم، أن تجري بيونغ يانغ اختباراً جديداً غداً، ذكرى ولادة مؤسسها كيم إيل سونغ، وهو يوم عطلة رسمية في البلاد.

وأظهرت صور التُقطت بواسطة الأقمار الاصطناعية، وجود مؤشرات تدل على أنشطة جديدة في نفق في موقع بونغي-ري للتجارب النووية، الذي أعلنت بيونغ يانغ أنها هدمته عام 2018، قبيل قمّة جمعت بين كيم وترامب.

وأعلنت «الشبكة النووية المفتوحة»، ومقرّها فيينا، أنها رصدت مؤشرات تدل على أعمال حفر وأنشطة متزايدة، ما يوحي بأن كوريا الشمالية تتهيّأ لاختبار سلاح نووي.

ويرى مراقبون كثر، أوجه شبه كثيرة مع ما يحصل في أوكرانيا: فكييف تخلّت عن مخزونها الكبير من القنابل النووية السوفييتية، مقابل ضمانات أمنية، علماً بأن هذا المخزون، لم تكن أوكرانيا قادرة على التحكّم بتشغيله.

ورجّح بارك وون-غون أستاذ الدراسات الكورية الشمالية في جامعة إيوا في سيؤول، أن تعمد كوريا الشمالية في اختبارها النووي السابع، إلى تزويد صواريخها البالستية العابرة للقارات، برؤوس نووية مصغّرة، في خطوة الهدف منها «بلوغ مرحلة لا يمكن لأحد أن ينكر فيها أنها (باتت) بحكم الأمر الواقع قوّة نووية».

Email