مواقف بايدن الحادّة ضد روسيا.. لماذا تحرج شولتس؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

تزداد الضغوط على المستشار الألماني، أولاف شولتس، لاتخاذ موقف أكثر تشدداً لصالح أوكرانيا. وفيما يحاول شولتس التخفيف من هذه الضغوط عبر تصريحات منددة بروسيا، تأتي تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن، ورئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، لتضع شولتس في زاوية ضيقة. فهو كزعيم أكبر اقتصاد في أوروبا، يحاول ترك مسافة ما وعدم حرق الجسور مع روسيا بالكامل.

وفي زاوية ما من تحليل التصريحات، يمكن اعتبار أن التصريحات المتشددة لبايدن، تحقق عدة وظائف، أولها دعم الرواية الأوكرانية في الحرب، وأيضاً الضغط على الدول المترددة أو التي لا تتخذ خطوات كافية، وفق واشنطن وكييف.

وللمرة الأولى اتهم بايدن نظيره الروسي فلاديمير بوتين بارتكاب «إبادة جماعية» في أوكرانيا، وهو مصطلح سبق أن استخدمه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لكنه لم يصدر عن الإدارة الأمريكية من قبل.

الرئيس الأوكراني رحّب في تغريدة بـ«كلمات حقيقية لقائد حقيقي» لأن «تسمية الأمور بأسمائها هو أمر أساسي لمواجهة الشرّ»، مطالباً بتزويد بلاده «بأسلحة ثقيلة بشكل عاجل».

وما يحرج شولتس أكثر أن بريطانيا، التي لم تعد جزءاً من كيان الاتحاد الأوروبي، تتحرك على خط ساخن مع كييف وواشنطن، وزار جونسون العاصمة الأوكرانية كييف وتجول في شوارعها برفقة زيلنسكي. واليوم، تباحث بايدن وجونسون هاتفياً لتعزيز الدعم العسكري والاقتصادي لأوكرانيا والحاجة إلى إنهاء الاعتماد الغربي على النفط والغاز الروسيين.

وأمس، رفضت الحكومة الأوكرانية بشكل مفاجئ زيارة الرئيس الألماني فرانك ـ فالتر شتاينماير إلى كييف ضمن مساعي أوكرانيا لأن تكون الزيارة لشولتس وليس شتاينماير الذي لا يتمتع بصلاحيات تنفيذية واسعة. وكان من المفترض أن يقوم شتاينماير بزيارة تضامنية لأوكرانيا برفقة نظرائه البولندي والليتواني واللاتفي والإستوني، وقد توجه الرؤساء الأربعة الآخرون إلى كييف.

ويتعرض المستشار الألماني لانتقادات داخلية أيضاً، بسبب افتقاره للقيادة في أزمة أوكرانيا، بما في ذلك من حلفائه السياسيين. وانتقدت صحيفة «بيلد» اليومية شولتس لقيامه بزيارة للوبيك في شمال ألمانيا من أجل حضور اجتماع انتخابات إقليمية فيما «كان بوريس جونسون يسير جنباً إلى جنب مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عبر كييف».

وليس فقط شولتس في موقع حرج، إنما حتى أصدقاؤه الأوروبيون، مثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. ولم يستخدم الرئيس الفرنسي عبارة «إبادة جماعية» الذي وصف به نظيره الأمريكي، مشككاً في فائدة «التصعيد الكلامي» لإنهاء الحرب. ورداً على سؤال عبر قناة فرانس 2 بشأن تصريحات بايدن، أجاب ماكرون بأنه يريد «توخي الحذر باستخدام المصطلحات».

Email