سباق عالمي مع الوقت نحو اتفاق على «نووي إيران»

ت + ت - الحجم الطبيعي

تمضي القوى الكبرى وإيران في طريق التوصّل إلى اتفاق بشأن النووي عبر اجتماعات جنيف، لا يبدو أنّ الطريق مسدود أمام الاتفاق، بل هناك الكثير من موجات التفاؤل لدى مختلف الأطراف بإمكانية إحراز تقدّم طفيف في الجولة الجديدة وآمال في استمرار التقدّم في المحادثات، وهو الأمر الذي عبرت عنه الولايات المتحدة الأمريكية.

وتشير واشنطن أيضاً لإمكانية الاختراق والتوصل إلى اتفاق خلال وقت وجيز لا يتعدى عدة أسابيع، إذ أكّد مسؤول أمريكي رفيع لمجلة «فورين بوليسي»، أن محادثات فيينا بشأن الاتفاق النووي الإيراني حققت بعض التقدم في الأسابيع الأخيرة، لكن ليس بما يكفي لإجراء مفاوضات مفتوحة.

وفيما تشير طهران إلى أنّ أجواء التفاؤل في محادثات فيينا ناجمة عن إرادة كل المتفاوضين للتوصل إلى اتفاق موثوق ومستقر، تناقش موسكو مع إيران ونظرائها الأوروبيين، المفاوضات سبل تسريع محادثات إحياء الاتفاق النووي الإيراني ورفع العقوبات.

ويبدو أنّ إسرائيل في طريق تغيير استراتيجيتها في التعامل مع الملف النووي الإيراني والمفاوضات الدائرة بشأنه بين القوى الكبرى في فيينا، وهو الأمر الذي تبدى جلياً في تصريحات قائد المخابرات العسكرية، أهارون حاليفا، التي عبّر فيها للمجلس الوزاري الأمني المصغّر «الكابينت»، أنّه سيكون من الأفضل لإسرائيل التوصّل إلى اتفاق لكبح البرنامج النووي لإيران، مقابل تخفيف العقوبات، في موقف يناقض مواقف إسرائيلية لا ترى في المفاوضات حلاً ولا تراها السيناريو المناسب للتعامل مع الملف حال لم يتم التوصّل إلى اتفاق معزّز بدرجة كبيرة.

يراهن حاليفا على حد قوله في اجتماع «الكابينت»، على أنّ تجديد الاتفاق النووي من شأنه توفير قدر أكبر من اليقين بشأن القيود على أنشطة إيران النووية، مقارنة بسيناريو يشهد انهياراً للمحادثات بين إيران والقوى العالمية. ووفق ما رود عن حاليفا، فإنّ إحياء الاتفاق سيمنح إسرائيل مزيداً من الوقت للاستعداد لسيناريوهات مختلفة لتصعيد التوترات مع إيران، وأنّ إسرائيل ستكون في وضع أفضل للاستعداد لمثل هذه الاحتمالات.

وتأتي تصريحات حاليفا رداً على رئيس الموساد، دافيد برنياع، الذي لم يعرب عن دعمه لتجديد الاتفاق النووي. ويرى برنياع أنّه لا يزال هناك وقت للتأثير على الولايات المتحدة الأمريكية فيما يتعلق بشروط الاتفاق. ونقل عن برنياع قوله: «لم يضيّع الأمر وهو يستحق استثمار الوقت والجهود في حوار مع الأمريكيين بشأن محتوى الاتفاق».

وبعد معارضة لمحادثات جنيف، برزت عدة إشارات على تحوّل في الموقف من رفض أي اتفاق يمكن التوصل إليه بين إيران والقوى الكبرى إلى قبول اتفاق بشكل ما، فيما يعضّد من ذلك تصريحات أطلقها وزير الخارجية، يائير لابيد، الشهر الماضي، بأنّ إسرائيل لا تعارض من حيث المبدأ أي اتفاق قد يتم التوصل إليه بين القوى العالمية وإيران، مضيفاً: «ليس لدينا مشكلة مع اتفاق.. اتفاق جيد هو أمر جيد».

Email