باريس تنأى بنفسها عن حرب «المصطلحات»

أوكرانيون يصطفون للحصول على مساعدات غذائية في ماريوبول| أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

فيما تتهم موسكو كييف بإيصال المفاوضات إلى «طريق مسدود»، تنأى باريس بنفسها عن «حرب المصطلحات»، بخاصة من جانب واشنطن، بشأن التعاطي مع الأزمة الأوكرانية، إذ ألمح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أكثر من مرة إلى امتعاضه من مصطلحات نظيره الأمريكي جو بايدن القاسية بحق موسكو، معتبراً أنها لا تخدم مسار السلام في أوكرانيا.ماكرون وصف أمس الروس والأوكرانيين بـ«الشعبين الشقيقين»، وامتنع عن وصف ما يجري بأوكرانيا بـ«الإبادة الجماعية».

وفي معرض إجابته عن سؤال في مقابلة مع قناة «فرانس 2»، حول ما إذا كان سيستخدم مصطلح «إبادة جماعية» بشأن أوكرانيا، قال ماكرون: «سأكون حذراً مع المصطلحات.. الروس والأوكرانيون شعبان شقيقان، وما يحدث جنون».ويأتي طرح سؤال عن مزاعم «الإبادة الجماعية» على ماكرون، غداة وصف بايدن ما يجري في أوكرانيا بــ «الإبادة الجماعية»، ما يشير إلى تباين الزعيمين في نظرتهما إلى المسألة الأوكرانية.

ماكرون الذي يشكك في فائدة التصعيد الكلامي، قال: «أريد بذل أقصى ما يمكن ليبقى بالإمكان وقف الحرب وإعادة بناء السلام، لذلك لست متأكداً من أن تصعيد الكلام يخدم القضية». وسبق لماكرون أن انتقد قبل حوالي أسبوعين وصف بايدن نظيره الروسي بأنه «مجرم حرب».

ألمانيا التي تعتمد بشكل كبير على مصادر الطاقة الروسية، تتبع منهجاً حذراً كذلك، وهذا لا يروق لكييف التي انتقدت برلين مرات عدة بشكل علني. وألغيت رحلة كان من المقرر أن يقوم بها إلى كييف الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير الذي اعترف أنه «ليس موضع ترحيب من جانب كييف». وفي وارسو، قال شتاينماير الثلاثاء إن الرئيس البولندي أندريه دودا اقترح أن يتوجه كلاهما ورؤساء دول البلطيق إلى كييف.ونقلت صحيفة بيلد الألمانية عن شتاينماير قوله: «لكن يبدو أن هذا الأمر ليس مرغوباً في كييف».

وكان سفير أوكرانيا في ألمانيا أندري ميلنيك قال الأسبوع الجاري لوكالة الأنباء الألمانية إن أوكرانيا تنتظر زيارة المستشار أولاف شولتس، وأضاف: «الأفضل أن يأتي المستشار أو أعضاء آخرون ممن يتخذون قرارات ملموسة بشأن مزيد من الدعم الكبير لأوكرانيا».لكن بيلد قالت إن رفض الزيارة يبدو أن سببه علاقات شتاينماير الوثيقة مع روسيا في السنوات الأخيرة، إذ كان على اتصال وثيق بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أثناء عمله وزيراً للخارجية الألمانية، كما كان شتاينماير أيضاً متحمّساً لخط أنابيب الغاز «نورد ستريم 2»، ويعتبر مهندس سياسة الحكومة الفيدرالية الصديقة لروسيا.

وكان الرئيس الروسي قال، أول من أمس، إن محادثات السلام مع أوكرانيا وصلت إلى طريق مسدود، متعهداً إفشال مخطط «تركيع موسكو»، لكن في إشارة إلى أن المسألة أبعد من أوكرانيا، قال بوتين إن روسيا ستواصل عمليتها «بإيقاع هادئ»، مضيفاً أن «الاستنتاج الاستراتيجي الأكثر أهمية هو أن النظام الدولي أحادي القطب الذي بنته الولايات المتحدة بعد الحرب الباردة ينهار».

Email