تباين آراء بشأن مقدرة باريس على تحقيق «أوروبا قوية»

ت + ت - الحجم الطبيعي

أظهر استطلاع للرأي أجرته «البيان» عبر موقعها الإلكتروني وحسابها على «تويتر»، تبايناً في الآراء بشأن مقدرة فرنسا على تحقيق برامجها في جعل القارة الأوروبية قوية ذات سيادة، إذ ذهب 44 في المئة من المستطلعين عبر «البيان الإلكتروني»، إلى أنّ فرنسا قادرة على تحقيق الهدف، مقابل 33 في المئة شكّكوا في إمكانية حدوث ذلك، و22 في المئة لم يذهبوا إلى أي من الرأيين.

في المقابل وعبر استطلاع على «تويتر»، شكّك 63.5 في المئة في مقدرة فرنسا على تحقيق أوروبا قوية وذات سيادة، فيما أشار 20.3 من المستطلعين إلى مقدرة فرنسا على تحقيق الهدف، و16.2 في المئة لم يتبنوا أي من الخيارين.

وأكّد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، د. طارق أبو هزيم، أنّ من الصعب إنجاز مشروع إعادة التمحور حول سيادة أوروبا وحق تقرير المصير واستقلال سياستها الخارجية، مضيفاً: «إنْ كانت فرنسا مدفوعة من بعض الحلفاء الأوروبيين، فالاتحاد الأوروبي لا يطبق سياسية واحدة، والعديد من الاستراتيجيات الأوروبية مبنية على الاستراتيجيات الأمريكية ولا يمكن الفكاك منها بهذه السهولة».

وأوضح أبو هزيم، أنّ الأهداف المعلنة تحتاج إعادة ترتيب الأدوات وترتيب البيت الداخلي للأوروبيين، لافتاً إلى أنّ باريس سعت وعبر تاريخها لأن تكون المظلة العسكرية لأوروبا، فيما سعت برلين لأن تكون المظلة الاقتصادية، إلّا أنّ الطرح لم ينجح، على حد قوله.

وأبان أبو هزيم، أنّ ما يدفع فرنسا لطرح هذه الأهداف على رأسها الضغط على الأمريكيين، لاسيّما بعد صفقة الغواصات مع استراليا، فضلاً عن التوتر الذي تشهده شرق أوروبا فيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية الروسية. وأضاف إنّ هذه العناوين لن تقود إلى الأهداف المعلنة بعيداً عن تأثيرات الحليف الأمريكي الذي يقود عملية إعادة التوازن مع الصينيين والروس في بعض المناطق.

بدوره، أشار الخبير الاستراتيجي د. فايز الدويري، إلى أنّ إطلاق العناوين الفضفاضة أمر معتاد من قبل فرنسا، مشيراً إلى أنّ أهدافها لن ترى النور بسبب تأزّم موقف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون داخلياً وخارجياً، وتناقص شعبيته، فضلاً عن اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في فرنسا والمقررة أبريل ويونيو المقبلين. وتساءل الدويري: هل مدة 3 أشهر ستكون كافية لتحقيق هذه الأهداف، في الحقيقة أوروبا حيويتها وتواجهها الكثير من التحديات على غرار الأزمة الأوكرانية، وصعود الصين وتوسعها في أفريقيا.

 
Email