«تريندز»: فرص الحل الدبلوماسي للحرب الأوكرانية لا تزال قائمة

ت + ت - الحجم الطبيعي

أظهر استطلاع للرأي أجرته إدارة «الباروميتر العالمي» التابعة لمركز تريندز للبحوث والاستشارات أهمية المفاوضات لإيجاد حل سلمي للحرب في أوكرانيا، وأن هذه الحرب ستؤدي إلى نظام عالمي متعدد الأقطاب. كما أن استقطاب طرفي الحرب لمقاتلين أجانب سيطيل أمد الحرب، ويخلق مجموعات متطرفة تشكل تهديداً لبلدان المنبع. وبين الاستطلاع، الذي استهدف رأي عينة من الخبراء المحليين والعالميين حول مواقفهم من الحرب، أن 35 في المئة من خبراء العينة عبروا عن معارضتهم للحرب، فيما أيدها 16في المئة، بينما وقف قرابة النصف منهم (49 في المئة) موقفاً محايداً منها.

وأشار الاستطلاع – الذي شمل مجموعة من الأسئلة حول أبعاد الحرب في أوكرانيا والموقف منها، وأسبابها، وأهدافها، وتأثيرها على الجماعات المتطرفة، ومآلاتها – إلى تباين نسب المعارضة والحياد بحسب جنسية المستجوبين؛ ففي حين أن المعارضة للحرب هي السمة الغالبة بين الجنسيات الأجنبية (61في المئة)، بدا أن الحياد والنأي بالنفس هو الموقف المهيمن بين الجنسيات العربية (56 في المئة).

ووافق نحو ثلاثة أرباع من الذين شاركوا في الاستطلاع (73في المئة) على الرأي الذي مفاده أن عزم أوكرانيا الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي «الناتو» والاتحاد الأوروبي هو من أحد أسباب الحرب، فيما رأت النسبة ذاتها أن سبب الحرب يكمن في تقاعس حلفاء «الناتو» والولايات المتحدة تحديداً في منح ضمانات أمنية لروسيا، خاصة وأن تواجد قوى الناتو على أبواب روسيا يمثل تهديداً لهذه الأخيرة حسب وجهة نظرها.

ورجح 51 في المئة من الخبراء المحليين والعالميين الذين شاركوا في الاستطلاع أن سبب الحرب يعود إلى وجود تيار قومي أوكراني متشدد ضد الروس والأقليات الناطقة بالروسية في أوكرانيا، فيما رأى 45 في المئة من الخبراء أن مسألة تدخل الروس في أوكرانيا لحماية الأقليات الناطقة بالروسية هي السبب. كما عزا 65 في المئة من أفراد العينة سبب الحرب إلى سعي روسيا إلى استعادة نفوذها السابق في العالم، وبالأخص في شرق أوروبا.

وأظهر الاستطلاع أن ثلث المستطلعين (33في المئة) يعتقد أن هاجس الديمقراطية الذي اعتمدتها بلدان شرق أوروبا المجاورة لروسيا، ومنها أوكرانيا، يمكن أن تكون أحد العوامل المسببة للحرب. وقد أيد هذا نسبة أكبر من خبراء العينة الأجانب (41 في المئة).

وحول الإجراءات التي يجب أن يتخذها المجتمع الدولي لإيقاف الحرب، أكدت الغالبية العظمى (95في المئة) من الخبراء في العينة على الحل التفاوضي لإنهائها، فيما ارتأى 21 في المئة منهم ضرورة فرض المزيد من العقوبات الدولية على روسيا. كما طالب 17في المئة بأن يتم منح أوكرانيا مزيداً من الأسلحة، فيما أيدت نسبة قليلة (10في المئة) فكرة التدخل العسكري لحسم الحرب وإنهائها.

أما بخصوص مدى تحقيق روسيا لأهدافها المعلنة من الحرب والمتمثلة في تحييد أوكرانيا، فبين الاستطلاع أن أغلبية كبيرة (70في المئة) توافق على ذلك، وأشار 55في المئة إلى أن الحرب الروسية الأوكرانية، ستدوم لبعض الوقت (أكثر من شهر وأقل من 6 أشهر)، بينما توقع الثلث منهم أنها ستكون حرباً طويلة (أكثر من 6 أشهر)، واعتقد 11في المئة أنها ستكون قصيرة.

وتطرق الاستطلاع إلى رأي الخبراء في مجموعة من السيناريوهات المستقبلية للحرب، حيث قال نحو 68 في المئة إن الحرب ستؤدي إلى نظام عالمي متعدد الأقطاب، فيما قال 36في المئة إن الحرب ستكون لصالح روسيا، ورأى 28 في المئة أن الحرب يمكن أن تنتشر في أجزاء أخرى من أوروبا. كما توقع 21 في المئة أن الحرب ستضعف روسيا لصالح الدول الغربية، فيما أشار 45 في المئة أن روسيا ستواجه حرب استنزاف كما جرى في حربها في أفغانستان.

وأظهر الاستطلاع معارضة أغلبية كبيرة (77في المئة) استقطاب طرفي الحرب لمقاتلين أجانب، معتبرة أن ذلك سيؤدي إلى خلق مجموعات متطرفة، مما يشكل تهديداً لبلدان المنبع في المديين المتوسط والبعيد ويعمل على إطالة الحرب، وخلص الاستطلاع إلى أن الأغلبية الساحقة (85 في المئة) من الخبراء المحليين والعالميين يعتقدون أن فرص الحل الدبلوماسي للحرب لا تزال قائمة.

Email