تقارير «البيان»

أفغانستان.. هل أصبحت ملعباً لبناء تحالفات؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

تتعدد الأطر السياسية الخاصة بكيفية التعامل مع صعود طالبان للحكم في أفغانستان، وتحديداً لدول الجوار باعتبارها أكثر الدول تأثراً بالتغيرات، بما يقع على عاتقها من ضرورة التعامل بآليات محددة مع هذا الصعود. يفرض صعود طالبان قيوداً حول التوجهات السياسية الحاكمة لمسارات تعامل دول جوار أفغانستان مثل إيران والصين وباكستان ودول منطقة آسيا الوسطى مع تطورات الأوضاع، في ظل الارتباط الوثيق الأمني والسياسي، وانعكاسات هذه التطورات على أمن هذه الدول، وفق الباحث في الشؤون الآسيوية، مصطفى محمد.

ويشير الباحث إلى أن ثمة تخوفات من التعامل مع الحركة من قبل دول الجوار، الأمر الذي دفع للانتظار بصورة مرحلية حتى تتضح الرؤية حول المشهد الأفغاني. وتتمثل التوجهات السياسية لدول الجوار، وفق الباحث، في التعاون في مواجهة بعض الأزمات دون غيرها، مشيراً إلى أربعة ملفات رئيسة، انتشار الجماعات المتطرفة، وقضية اللاجئين، وملف تأمين الحدود، وملف النزعات الانفصالية وتهديدها لأمن هذه الدول.

ولفت مصطفى محمد إلى عدم وضوح السياسة التي ستتبعها طالبان مع الدول الأخرى، لا سيما دول الجوار، الأمر الذي قد يستمر لفترة طويلة تنتهي خلالها الحركة من ترتيب الأوضاع الداخلية، ما قد يدفع دول جوار أفغانستان للتدخل بشكل مباشرة لتأمين حدودها ومعالجة القضايا المتعلقة بالحفاظ على أمنها.

ورأى نائب مدير مركز رع للدراسات الاستراتيجية خبير الشؤون الإقليمية، د. أكرم حسام، أن دول الجوار باكستان وإيران والصين والهند استعدت مبكراً للحظة خروج الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن بعضاً من هذه الدول استطاعت الانخراط في علاقات بشكل أو بآخر مع حركة طالبان، ما جعل من أفغانستان ملعباً مهماً لبناء تحالفات جديدة في منطقة آسيا الوسطى، الأمر الذي يدلل عليه دخول أفغانستان في المحور الصيني الباكستاني، على حد قوله. ولفت إلى دور المشروعات والاستثمارات الصينية في هذا الشأن، فضلاً عن محاولات الهند الدخول في الملف رغبة منها في منازعة باكستان في إحدى المناطق المهمة، والوجود على مقربة من حدودها.

ووفق حسام، فإن الأوضاع الآن أشبه ما تكون بـ«الرمال المتحركة»، مضيفاً: «على الرغم مما يبدو أنه نوع من أنواع الاستقرار النسبي حالياً مع سيطرة طالبان بشكل شبه كامل، فإن الأوضاع لا تزال قابلة لكل الاحتمالات، هذا الوضع غير المستقر مقلق لمنطقة آسيا الوسطى، وتعيش دول الجوار لأفغانستان على بحر من القلق، في ظل الغموض الذي يلف مستقبل هذه الدولة».

Email