حراك أوروبي مكثف لإنعاش السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين

ت + ت - الحجم الطبيعي

الفلسطينيون والإسرائيليون على حد سواء، يعتبرون الحراك السياسي الأوروبي في المنطقة «مهماً وتاريخياً» كل لمصلحته. في الجانب الفلسطيني يرون في هذا الجهد محطة مهمة لجذب المزيد من الدعم السياسي الدولي للقضية الفلسطينية، ويجدون فيها فرصة لتوجيه مزيد من الضغط لدفع عجلة العملية السياسية.

لكن توقعاتهم المباشرة من الجولات المتعاقبة التي يقوم بها مسؤولون أوروبيون إلى المنطقة، تبدو بالغة التواضع، فهم يعلمون أن هذا الحراك وحده لا يكفي، فالمطلب قبل كل شيء، تمتين الجبهة الداخلية الفلسطينية، وإنهاء الخلافات بين أقطاب الانقسام. وحسبما أوضح مسؤول فلسطيني لم يشأ الكشف عن هويته لـ«البيان» فإن ما يتطلع إليه الفلسطينيون لا يتعدى حشد الدعم المالي للخروج من الأزمة الراهنة التي تعصف بالحكومة الفلسطينية، وتالياً الضغط وتهيئة الأجواء لعبور قاطرة العملية السلمية.

الورقة الأمنية

أما في إسرائيل، فلا تخفي حكومة نفتالي بينيت نيتها توجيه دفة الحراك الأوروبي نحو مصالحها وأهدافها، من دون إغفال الورقة الأمنية، التي تشدد إسرائيل على أهمية مراعاتها في أي حل سياسي قادم. ومن مطالبها كذلك توجيه ضغط أوروبي دائم على السلطة الفلسطينية للقيام بالتزاماتها الأمنية، وفي مقدمتها جمع السلاح وتوحيد أجهزة الأمن.

ويواصل رؤساء البعثات الأوروبية جولاتهم في كل من رام الله وتل أبيب، للوقوف على العقبات الرئيسية في طريق السلام، والقضاء على كل ما من شأنه تأجيج الإضطراب والتوتر في المنطقة، والاستماع لمطالب الجانبين قبل الشروع مجدداً في العملية السياسية.

ويأتي الحراك الأوروبي هذا، منسجماً مع التغيير الملحوظ في الموقف الأمريكي لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، ومن هنا فما يأمله الفلسطينيون ألا يبقى هذا الحراك حبيس الأقوال، وأن يخرج بالأدلة والبراهين إلى الأفعال، لأنه وفقاً للكثير من المراقبين، فإن الشعارات والتصريحات تحتاج إلى المواقف العملية، كي تصبح شيئاً مذكوراً.

وكان مبعوث الاتحاد الأوروبي الجديد للشرق الأوسط سفين كوبمانس قام في يونيو الماضي بجولة في المنطقة لتنشيط عملية السلام التقى خلالها الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط في القاهرة.

Email